فتح ميديا- نشر موقع الاعلامي المصري وائل الابراشي الالكتروني حوارا مع اللواء  شفيق البنا  المسؤوا السابق للادارة المركزية للقصر الجمهوري في مصر  اجراه  أحمد أمين عرفات، تحدث فيه عن الأوضع الراهنة بمصر والأسباب التي  دفعت الولايات المتحدة ألميركية الى قتل وزير  المخابرات السابق عمر سليمان.

 

عمل البنا  بجوار الرئيسين السابقين السادات ومبارك باعتباره المسئول عن القصر الرئاسي لمدة 25 عاما كرئيس للإدارة المركزية لرئاسة الجمهورية، جعله ملما بالأمور السياسية، وكواليسها، وعلى صلة وثيقة بصانعيها، بجانب كونه ضابطا في القوات المسلحة وقريبا من أصحاب القرار بها، كل ذلك له أتاح له أن يكون مصدرا للمعلومات التي قد لا تتوفر لدي الكثيرين، علاوة على ما يملكه من رؤية وقدرة كبيرتين على التحليل كان التقى الرئيس مرسي قبل عزله  ، ويكشف هنا نوايا الرئيس المعزول محمد مرسي لعزل السيسي واعتقال المجلس العسكري ، وفيما يلي نص المقابلة :

 

كان هناك لقاء جمعك بالرئيس المعزول مرسى، فما قصة هذا اللقاء؟

لقد طلب د. مرسى مقابلتي بعد دخوله القصر الرئاسي، فذهبت إليه وأنا أحمل حماستي الوطنية، وقلت إنها فرصة لعرض بعض الأفكار عليه من أجل تنمية مصر، ولكن ما إن دخلت قصر الرئاسة حتى أصابني الحزن، وسألت نفسي هل هذا هو قصر الرئاسة الذي كان رمزا للالتزام والهيبة، فقد كان أشبه بمقهي في شارع عبد العزيز بالعتبة، كله هرج ومرج وأذكر وقتها أن شاهدت عصام العريان يخرج من إحدى الغرف وهو ينادي بصوت عال»يا سعيييد» ووجدت من أعرفهم في هذه القصر يشاركوني حسرتي، وسألت بعضهم عمن يكون المسئول حاليا عن تحويلة التليفون، فقالوا إنهم مجموعة أشخاص يتبعون خيرت الشاطر، فقلت على الدنيا السلام، وأدركت أنه المتحكم الفعلي في القصر، فلن تمر كلمة من الرئاسة دون أن يعلم بها الشاطر، وتأكد لي هذا الإحساس عندما التقيت مرسي، فقد كنت أكلمه عن بعض المشاريع التي يجب القيام بها، فكان يسمع دون رد، وهو ما أشعرني بأنه ليس صاحب القرار، وأن المعلومة لا تهمه، وكل ما فعله أن قام بطلب أسعد الشيخة مندوب الاتصال لخيرت الشاطر، وقام بتعريفه بي، وكنت لأول مرة ألتقيه فلم أشعر بالارتياح له، وشعرت بأنه شخص «أونطجي» وعلمت بعد ذلك ممن أعرفهم في القصر أنه هو المتحكم في كل شىء وأن الجميع في القصر يتعاملون مع مرسى باعتباره ضعيفا وأنه لا يخرج عن كونه «بصمجي»، حتى إنه أوقف حكما قضائيا لي لعودتي لمنصبي في القصر، لأنه أدرك أن عودتي ستجعلني الأقوى منه، بينما هو يريد أن يحرك العاملين معه كقطع الشطرنج، بعد أن أصبح هو زكريا عزمي الجديد.

 

وأين كان رئيس الديوان الفعلي محمد رفاعة الطهطاوي؟

لقد سألت نفس السؤال، فقيل لي إنه لا حول له ولا قوة له في القصر، فمن يملك كل شىء فيه هو أسعد الشيخة، وعرفت أنه وقع في خطأ كبير، فمن المعروف أن أحدا من جماعة الإخوان وكل التابعين لهم بالقصر لم يخدم بالجيش، وبالتالي ليست لديهم دراية بالأصول العسكرية، وكان خطأ الشيخة أنه قام برفع صوته على أحد ضباط الحرس الجمهوري، فما كان من هذا الضابط إلا أنه تقدم بالشكوى لقائد الحرس الذي ذهب بدوره إلى مرسى، وقال له إن الأصول العسكرية تقتضي ألا يتعامل أحد من ضباطه إلا من خلاله شخصيا، وليس كل من هب ودب يعطي أوامره لهم.

