فاز اللواء جبريل الرجوب، برئاسة الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم، للمرة الثالثة على التوالي، في الانتخابات التي جرت اليوم الجمعة، في أريحا، ضمن فعاليات اجتماع الجمعية العمومية السابع للاتحاد، الذي أقيم مكتملا النصاب، من الأندية المنطوية تحت لواء الاتحاد في الوطن والشتات.

وحضر الاجتماع، ممثل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ديفيد بورخا، وممثل اتحاد غرب آسيا لكرة القدم فادي زريقات.

وشهدت الجمعية العمومية السابعة مشاركة كافة الأندية الأعضاء في محافظات الوطن الجنوبية عبر تقنية "الفيديو كونفرنس"، بعد منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لكل ممثلي الأندية والمرشحين منها من القدوم إلى المحافظات الشمالية.

وكانت الانتخابات جرت في محافظات الوطن الجنوبية بالتزكية، حيث صوت 50 ناديا من أصل 56 بالإجماع على انتخاب المجلس الجديد أعضاء ورئيسا ونواب الرئيس.

وعقب الرجوب على فوزه بالولاية الثالثة برئاسة الاتحاد لأربع سنوات مقبلة، بتقديمه الشكر للجمعية العمومية التي أظهرت درجة عالية من الشعور بالمسؤولية الوطنية، من خلال المشاركة التي لم يتخلف عنها سوى مجموعة صغيرة من الأندية.

وتابع: "الإسرائيليون راهنوا في الجمعية العمومية غير الاستثنائية الماضية أن لا يكون هناك نصاب، لكن لم يتم ذلك، واليوم كانت هناك محاولات إرباك، لكنها لم تنجح".

وشكر الرجوب كافة أركان الاتحاد من أعضاء سابقين وعاملين وغيرهم، الذين ساهموا بإثراء مسيرة كرة القدم الفلسطينية خلال السنوات الأربع الماضية، داعيا إياهم إلى مواصلة العمل من أجل تطوير وخدمة الرياضة الفلسطينية كل في موقعه.

وأضاف: "كنت اتمنى أن نموذج المحافظات الجنوبية يطبق في المحافظات الشمالية، لأن التوافق في الرياضة أفضل من التنافس، والتوافق على قاعدة الجغرافية والإفراز يجب أن يكون على مستوى الوطن، وهذه عملية ديموقراطية".

 ووجه الرجوب رسائله لجميع أركان المنظومة بضرورة العمل تحضيرا للانتخابات المقبلة من الآن، مؤكدا أن العضوية في الاتحاد ليست نزهة، والجميع سيعمل على قلب رجل واحد بمعايير الوطن، وفق لوائح العالم الرياضية.

وأعرب عن أمله بأن يدرك الطاقم الجديد في مجلس الاتحاد، المهمة والمسوؤلية الصعبة التي ستقع على عاتقهم، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستتسم بالهيكلية والبناء والالتزام بالأنظمة والقوانين، بدءاً من حضور الجلسات العادية إلى باقي الفعاليات.

 ووعد الرجوب بالعمل خلال الأربع سنوات المقبلة على التركيز على اللاعب الفلسطيني وبناء أكاديميات متخصصة للناشئين، وتثبيت إدارة لها علاقة بالتسويق والعلاقات العامة والنجاح بإقناع القطاع الخاص بأهمية دوره في تسويق وتبني الرياضة.

 وأكد أن السنوات المقبلة ستكون صعبة " فمنذ الغد سيبدأ الإسرائيليون بث رسائل التهديد، ومن هنا أرجو من الجميع أن يلتزموا بالقوانين واللوائح، ومن الآن سيوجد محكمة رياضية ستفض النزاعات وستنظم العمل في حال وقوع أي خلاف أو غيره".

 وكان الرجوب قد افتتح اجتماعات الجمعية العمومية بالتاكيد على أن ما تم تحقيقه لم يكن نتاج جهدٍ شخصي، إنما كان نتيجة للتعاون المشترك بين الأندية الفلسطينية، وجزء بسيط من القطاع الخاص، ورعاية النظام السياسي الفلسطيني والتعاطي مع الرياضة بمعايير وطنية، داعيا الحكومة لزيادة الدعم للرياضة، مشيرا إلى أن الهدف من المشاركة ارتقى لدرجة الندية، وليس المشاركة فقط.

وأشار الرجوب إلى أن شح الإمكانيات الرياضية هو أمر قائم وموجود مسبقاً، ولكن بعد إشراك القطاع الخاص، المستفيد أيضا من رعايته للرياضة الفلسطينية، أصبح هذا الشح بقدر أقل.

كما أكد الرجوب أن التحدي الأهم، في طريق الرياضة الفلسطينية، كان وما زال الاحتلال، ونحن مستمرون في معركة مع الاحتلال عنوانها بناء كيان رياضي فلسطيني بعيداً عن الاحتلال وتحت مظلة الفيفا.

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى الصلابة، مثنيا على إصرار الاتحاد وإخلاصه في تبني فصل الرياضة عن السياسة.

