خاص مجلة "القدس" العدد 337 ايار 2017

حوار/ وسام خليفة

 

مع تواترِ الأحداث السياسية المهمّة على الساحة الفلسطينية، تزدادُ المسؤولية الواقعة على عاتق القيادة الفلسطينية. وقد شهدَ هذا الشهر العديدَ من الأحداث التي اعتُبِرَ بعضها تقدُّماً في المسار السياسي الفلسطيني، كلقاء الرئيس محمود عبّاس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومروراً بتعليق إضراب الأسرى بعد رضوخ إسرائيل لمطالبهم العادلة، وتداول بعض وسائل الإعلام أنباء عن مفاوضات قريبة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وللوقوف على تفاصيل هذه الأحداث أجرت "القدس" مقابلةً مع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" د.جمال محيسن.

 

برأيكم ما حجم الانتصار الذي حقّقه الأسرى بإضرابهم عن الطعام؟ وما هي العوامل التي أدّت لنجاح إضرابهم؟

بدايةً لا بدَّ من التأكيد على أنَّ قضيّة الأسرى هي قضيّة مركزية للشعب الفلسطيني وللقيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عبّاس، فنحن نتحدَّث عن أكثر من 1800 أسير فلسطيني أضربوا عن الطعام داخل المعتقلات الإسرائيلية بغض النظر عن المدة الزمنية، وبينهم المئات من المحكومين بمؤبدات. ونحن لدينا في المعتقلات أسرى إداريون وأطفال ونساء ومرضى وشيوخ، وهناك أكثر من 200 أسير استُشهدوا داخل معتقلات الاحتلال في ظل ممارسات الحكومة الفاشية الإسرائيلية، وقد تمكَّن الأسرى الفلسطينيون خلال عقود من الاحتلال من تحقيق العديد من المطالب الإنسانية عبر الإضرابات خلال الفترات الزمنية السابقة، في حين كانت إسرائيل تسعى لكسر إرادة الأسرى بسياساتها التعسُّفية، بالرغم من اهتمام الرئيس محمود عبّاس بقضية الأسرى. وقد حاولت إسرائيل في الإضراب الأخير التعتيم على قضية الأسرى، حيثُ أنَّ أول رسالة من الأسرى وصلت في 30 آذار، أي قبل انطلاق الإضراب في 17 نيسان، وبالتالي فإدارة المعتقلات الإسرائيلية كان لديها علم بمطالب الأسرى، وبأنَّ هذه المطالب إن لم تُحقَّق فإنَّ الأسرى سيدخلون الإضراب. وبالطبع كان هذا الإضراب جماعياً، ولكن من تدخّل في متابعته هي "فتح" وليس "حماس"، وقد طالبنا الحكومة الإسرائيلية من طرفنا بأن تستجيب لمطالب الأسرى، ولكنها تعنَّتت، وبقي الملف موجودًا لدى نتنياهو، وحتى حين كلَّفوا رئيس الشباك بالملف بقي سرّيًا، حيث أنَّ الجانب المهني يختلف لديهم عن الحكومي. ونظراً للوضع السياسي الموجود في الإقليم واحتمال الذهاب لانتخابات إسرائيلية حكومية مبكرة، حاول نتنياهو أن يحقِّق مكسباً عن طريق أسرانا وعدم الاستجابة لهذه المطالب الإنسانية، ولكن بإصرار أسرانا وصمودهم وبعد 41 يوماً من الإضراب عن الطعام خاضها عددٌ كبيرٌ من الأسرى أدركت إسرائيل أنَّه ليس من الممكن أن يتراجع الأسرى عن مطالبهم، وأنَّهم سيذهبون باتجاه التصعيد ممّا قد يُلحق الضرر بهم، وقد حاولت إسرائيل أن تقوم بسياسات العزل والنقل لكسر إرادة الأسرى، ولو أنَّ شهيداً ارتقى -لا قدَّر الله- داخل المعتقلات، لكان من الممكن حدوث تفاعلات كبيرة في الخارج سواء أكان على المستوى الشعبي أو الرسمي، لذلك أعادوا الموضوع لمصلحة المعتقلات، وكأنَّها رسالة للحكومة الإسرائيلية بأن تنزل عن الشجرة وتتراجع عن تعنُّتها، فجمعوا قادة الإضراب في كلِّ المعتقلات في معتقل عسقلان، وبدأت المفاوضات معهم. وممَّا لا شك فيه أنَّ هذا الانتصار جاء نتاج إرادة الأسرى في المعتقلات، والحراك الشعبي داخل الوطن وخارجه، والضغط الدولي الذي قام به الرئيس محمود عبّاس ومنظمة التحرير الفلسطينية والحراك الحثيث للرئيس على المستوى الدولي سواء أكان على مستوى الحكومات في الدول أو على مستوى الأمم المتحدة، وموقف الأمين العام والصليب الأحمر، وتكليف البعض بالمتابعة في الصليب الأحمر، إضافةً إلى اللقاءات التي عُقدَت مع الملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهي دول مؤثّرة على إسرائيل بفعل العلاقات الثنائية بينهم بعد الاتفاقات الموقّعة. وفي الفترة الأخيرة عقدنا اجتماعًا تنسيقيًّا بين اللجنة العليا للإضراب وبين لجنة المتابعة العربية داخل الخط الأخضر، ووحَّدنا الجهود، وكان الهدف من الإضراب إيصال رسالة للعالم، وللرئيس ترامب الذي كان يلتقي مع الحكومة الإسرائيلية بدوره. وبالتالي كل هذه المكوّنات أدَّت إلى انتصار أسرانا اليوم، وتم تعليق الإضراب، والحكومة الإسرائيلية أعطت تعهدات عبر إدارة المعتقلات لأنَّها وافقت على بعض المطالب وسيجري حوارٌ للاستجابة لبقية المطالب. ونحن نعتبر ما جرى انتصارًا بطولياً للأسرى، وأيضًا قرار اللجنة المركزية ومصادقة المجلس الثوري على تنصيب الأخ كريم يونس الأسير منذ 36 عاماً في المعتقلات الإسرائيلية عضواً في اللجنة المركزية لحركة "فتح" كان خطوة مميّزة لها أكثر من معنى، حيثُ أنَّ الموقع في الحركة هو موقع نضالي، لكن قيمة هذا القرار هي أنَّه جاء في الوقت الذي تُمارَس فيه ضغوطٌ على الرئيس أبو مازن لوقف رواتب الأسرى والشهداء، وانتخاب عميد الأسرى في المعتقلات كعضو لجنة مركزية هي رسالة لهم بألّا يفكروا في يوم من الأيام بإيقاف راتب أسير أو شهيد، فقرارات الشرعية الدولية تتيح للشعب الفلسطيني وأي شعب بالعالم أن يناضل بكل الوسائل في وجه الاحتلال، وأسرانا وشهداؤنا هم فخرنا وفرسان للشعب الفلسطيني، وليسوا إرهابيين.