 

مفاجأة يونيو.

ما رؤيتك لحكم الإخوان طوال عام؟

هذه السنة كشفت للجميع أكذوبة أنهم المضطهدون والمعذبون، كما أكدت بأن قياداتهم بلا خبرة سياسية أو إدارية، فقط يحتمون بأمريكا، ويعتمدون على دعمهم المالي من قطر وإيران، ولكن الشعب المصري حقق المفاجأة يوم 30 يونيو.

> كيف تري تعامل القوات المسلحة في الظروف الراهنة؟

القوات المسلحة تدخلت لحماية الشعب من بطش الجماعات الإرهابية التي رفضت أن تقر بالواقع، وقررت أن تحول مصر إلى سوريا.

 

وما الذي تراه في جعبة الإخوان المسلمين للتعامل مع ما حدث؟

الإخوان تخيلوا أن في جعبتهم الكثير، والذي يستخدمونه عند الحاجة ولكن القوات المسلحة كانت لهم منذ شهور بالمرصاد، ففرغت كل ما في جعبتهم، ووضعت كل السيناريوهات لكي تتعامل معهم، فمثلا كان الإخوان يخططون لإدخال الجيش المصري الحر في ليبيا والذي قوامه بين 120 إلى 130 ألف جندي، وذلك عندما تسود الفوضى البلاد، للسيطرة على مقاليد الحكم.

 

أليس ما يحدث حاليا هو بداية الفوضى؟

نحن لا نعاني من الفوضى، ولا يوجد فقط غير نقطتين هما رابعة العدوية وميدان النهضة بالجيزة، بجانب نقطة الحرس الجمهوري، فقد كان الاتفاق بينهم وبين السفيرة الأمريكية على أن يقوموا بالاستيلاء على جهة حكومية والاعتصام بها حتي ترسل لهم ال»سي إن إن» وتصورهم وترويج ذلك عالميا بأن مصر بها اقتتال داخلي، فتدخل القوات الأمريكية بحجة حماية المصريين، وبهذا السيناريو يمكنهم إعادة مرسى مرة أخرى، ولكن القوات المسلحة كانت على وعي وتعاملت مع الموقف بشكل جيد.

 

عقيدة الجيش

ما توقعاتك في الفترة المقبلة؟

أيام قليلة ويستقر الوضع، فهناك خطة لإلقاء القبض على كل من حرض على العنف وكل من يحمل سلاحا.

ولكن هناك من يحتمي بالموجودين في رابعة العدوية مثل صفوت حجازي؟

القوات المسلحة تقوم بتصوير رابعة العدوية، ومن الملاحظات المهمة أن أعدادهم تقل، سواء بعودة البعض إلى منازلهم أم بإلقاء القبض على بعضهم كما حدث في حادث الحرس الجمهوري، فقد قامت فرقة مقاومة الإرهاب بالقبض على نحو 200 شخص منهم، وبالتالي هناك تحجيم ومحاصرة لهم، ولن يتم الاقتراب منهم إلا إذا عادوا للعنف، هنا سيضطر الجيش للدفاع عن نفسه، فهذه هي العقيدة التي تتعامل بها القوات المسلحة مع فلول الإرهاب.

 

 

يتوقع البعض أن يكون هناك فرض للأحكام العرفية؟

لن يحدث ذلك، فكل شىء تحت السيطرة وهناك رصد له، فالقوات المسلحة مستعدة لما حدث منذ بداية العام الجاري لاسيما عندما تكشفت لها ظواهر تهدد الأمن القومي المصري، ووجدت تقاعسا من الرئيس السابق مرسي تجاهها.

 

وما هذه الظواهر؟

ظواهر عديدة منها دخول 10 ملايين قطعة سلاح تم رصدها وهي قادمة من ليبيا من الجيش المصري الحر وحتى وصولها للإخوان، وتسفير الكثيرين من مطار مرسى علم لطرابلس لمقابلة أعضاء الجيش المصري الحر في ليبيا وهو جيش معظم عناصره من الإيرانيين، بجانب السماح بدخول عناصر من حماس وكتائب القسام وممتاز دغمش، والسماح أيضا لكل الممنوعين على ترقب الوصول لإجرامهم بدخول مصر، كل ذلك وغيره جعل الفريق السيسي يوقن بأن أمن مصر لا يهم مرسى وجماعته، لأنه كلما ذهب إليه لإخباره بما يحدث لا يبدي اعتراضا، وإذا عرض عليه فكرة القبض عليهم يعترض، لدرجة أنه ذات مرة تم استيقاف عاصم عبد الماجد لسؤاله، فما كان منه إلا أن قام بالاتصال بمرسي شخصيا، فأعطى أوامره بأن يتركوه، كل ذلك جعل القوات المسلحة تقوم بعمل ملفات لكل هؤلاء ورصدهم.

