قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، "إن التسامح عند الفلسطينيين جاء من الطبيعة البشرية المحبة للوفاق والبيئة الفلسطينية الخصبة المدركة لمعاني التسامح، فالشعب الفلسطيني على قدر من تحمل المسؤولية التسامحية بمعناها اللفظي والعملي، فتجارب التاريخ أثبتت ذلك رغم محاولات الأعداء الفاشلة لزرع الفتنة في صفوفه".
وأضاف، "التسامح يعني عدم خضوع الإنسان الفلسطيني إلى سلطة الشر في وجوده الذاتي والموضوعي, فتلك السلطة التي تكرس النبذ المتبادل بين الأفراد في المجتمع الفلسطيني وتنزل البغضاء والعداء بين أبنائه وتروج للانغلاق على الذات في تجلياتها العرقية والمذهبية والطائفية والمناطقية تؤدي إلى استشراء العنف المعنوي والمادي في الوجود".
وأشار، "يمكن اعتبار الإنسان المتسامح بأنه الإنسان الذي يعمل على  تقويض سلطة الشر في نفسه، ويعمل على تكريس فعل الخير في ذاته وفي حياته اليومية ومن ثم بين أقرانه في المجتمع". 
وأوضح إن ولادة فعل التسامح عند الإنسان تتطلب المضي قدما في ثلاثة مسارات، أولها إزالة سلطة الشر عن نفس الإنسان، وثانيها تعميق سلطة الخير في نفسه ووجدانه وعقله وضميره وسرائره، وأخيرا تداول فعل الخير على نحو نسقي بين الناس وفي المجتمع.
ولفت عيسى، "نظم المعرفة تلعب دورا كبيرا في تهذيب الإنسان من سلطة الشر في داخله, وتلك هي الوظيفة الجوهرية الأساسية في حياته، وهي وظيفة المجتمع, ووظيفة الدين والفن والفلسفة والثقافة".
ونوه، "النظم والمؤسسات والنخب المجتمعية من شأنها تأصيل وترسيخ قيم الخير والتقارب والتعارف والتواصل والإخاء والحب والحوار داخل النفس  البشرية، وهي معنية إلى جانب ذلك بتوفير القدرة لدى الإنسان على تداول فعل التسامح في المجتمع وهذه الغاية من صناعة الإنسان المتسامح, وتحقيق فعل التسامح في الحياة".