كشفت معلومات خاصة لـ'السياسة' عن أن النظام السوري أبلغ الفصائل الفلسطينية بأن حركة 'حماس' باتت تصنف في خانة الأعداء وأنه يجب التعامل معها على هذا الأساس, فيما شدد على أن السلطة الفلسطينية 'خط أحمر' يجب التعاون معها وعدم العمل على إضعافها.

ويعتبر هذا التحول في موقف النظام السوري نتيجة طبيعية لموقف 'حماس' من الأزمة, بعد اختيارها الوقوف إلى جانب الثورة, وهو ما أدى إلى خسارتها قسماً كبيراً من الدعم الإيراني المالي, وسط توتر العلاقات بينها وبين 'حزب الله' في لبنان وحركة 'الجهاد الإسلامي' في قطاع غزة.

وكشف مسؤول فلسطيني يقيم في لبنان لـ'السياسة' عن اجتماع عقد الشهر الماضي في دمشق بين رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك وبين ممثلين عن جميع الفصائل الفلسطينية, عدا حركة 'حماس', بهدف مناقشة الأوضاع في المخيمات الفلسطينية في سورية, في ظل المعارك وأعمال العنف التي وقعت في بعضها, سيما مخيم اليرموك في جنوب دمشق.

وبحسب المصدر, أبلغ مملوك ممثلي الفصائل الفلسطينية ضرورة أن يتم التعامل مع 'حماس' على أنها 'عدو', محذراً من أن من لا يتعامل معها على هذا الأساس 'نعتبره عدواً', في مؤشر على أن النظام السوري أعلن الحرب على الحركة التي ظلت حليفته طيلة نحو عقدين من الزمن.

وأكد مملوك للفصائل أن 'حماس' لم تكتف فقط بالانتقال إلى الضفة المعادية للنظام سياسياً وإنما ساعدت المجموعات المسلحة وكتائب الثوار تدريباً وتسليحاً, مشيراً إلى أن دورها مازال فاعلاً في مناطق معينة وخاصة في ريفي دمشق وحمص, رغم الضغوط الكبيرة التي مورست عليها من إيران و'حزب الله'.

وأشار إلى أن النظام السوري لا يريد وقوع صدامات بين الفصائل الفلسطينية في سورية أو في لبنان, إلا أنه يعتبر حركة 'حماس' عدواً له وأن أي فصيل يتعاون معها يصبح في خانتها, و'يتحمل نتيجة قراره'، مشدداً في المقابل على ضرورة التعاون مع السلطة الفلسطينية وعدم توجيه انتقادات إليها أو اتخاذ أي خطوات سياسية تؤدي لإضعافها.

وفهم المسؤولون الفلسطينيون أن النظام السوري بات يقف إلى جانب السلطة في أي مواجهة مع حركة 'حماس'، وأنه مستعد للتعاون معها لمعالجة الأوضاع المضطربة في المخيمات الفلسطينية.

وأوضح المسؤول الفلسطيني أن مملوك أكد لممثلي الفصائل أن الجيش النظامي السوري لا يستهدف الفلسطينيين أو مخيماتهم في عملياته العسكرية في بعض المناطق، إلا أن انخراط بعض الفلسطينيين في القتال إلى جانب المجموعات المسلحة والكتائب الثورية أدى إلى وصول النيران إلى بعض المخيمات.

وشدد مملوك, الذي يدير جهازاً يشرف على كل الأجهزة الأمنية في الدولة ويتبع مباشرة للرئيس بشار الأسد، على ضرورة بذل الفصائل كل الجهود الممكنة لوقف انخراط المقاتلين الفلسطينيين في المعارك، محذراً من أن استمرار مشاركتهم في المواجهات ضد قوات النظام سيقابل بحزم شديد .