 

هل كان في نية مرسى الإطاحة بالسيسي؟

ما لا يعرفه الكثيرون أن النية كانت مبيتة لاعتقال كل أعضاء المجلس العسكري وليس السيسي وحده، وكان سيتم ذلك يوم 26 من يونيو الماضي، يوم خطاب مرسى الذي ذكر فيه عاشور وفودة وغيرهما، حيث قام بدعوة كل أعضاء المجلس العسكري، وكان المخطط يقتضي إلقاء القبض عليهم فور انتهاء الخطاب بواسطة عناصر من حماس كان سيرتدون زى ضباط شرطة مصريين، ولكن القوات المسلحة كشفت ذلك فنزلت بكثافة في صباح ذلك اليوم، ولم يذهب للخطاب سوى الفريق السيسي ومعه ثلاثة فقط، لذلك عندما شاهد مرسى القوات المسلحة وقد أحاطت بالصالة التي كان موجودا بها أدرك أن الموضوع تم كشفه فبدأ التصعيد بمحاولته استقطاب قادة الأفرع في القوات المسلحة، دون علم الفريق السيسي، ولكنهم رفضوا جميعا، حتى إن قائد المنطقة المركزية رد على طلب استدعاء مرسى له قائلا:»نحن عسكريون ولسنا سياسيين، والوحيد الذي له حق الكلام في السياسة هو الوزير السيسي، وأنه لا يحق له مقابلة الرئيس إلا بإذن من القائد العام للقوات المسلحة»، وما إن وصل ذلك للسيسي، والمجلس الأعلي للقوات المسلحة حتى عرفوا بأن نية مرسى وجماعته تتجه نحو عمل انقسام في الجيش.

 

خطة التدمير

ماذا لو استمر مرسى في حكم مصر؟

استمراره في الحكم كان سيؤدي إلى تقسيم مصر لأربع دول، فهذا ما تخطط له أمريكا، ولذلك هى التي تسانده وهدفها من ذلك القضاء على الجيش المصري، فكما هو معروف بأن المنطقة العربية كان بها ثلاثة جيوش»العراقي والسوري والمصري»، فنجحت في تدمير الجيش العراقي، وسعت لتدمير الجيش السوري، لكن كل خسارة تحدث له تعوضه روسيا بإمداداتها، ولم يتبق أمامها سوى الجيش المصري، ولن يتم تفتيته إلا بتقسيم مصر إلى أربع دول يتبعه تقسيم الجيش عليها، وبالتالي تفتيته فإذا نجحت في ذلك فسوق تكرر نفس السيناريو في باقي الدول العربية بهدف أن تكون إسرائيل هي القوة العسكرية الوحيدة في المنطقة، وبالشكل الذي يمكنها من التمدد بإزالة الأردن نهائيا والتوغل حتى اليمن في الجنوب، وبذلك تكون كل المنطقة في إيدي إسرائيل وحدها.

 

وهل الإخوان على وعي بهذا المخطط الأمريكي؟

الإخوان لا يهمهم مصر ويسعون لتفتيتها، ولقد اكتشف الناس في العام الذي حكموا فيه مصر حقيقتهم، وأن القضية ليس قضية دين، ولكنها قضية الوصول للسلطة دون حساب للوطن، فمصر ليست في ذهنهم كما قال مهدي عاكف من قبل «طز في مصر» فهي مجرد ولاية والأساس هو التنظيم الدولي.

 

 

هل كان يوم 30 يونيو مفاجأة لأمريكا؟

تقدير الإدارة الأمريكية خرج بأنه لن يخرج أحد من الشعب في هذا اليوم، لذلك كانت مفاجأة صادمة لهم، فلم يتوقعوا أن يخرج كل هذا العدد الذي فاق يوم 25 يناير، وعم كل محافظات مصر وبشكل لم يشهده تاريخ البشرية.