وأضاف: "هذه المرة الثالثة التي أقف فيها هنا، وهي تختلف عن سابقاتها، والبعض يعتقد أن لا علم لي بأهمية ودور الرياضة في المشروع الوطني، ومن راهن على فشل الاتحاد في كثير من المواقف فقد خسر رهانه، فنحن اليوم لدينا ملعبنا البيتي، كما أننا استطعنا المنافسة في المحافل الدولية، التي كان من أبرزها المشاركة في تصفيات كأس أمم آسيا والتي كان لها تداعياتها الإيجابية على كافة الأصعدة".

وأعرب عن أمله في أن تكون هذه اللحظة بداية للتأسيس لتفكيرٍ وسلوكٍ رياضيٍ بعيدا عن أي أجندات سياسية أو شخصية، مشيرا إلى أن الرياضة كانت عنصر وحدة وحلقة وصل بين كافة شرائح المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات، معتبرا هذا الأمر أهم إنجاز تم تحقيقه خلال توليه رئاسة الاتحاد لدورتين متتاليتين.

كما شدد الرجوب على ضرورة تحديث الأنظمة والقوانين المتعلقة بحماية المنظومة والرسالة الرياضية وفق خطة استراتيجية أحد بنودها هو توسيع نطاق المساعدات، سواء على صعيد المنشآت أو التمويل المادي وفق معاير وطنية عادلة، مضيفا أنه يجب أن تبنى المنظومة الرياضية على أسس ثابتة وهي: أسرة واحدة، ورزنامة واحدة، وتوحيد درجات، وأنشطة واحدة، واتحاد واحد، وضرورة العمل على عمل مراجعة شاملة لكافة الاتحادات والأندية برؤية رياضية وإدارة صحيحة.

وحرص على التأكيد على أهمية دور المرأة الفلسطينية، على صعيد مشاركة الرجل في بناء وتطوير المنظومة الرياضية، مشيرا إلى أهمية وجود 6 سيدات في مجلس اتحاد كرة القدم، إلى جانب وجود سيدة كنائب لرئيس الاتحاد في فلسطين، باعتبار أن ذلك القرار له أثر كبير على الصعيدين القاري والدولي، في الوقت الذي لم ترتق دول عظمى لاتخاذ مثل تلك القرارات على صعيد إفساح المجال للمرأة لتؤدي دورها الوطني في كافة المجالات.

 

من جانبه، أثنى محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني على جهود اللواء الرجوب، والأسرة الرياضية الفلسطينية، وما حققته من إنجازات ومواقف، كان لها عظيم الأثر على صعيد دعم وتقوية صناع القرار الفلسطيني من خلال الرياضة، وتعرية سياسات الاحتلال كونها عكست صورة الشعب الفلسطيني بأنه شعب مؤمن بالسلام.

وأشار الفتياني إلى أن الرياضة استطاعت أن تجمع شعوب العالم حولها لتهتف باسم فلسطين، وتعزز روح المحبة، ولتكون كرة القدم هي العنوان والسفير الدائم لفلسطين.

من جهته، أعرب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، عن فخره بالإنجازات التي حققها اللواء رجوب، مذكرا بموقفه في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي الـ65، الذي تم فيه محاصرة سياسات الاحتلال وفرض حقوق الرياضيين الفلسطينيين من قبل المنظومة الرياضية الدولية، من خلال التصويت على تشكيل لجنة رقابة دولية تعمل على إنهاء معاناة الرياضة الفلسطيني وإخضاع إسرائيل لقوانين العالم الرياضية.

وأشاد عريقات بالدور الكبير الذي تقوم به الرياضة الفلسطينية من خلال مشاركاتها المتعددة على صعيد إيصال رسالة واضحة إلى العالم بأحقيتنا بالدولة المستقلة، والإصرار على نيل شبابنا الحق الكامل في التطور والانفتاح على العالم، إلى جانب تعزيز روح الإبداع والتميز عند الشباب الفلسطيني بشكل راق يحظى باحترام العالم كله.

بدوره، نقل زريقات تحيات وتقدير صاحب رئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم الأمير علي بن الحسين، للجمعية العمومية للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، للعطاء الكبير الذي قدموه على مدار السنوات الماضية، الذي كان أثره ايجابيا ببناء منظومة رياضية فلسطينية يفتخر بها الفلسطينيون والعرب جميعهم.

وأشاد زريقات، بالتقدم الكبير للكرة الفلسطينية في جميع المحافل الدولية والقارية، رغم كافة التعقيدات التي يضعها الاحتلال في سبيل عرقلة مسيرة تقدم الرياضة الفلسطينية، مؤكدا أن صوت الاتحاد الفلسطيني أصبح منذ سنوات مسموعا على المستوى الدولي أكثر من بعض الاتحادات العربية.

وأشار إلى أن الاتحاد الفلسطيني نجح بفرض نفسه على الخارطة الدولية، على الرغم من المفهوم الخاطئ للتطبيع الذي كان سببا في امتناع عدد من الدولة العربية من اللعب في فلسطين.