 

برأيك ما هي النتائج التي حصدها الرئيس عبر لقائه الرئيس الأمريكي ثلاث مرات في غضون أقل من شهر؟

علينا ألّا نُغفِل وجود تحالفٍ استراتيجيٍّ وعلاقة عضوية ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وكأنَّ إسرائيل ولاية من الولايات الأمريكية، وهناك لوبي صهيوني في الولايات المتحدة يسيّطر عليها ويتحكَّم بسياساتها. فنيتنياهو بنفسه عام 1996 مارس ضغوطات على الرئيس الأمريكي كلينتون ضمن الكونغرس، وخاض معركة ضد أوباما باللوبيات الصهيونية، وعندما رشَّح ترامب نفسه للرئاسة كان برنامجه كله منحازاً لإسرائيل بكل إرهابها وجرائمها، وحتى بعد فوزه كان يعطي تصريحات منحازة للإسرائيليين. وأمام الجهد العربي عن طريق تواصل الأخ الرئيس أبو مازن معهم، أُجبِرَت الإدارة الأمريكية على أن تعي أنَّ هناك قضية مركزية في منطقة الشرق الأوسط إن لم يتم اتخاذ موقف عقلاني تجاهها فستكون لذلك تداعيات قد تؤثِّر على العالم. طبعاً الولايات المتحدة قد يكون لديها دور، ولكن ليس كل الدور، فهي دولة عظمى، ولها مؤسّسات ومراكز أبحاث في أقاليم مختلفة صحيح، ولكن اتصالات السيد الرئيس أبو مازن عبر اللجان في المنطقة وخارجها، وطلب رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، واللقاءات التي حصلت مع ترامب في بيت لحم والسعودية أوصلت الرئيس الأمريكي الذي لم يكن على اطلاع كامل بالمشاكل الدولية للإحاطة بالموضوع من جميع جوانبه، فشخص يعمل بالتجارة بالتأكيد يكون مُطلعاً على السياسة، ولكن ارتباطه كان بسياسته الداخلية. أمَّا الآن فقد أصبح يتعاطى مع السياسة الدولي، ونجد أنَّه بالفعل أولى المنطقة اهتمامًا، وصوَّب بعض التصريحات الشاذة التي كان يُطلِقها ضدَّ العالم الإسلامي وتراجع عن الانحياز الأعمى للجانب الإسرائيلي ومحاولة نقل السفارة الأمريكية، فهذه الاتصالات من الرئيس أوجدت نوعاً من التوازن في تصريحات ترامب حول نقل السفارة للقدس، وحول كون النضال الفلسطيني نضالاً مشروعاً خصوصًا مع وضع الخارطة الفلسطينية للرئيس الأمريكي على الطاولة، واطلاعه على التباين ما بين عدد العرب واليهود منذ عقود، والتغيير الطارئ على هذه الخريطة لفلسطين التاريخية، وقرار التقسيم الذي قسَّم أراضي فلسطين إلى أراضٍ فلسطينية وأراضٍ لليهود ووضع القدس في ذلك الوقت، ونكبة العام 1948 واحتلال إسرائيل لجزءٍ كبيرٍ من الأرض، ثُمَّ سيطرتها في العام 1967 على أراضٍ أخرى. وقد تحدَّث الرئيس أبو مازن عن مسألة الاعتراف بإسرائيل، ونوَّه لعدم وجود حدود لها في حين أنَّه من شروط الاعتراف بأي دولة أن يكون لها حدود وسلطة وشعب، حيثُ أن الإسرائيليين، انطلاقاً من فكرهم الصهيوني، حتى اليوم ما زالوا يعتبرون فلسطين التاريخية ملكاً لهم، وهذا مرفوض، ويجب عقد مجلس وطني فلسطيني، فإمَّا أن يكون اعتراف متبادل للحكومات الفلسطينية والإسرائيلية وتطبيق قرار الأمم المتحدة 194 بخصوص قضية اللاجئين، أو أن يتم سحب اعتراف "م.