 

وهل استغل الجيش هذا اليوم حفاظا على الأمن القومي؟

لقد كان هذا اليوم دافعا لهم لتلبية مطالب الشعب، ولذلك ذهب السيسي لمرسى وأطلعه على حقيقة الموقف، وأن عليه أن يلبي للشعب مطالبه حتى لا تحدث حرب أهلية، مؤكدا على موقف الجيش بأن ليس على استعداد للموافقة على مثل هذه الحرب، فلم يعجب مرسى هذا الكلام فما كان من السيسي إلا أن ذهب إليه مرة أخرى بصحبة بعض رجال القوات المسلحة، وقالوا له إن الشعب يطالبك بالرحيل، فكان رده بأنه لن يرحل ثم ألقي على الشعب بيانه الذي استخدم فيه إشارات للجماعات الموجودة في مصر بأن تتحرك بالعنف ضد الشعب المصري، وكانت القوات المسلحة على علم بما جاء في البيان وسمحت به حتى يتعرف الشعب على ما يريده الرئيس للشعب من هلاك، ومع الغضب الشعبي الشديد الذي أعقب البيان، عرض السيسي على مرسى وكان معه بعض القيادات العسكرية ومنهم الفريق صدقي، فكرة الخروج الآمن، فرفض مؤكدا بأن أمريكا تسانده ولن تتركه، فكان رد السيسي ومن معه بأن الشعب المصري لن تهمه أمريكا، فكان جوابه بأنه في حالة تخلي أمريكا عنه فهناك التنظيم الإخواني الدولي الذي لن يتركه، كان ذلك يوم 2 يوليو ثم تكررت الزيارة له في اليوم التالي، فظل على موقفه وتعامل معهم على أنه الطرف الأقوى فما كان منهم إلا أن قاموا بإصدار الأمر بأخذه ووضعه تحت الإقامة الجبرية، وكان ذلك قبل صدور بيان القوات المسلحة بساعتين فقط.

 

هل كانت هناك مفاوضات مع المرشد أو الشاطر؟

كل المفاوضات كانت مع مرسى باعتباره رئيس الجمهورية، فالجيش لا يتفاوض مع تنظيم أو جماعة طالما هناك رئيس للجمهورية.

 

النور ينطفئ

كيف تري موقف حزب النور؟

النور كان يحلم بأن يرث الإخوان ويحل محلهم، فدخل المفاوضات وهو يداهن حتى يصل إلى ما يريد، وبدا للجميع أنه صوت العقل عندما قال بأنه جاء ليشارك حقنا للدماء، ثم ظهر على حقيقته عندما بدأت المناقشات حول من يكون رئيسا للوزاء هنا بدأت تظهر أطماعه وبدأ يطالب بثمن موقفه، وهو ما كان مرفوضا من جميع القوى السياسية فرفض البرادعي بحجة أنه سينهي الإسلام في مصر ثم زياد بهاء الدين، ثم بدأ يطالب بوزارات معينة مثل التعليم والإعلام فقيل له إن اختيار الوزراء من صميم عمل رئيس الحكومة ولا يمكن التدخل في عمله بعدها أعلنوا انسحابهم، لذلك أطالب بإسقاطهم من الحسبة لأنه أخذوا موقفا ويبحثون عن مقابل له، كما أن الشعب لم يقم بالثورة لكي يأتي بالنور بديلا عن الإخوان.

 

لكن قد يتحالف النور مع الإخوان، مما يجعل الوضع يتفاقم؟

النور أجبن ما يتخيله الكثيرون، فهم ليس لديهم مليشيات مثل الإخوان، علاوة على أنهم حديثو عهد بالسياسة، كما أن تمرده ليس في صالحه لأن الأمور قد تصل إلى حل الأحزاب القائمة على أساس دينى، وبالتالي سيتم حله وربما تصل الأمور إلى اعتقالات.

 

بذكر الميليشيات هل الإخوان لديهم ميليشات؟

بالفعل كان لديهم ولكن الجيش استطاع أن يجعل وجودهم مثل عدمه فالجيش خنقهم، وبالتالي ليست لديهم القدرة على فعل شىء.

 

كيف ذلك وهذه هي الفرصة لكي يخرج الإخوان ميليشياتهم كفرصة أخيرة لهم؟

هذه الميليشيات قوامها 10 آلاف شخص،كانوا يتدربون في غزة وفي عز الدين القسام، وتم ادخارهم لوقت حدوث الفوضى والاضطرابات، ولكن القوات المسلحة قامت برصدهم منذ فترة وسحبت أسلحتهم، ومنذ يناير الماضي يقوم الجيش بتفريغ مخازنهم من الأسلحة، وبالتالي فقد أصبحت هذه المليشات لا تملك ما تحارب به ولم تعد لها قيمة حقيقية، لذلك أشعر بالتفاؤل في الأيام المقبلة.