بدوره، شدد بورخا على أن عملية تطوير الرياضة الفلسطينية كانت ملحوظة وظاهرة مقارنة بالدول الأخرى، مؤكدا أن التطوير والدعم سيستمر ليشمل الملعب البيتي الفلسطيني، وكافة المجالات الرياضة الأخرى.

كما أعرب عن فخره وسعادته لوجوده في فلسطين ممثلا عن الاتحاد الآسيوي، ناقلا تحيات رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، الشيخ سلمان بن إبراهيم، مشيرا إلى التطور الكبير في عمل منظومة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على المستويين الفني والإداري.

وقالت وزيرة السياحة، ممثلة رئيس الوزراء، رولا معايعة، إن الحكومة تعتز بما قدمه اتحاد كرة القدم للرياضة الفلسطينية خلال السنوات الماضية، على كافة الأصعدة بما فيها الإقليمية والقارية والدولية، من خلال المشاركات الفاعلة في كل المسابقات الوطنية والخارجية المختلفة، والنجاح برسم العديد من الإنجازات في معظم المحافل الرياضية.

وأكدت أن الحكومة ستبقى دائما إلى جانب الرياضيين، على صعيد دعمهم والمساهمة بفتح الآفاق أمام الشباب الفلسطيني ليؤدي دوره في التنمية والتطور وإيصال رسالة للعالم يثبت فيها على أرض الواقع أحقيته بالعيش في ظل دولة مستقلة، بعيدا عن الاحتلال وقيوده وممارساته العنصرية المتواصلة.

وأشارت معايعة إلى أن رئيس الوزراء رامي الحمد الله، سعيد بما حققته الرياضة الفلسطينية على مدار السنوات الماضية، وأن العمل خلال الفترة المقبلة سيتم بالتنسيق مع اتحاد كرة القدم وكافة الاتحادات الرياضية من أجل زيادة التواصل والمساهمة بتوفير كل أسباب النجاح لرياضيينا وتحفيزهم على تحقيق المزيد من الإنجازات.

وكان المرشحون إلى مجلس الاتحاد، قد عرفوا على أنفسهم، وعلى برنامجهم الانتخابي قبيل البدء بعملية التصويت، فيما قدمت اللجنة القانونية للانتخابات كافة التفاصيل والشرح اللازم لمفوضي الأندية من أجل عملية اقتراع سهلة وميسرة.

وتم التصويت بالإجماع على ورقة الرئيس ونوابه، عن المحافظات الجنوبية، وكذلك التصويت على انتخاب أعضاء المجلس الستة بالتزكية، وكذلك انتخاب مجلس الإدارة لفرعي الشمال والجنوب .

وقام نائب رئيس اللجنة الانتخابية في المحافظات الجنوبية أسعد المجدلاوي، بحصر الجمعية العمومية واتخاذ الإجراءات المتعلقة بالعملية الانتخابية.

وتمنى نائب رئيس اتحاد الكرة إبراهيم أبو سليم أن ينجح مجلس إدارة الاتحاد المنتخب، مؤكدا أنه سيكون عند ثقة جمعيته العمومية، وأن يتمكن من استكمال مسيرة النجاح التي حققها المجلس السابق على صعيد تطوير الحركة الرياضية ومواصلة إطلاق المسابقات الرسمية.

وقال أبو سليم إن أولويات المجلس المنتخب للسنوات الأربع المقبلة تكمن في دعم وتأهيل البنى التحتية، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعشيب استادي الدرة وسط قطاع غزة، والمدينة الرياضية بخان يونس جنوب القطاع بالعشب الصناعي، كما أن هناك وعودات من بنك التنمية الإسلامي بتخصيص 3 ملايين دولار لإعادة ترميم الملاعب في المحافظات الجنوبية.

وضم المجلس الجديد للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في الوطن والشتات كلا من: اللواء جبريل الرجوب رئيسا، وإبراهيم أبو سليم نائبا للرئيس، وسوزان شلبي نائبا للرئيس، وذياب الخطيب نائبا للرئيس عن الشتات، والأعضاء: عبد الله الكسواني، ويوسف لافي، وجهاد طملية، وصلاح الجعبري، وسعاد علقم، وغادة رباح، وسهيل دعيبس، وعلاء علان، وغسان قبها، ووليد خنفر، وبسام ولويل، وصلاح أبو العطا، واسماعيل مطر، وسعيد أبو سلطان، وعصام قشطة، وبشير أبو النجا، ومحمد العمصي، وخورخي صباغ، وعبير حسن.

وجرت انتخابات الفروع لمحافظات الوطن الشمالية والجنوبية بالتوافق على الأعضاء المرشحين من قبل، بينما جرت انتخابات فرع لبنان بالاقتراع وفاز ذياب الخطيب برئاسة الفرع، ومحمود جاد نائب الرئيس، والأعضاء: جمال واكد، ومحمد أبو رشيد، ويحيى سليم، ومجدي مجذوب، وعبير حسن، وأمينة عرسان، ومنى عبد الرؤوف.