ت.ف" بدولة إسرائيل. وعندما تمَّ الحديث عن يهودية الدولة قيل لترامب أنَّ الفلسطينيين اليوم يشكِّلون 20% من نسبة السكان، وهناك مهاجرون جاؤوا لإسرائيل بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وجزء كبير منهم مسلمون ومسيحيون يبلغون نحو نصف مليون أي 27% من سكان إسرائيل لا يعتبرون يهودًا، وهذا ما اقتنع به ترامب، وهناك مفاهيم كثيرة قاتل لأجلها الرئيس محمود عبّاس لتغييرها في نظر ترامب بشكل مباشر وعبر أشقائنا العرب. وبالطبع، لا شك أنَّ الولايات المتحدة منحازة لإسرائيل، لكن هناك فرق بين أن تكون منحازة بنسبة 100% أو 60%، والجهد العربي يجب أن يرفع من فهم ترامب لما يحدث في المنطقة، ليعلم أنّه بدون حل قضية فلسطين لن يكون هناك أمل لا في المنطقة ولا في العالم.

 

ما رأيكم بوصف ترامب في تصريحاته حركة حماس بـ"الإرهابية"؟

حماس رغم كل أخطائها تجاه شعبنا لكنَّها من نسيج الشعب الفلسطيني، ولا نقبل أن يتم تصنيفها كحركة إرهابية، ولكن إسرائيل التي احتلَّت جزءاً من أرضنا لماذا لا يتم وضعها على قائمة الإرهاب؟ نحن في إطار هذا الخلل نقول إنَّ إسرائيل وداعش والقاعدة إرهابيون، وأيضًا الإخوان المسلمون حركة معادية للمصالح القومية والعربية، وتاريخيًّا كانت أداة للاستعمار، لذا ما نطلبه من حماس هو أن تخلع ثوب الإخوان الذين كانوا تاريخيًّا متآمرين مع الاستعمار، وترتدي ثوباً فلسطينيّاً عبر منظمة التحرير، ونحن بلا شك نحترم القوى التي تواجه العدوان الإسرائيلي على الأمَّة العربية، ولا يمكن أن نقبل بوصمها بالإرهاب. من جهة أخرى، فالحكومة الإسرائيلية كانت تفكّر بشن حرب على إيران وترغب بأخذ موافقة أمريكية، إذ إنَّ إيران دولة قوية في المنطقة وإسرائيل إن دخلت منفردة في حرب مع إيران فإنَّها ستُلحق بنفسها ضرراً كبيرًا، ولكن أوباما لم يكن موافقاً على هذه السياسة، وكان المطلوب أن تُفتَح حرب تدميرية بين إيران والدول العربية، وإيران تمارس سياسة خاطئة ضد العراق والسعودية والكويت والبحرين والإمارات واليمن، وقد تكون هناك دول دخلت بطلب الحكومة المعنية، لذا نأمل من إيران أن تغيِّر سياستها باتجاه الجزيرة العربية حتى يعود الصراع في المنطقة عربياً إسرائيليًّا.