 

لكنك سبق أن صرحت بأنه لو أسيلت دماء ستحدث حرب أهلية وها هي الدماء قد سالت؟

الدماء أسيلت نسبيا، لذلك أراها رسالة رعب لباقي التنظيم، وستجعله يوقف نشاطه مبكرا، لأنه كلما زاد في عناده مع القوات المسلحة فهو الخاسر.

 

النفس الأخير

هل ستجدي تحركات قيادات الإخوان في عمل شىء؟

لقد قابل جهاد الحداد المتحدث الرسمي للإخوان سفيرة أمريكا بالقاهرة في القنصلية الأمريكية بالإسكندرية، وطلب منها أن تتيح لهم قناة الـ “سي إن إن” لكي يذيعوا من خلالها ما يساندهم، لكنها رفضت، وبالتالي فكل المنافذ أمامهم مغلقة، بعد أن تم إغلاق قناة مصر 25 التي كانوا يستخدمونها في إعطاء إشارات التحرك للمحافظات، وكذلك خطابات مرسي لم تعد موجودة، لذلك أراهم حاليا في النفس الأخير.

 

كيف في النفس الأخير وهناك تخوف مما قلته من الجيش المصري الحر؟

كان ذلك في السابق، لكن حاليا هناك رصد له، ولو تحرك مترا واحدا عن إحداثياته، سيتم ضربه، وبالتالي هناك استعداد كامل له وكيفية التعامل معه.

 

وما علاقة الجيش الحر بالإخوان؟

لقد حاول نظام مرسى إدخال هذه الجيش مصر عندما كانت هناك نية لإلغاء الداخلية، وإحلال الحرس الثوري الإيراني مكانها، وفتح باب السياحة الإيرانية، حيث تأتي الطائرة من إيران وبها 200 سائح لتعود بـ200 آخرين لتدريبهم في إيران، وبالفعل لدينا حرس ثوري إيراني في مدينة الرحاب وأكتوبر، وقيادتهم يقيمون في المهندسين لكن بدون قيمة أو فاعلية بعد أن تم الاستيلاء على الأسلحة التي كانت معهم، علاوة على أنهم لا يستطيعون الكشف عن هويتهم وإلا سيتم التعامل معهم كعنصر أجنبي بتهمة التخابر وغيرها من التهم، وبالتالي فطالما هناك رصد لكل ذلك، فلا خوف.

 

وماذا عن الخطر الكامن في غزة؟

غزة بها القسام وممتاز دغمش، وهم من كانوا وراء العملية التي جرت في سيناء في رمضان الماضي، عندما ارتدوا ملابس الجيش المصري ودخلوا على جنودنا، وقاموا بقتلهم ولكننا حاليا قمنا بإغلاق الأنفاق تماما فبدأت السلع التموينية تنقص في غزة، وكذلك الوقود وهو ما يمثل نوعا من الضغط على الشعب الفلسطيني لنزع حماس من عنده.

 

ولكن هناك بالفعل من دخلوا سيناء ويقيمون بها؟

مثل هؤلاء والذين ويقيمون حاليا في جبل الحلال والممرات، تواصل القوات المسلحة رصدهم والقيام بعملية تمشيط، ومن يتم رصده يتم ضربه بطائرات الآباتشى .

 

وماذا عن الظواهرى وتهديداته؟

هو أعلن الجهاد العام، ولكن بأي شىء سيحارب ومن معه، فكل المخازن تم تفريغها من القوات المسلحة، وبالتالي لا داعي للخوف فسيناء مؤمنة، وكذلك غزة وليبيا، وبالنسبة للموجودين على أرض مصر جميعهم مرصودون.

 

مبارك والإخوان

كنت لصيقا بالرئيس السابق مبارك، كيف كان يتعامل مع الإخوان، خصوصا أن هناك من يقول بأنه صنيعته بتخويف المجتمع منهم كجماعة محظورة؟

مبارك لم يكن يطيق سيرة الإخوان المسلمين ولم يكن يبالى بالموجودين منهم في مصر، فقط كان يعمل ألف حساب للذين في السودان، لأنها تضم معسكرات القاعدة التي أقامها أسامة بن لادن في الجنوب، عندما كان مقيما في السودان، ومنها خرج الذين قاموا بعملية أديس أبابا لاغتيال مبارك، فأصبحت هذه المنطقة لديه مصدرا للخطر، لذلك كان يطلب معلومات عنها وكان يقوم بهذا الدور أسامة الباز.

