نحن في زمن سياسي جديد، شئنا ام ابينا، هذا هو الواقع الذي تعيشه القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن اولوياتنا بحاجة الى ترتيب جديد، ويكفي للتدليل على ذلك ان حكومة نتنياهو وقيادة الجيش الذي اصبح وزيره افيغدور ليبرمان وافق على تعيين حاخام تلمودي من الطراز الاول هو إيال كريم ليكون حاخاما للجيش الإسرائيلي، وهو الذي يفتي علنا بانه مسموح للجيش الإسرائيلي اغتصاب النساء غير اليهوديات للحفاظ على حيوية القتال، ومن حق الجيش قتل الاسرى الفلسطينيين ضمن فتاوى اخرى كثيرة مخالفة اصلا للديانة اليهودية، ورغم الضجة المثارة فان علينا ان نتذكر ان مثل هؤلاء الحاخامات كانوا دائما موجودين في اسرائيل، ولهم صوت مسموع، ولهم هامش لا يتمتع به غيرهم، ابتداء من اول مجزرة في دير ياسين حتى الرقصة التلمودية التي ادوها حول جثث عائلة الدوابشة بعد ان تعمدوا حرقها، وحتى آخر فتوى من مجلس حاخامات المستوطنين بضرورة تسميم المياه الفلسطينية قبل ايام قليلة.

والموجة في اسرائيل عاتية، موجة التطرف والعنصرية والعدوان، ولكن الواقع الاقليمي المحيط في اسرائيل بالشرق الاوسط يشجع على ذلك، فقبل ايام انهى نتنياهو جولة في افريقيا كأنه ملك، بل انه طالب بعضوية الاتحاد الافريقي ربما كعضو مراقب، ووقعت معه تركيا اكبر دولة اسلامية اتفاق تطبيع شامل انطلاقا من مصالحها الملحة، ووقعت ايران اتفاقها النووي مع اميركا والعالم، وجاء وزير الخارجية المصري سامح شكري الى تل ابيب ليرى ان كان بالامكان انقاذ حل الدولتين وانقاذ عملية السلام، وكل هذا ونحن ما زلنا نتحدث اللغة القديمة الانقسام قائم في سنته العاشرة، وخيار المفاوضات مغلق بالمزلاج الاسرائيلي، وخيار المقاومة اصبح كلاما مجانيا لا شيء يدعمه في المعطيات الاقليمية والدولية حولنا وهكذا فنحن في مرحلة جديدة، واهم اولوياتنا هو البقاء، وهكذا وهذا ليس بالامر السهل، بل يحتاج الى كل الحكمة والشجاعة والوحدة، اين اولوياتنا الوطنية وسط هذه المتغيرات؟ واين عوامل وجودنا؟ واين عوامل صمودنا؟ هذا هو السؤال!