 

بعد زيارة ترامب برزت تخمينات حول احتمال حدوث مفاوضات جديدة فهل هذا ممكن؟

الرئيس الأمريكي لم يطرح أيَّ مبادرة بهذا الصدد حتى الآن، وما حدث هو قول ترامب إنَّه مهتم بإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبعد مجيئه للمنطقة أدرك أنَّ القضية الفلسطينية قضية مركزية في الشرق الأوسط، وأنَّه في حال إنهاء الاحتلال فإنَّ الكثير من الدول العربية قد تغيِّر من سياستها تجاه إسرائيل، وبدأ يشكِّل صورة أقرب للواقعية تساعده إذا أراد أن يدخل على الخط بما يتعلَّق بالصراع. الخارجية الأمريكية كانت تؤدي دورًا في الفترة السابقة، لكن أوباما كان سبباً في العصر الذهبي الذي عاشته إسرائيل ولا سيما لجهة الجانب المالي والتسليح وكل القضايا، باستثناء قرار مجلس الأمن الذي امتنع فيه عن التصويت لصالح الاستيطان. أمَّا اليوم فالإدارة الأمريكية جادّة في الدخول بثقل في ميدان الصراع والترتيب على مستوى الساحة الدولية، ونحن في النهاية أصحاب القضية، ويجب أن نكون في الملعب نُسدِّد أهدافا بثوابتنا الوطنية التي أقرَّها المجلس الوطني الفلسطيني العام 1988، والتي تمسَّك بها الرئيس الشهيد ياسر عرفات وحامل الأمانة من بعده الأخ الرئيس محمود عبّاس منذُ توليه قيادة الشعب الفلسطيني، ولن يتنازل أي فلسطيني عن هذه الثوابت التي تمثِّل الحد الأدنى من حقوقنا الفلسطينية.

 

حماس طرحت مبادئ جديدة، ولديها مجلس شورى جديد، فكيف سيؤثِّر ذلك على علاقتها مع "فتح" والعالم؟

حماس وضعت نفسها داخل عباءة الإخوان المسلمين، وهي أيضا تنسج علاقات مع بعض الدول العربية والإسلامية الإقليمية تبعاً لهذه الخلفية، ولكن حماس الآن في الداخل الفلسطيني ضمن سياستها لن تعود عن نتائج انقلابها، وبعد 10 سنوات من الحوارات، ما زالت تناور في أساليبها، فتوقِّع اتفاقاً ولا تنفِّذه، ثُمَّ تشارك في حكومة التوافق على أن تبقى هي المسيطرة والحاكمة، وقد بدت مناوراتها واضحة في اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني في بيروت، فعوضاً عن الموافقة على سياسة منظمة التحرير وبرنامج الحكومة الفلسطينية كانوا يرفضون ذلك، وقدموا ورقة اعتماد عند الإسرائيليين وعند الأمريكان، وهي الاعتراف بدولة على حدود الرابع من حزيران العام 1967، أي أنَّ 25 سنة تحدَّثوا فيها عن كفاح مسلَّحٍ، وضعوها جانباً، وبدأت لديهم المعركة السياسية، واليوم يأتون للبرنامج الذي تحدّثت عنه منظمة التحرير الفلسطينية. للأسف حماس تزاود على البشر، وتقول (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) وهو ما ينطبق عليهم. ففي الإضراب بدأ حوار مع القوى السياسية وحماس وكانت الإجابة أنهم سيدخلون الإضراب، وعندما دخلنا الإضراب خدعوا الأخ مروان، ففي اليوم الأول دخل نحو 120 أسير من حماس، ولم يبقَ منهم في اليوم الثاني سوى 11 أسيراً، و90% ممَّن خاضوا الإضراب هم من "فتح" والشهداء في الشارع الفلسطيني أثناء فعاليات التضامن مع إضراب الأسرى كلهم من حركة "فتح"، فالحراك في الشارع 99% منه كان لكوادر "فتح"، ونحن تربَّينا في هذه الحركة العظيمة على أنَّ لنا عدواً واحداً نواجهه وهو إسرائيل، ونحن نوجِّه كل جهودنا ضده، بينما نرى قوى أخرى موجودة في الساحة تضع الخلاف السياسي في إطار مزايدة تتقدَّم على التناقض مع العدو الإسرائيلي، وهو ما نجده عند حماس وعند قوى أخرى مع أنَّ قيادتهم التاريخية كانت عبارة عن زعامات وطنية، ولكن اليوم هناك تنظيمات على رأسها قيادات مراهقة سياسيًّا ترى العمل النضالي بالهجوم على حركة "فتح" وعلى الرئيس أبو مازن.