 

وهل هناك خطورة حاليا من هذه المعسكرات؟

بعد انفصال السودان تم نقلهم إلى شمال السودان على حدودنا، وبالتالي نحن نرصدهم بدقة، ولو قام أحدهم بإطلاق طلقة واحدة لدمرت القوات المسلحة كل هذه المعسكرات. > ولكن كيف كان تعامل قيادات الإخوان مع مبارك؟ كانوا جميعا يعملون بمبدأ « اتمسكن حتى تتمكن «، فكانوا جميعا يخشونه ولم يحدث أن أحدا من الإخوان المسلمين تحدث بكلمة سيئة عن مبارك وأولاده، وكان كل أملهم أن ينالوا رضاه ومقابلته، ولكنه لم يقابل أحدا منهم عكس السادات الذي كان يقابلهم وقابل من قبل سعيد رمضان من قيادات الرعيل الأول للإخوان ومن كانوا يوجدون في سويسرا مثل يوسف ندا. > ولماذا كان مبارك يقاطعهم؟ لأنه كان يراهم بلا فائدة، فلماذا يضيع وقته معهم، كما وجد أن كل حرية يعطيها لهم يسيئون استخدامها، ولذلك كان حريصا على عدم إعطائهم سوى حريات محدودة.

 

يرى الكثيرون أنهم في عهده تعذبوا كثيرا في السجون؟

قصص التعذيب في السجون أكاذيب، وأقولها على مسئوليتي بأنه لا يوجد إخواني واحد تم تعذيبه في عهد مبارك، ولكنهم كانوا يأخذونهم من قبيل التحفظ.

 

هل كان مبارك يتخيل أنهم سيصلون للحكم؟

لم يكن يتخيل ذلك ولا في أحلامه برغم أنه كان على دراية بوجود اتصالات بينهم وبين المخابرات الأمريكية والإسرائيلية منذ عام 2006، وكانت كل تحركاتهم تحت المراقبة، ومسجلة من عمر سليمان ورجال المخابرات، فقد كان هناك لقاء شهري كل مرة في دولة مختلفة، وكان آخر لقاء في جسر السويس مع أحمد عبد العاطي مدير مكتب مرسى، وأسعد الشيخة ومعهما المخابرات الأمريكية، لذلك أكاد أجزم بأن الصندوق الأسود الخاص بالإخوان لدي عمر سليمان كان وراء قتله.

 

الصندوق الأسود

هل هو اتهام لهم بقتل عمر سليمان؟

لست متأكدا من ذلك ولكن عملية القتل هذه أعقبت شهادة عمر سليمان في قضية مبارك والكشف بأن حماس وراء اقتحام السجون إبان الثورة، وتهديده من قبل بفتح الصندوق الأسود لهم، لذلك هم من أوحوا لأمريكا بفكرة سفره لدبي للعلاج ثم قتله، فالأمريكان كانوا يرون أن من مصلحتهم أن يصل الإخوان لحكم مصر، لأنهم لا يؤمنون بفكرة الوطن، وعن طريقهم يمكن تفتيت الدولة، وبالتالي كان على أمريكا أن تزيل العوائق التي من شأنها تشويه الإخوان حتى يصلوا للحكم لتنفيذ مخطاطاتهم، خصوصا أن الإخوان خدعت المخابرات الأمريكية بالإيعاز لهم بأن كل محجبة ومنقبة تتبعهم، وبالتالي هم يمثلون الغلبة في الشعب المصري، فتخيلت أمريكا أنه عندما يحكم الإخوان مصر ملكوا كل شعبها.

 

وماذا عن أحمد شفيق، وهل بالفعل رفضت القوات المسلحة عودته لمصر؟

لا علاقة له بما يدور في مصر حاليا، وبالفعل كان عائدا لمصر يوم الاثنين 1 يوليو، ولكن القوات المسلحة قالت له إن الوضع الداخلي لا يسمح بوجودك الآن، وأنها لا تستطيع حمايته، ولكن يمكنه أن يعود عندما تستقر الأوضاع.

 

هل تتوقع أن يكون له دور في الفترة المقبلة؟

قد يتخيل هو ذلك، ولكن لا أعتقد أنه سيكون له دور لأن الشعب المصري خرج لكي يتخلص من الإخوان وليس لكي يأتي بأحمد شفيق.