قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الأربعاء، إن اللاجئين الفلسطينيين ضيوف في لبنان ولن يتدخلوا في شؤونها الداخلية.
وأكد سيادته في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني العماد ميشال سليمان، أن وجود الفلسطينيين في لبنان مؤقت إلى حين عودتهم إلى ديارهم، وأنه ليس فينا من يؤمن بالتوطين إطلاقا. وقال: 'نعول على حماية الحكومة اللبنانية لأبناء شعبنا في المخيمات'
وشدد الرئيس عباس على أن وحدة الأراضي اللبنانية وأمنها هي مسألة مقدسة بالنسبة لنا، وأن القرار حول السلاح الفلسطيني في لبنان بيد الحكومة اللبنانية.
وتابع: 'إن موقفنا مما يجري ويحدث في سوريا ومصر وغيرهما واضح، فنحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وهذه توجيهاتنا لأبناء شعبنا، ونأمل أن نجنب اللاجئين من شعبنا في سوريا ولبنان أي تداعيات، ونؤكد أننا لسنا فريقا في أي نزاع يقع هنا أو هناك'.
وأكد الرئيس عباس أن الفلسطينيين ليسو طرفا في أي نزاع أو صراع يقع هنا أو هناك ونرفض التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد، ونحن بأمس الحاجة لدعم الجميع لشعبنا لنيل حريته واستقلاله'.
وأعرب سيادته عن سعادته بزيارة بيروت، وقال: 'اغتنم هذه الفرصة لنقل تحيات شعبنا الفلسطيني للبنان الشقيق، وأشكركم على مواقفكم الثابتة والمبدئية إلى جانب دولة فلسطين وشعبها عبر محطات نضاله وكفاحه المستمر لنيل حريته وسيادته على ترابه الوطني'.
وأشار سيادته إلى انه أجرى محادثات مثمرة مع نظيره اللبناني حول تطوير وتعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية، وأطلعه على مجريات الأوضاع في فلسطين، ومجمل الأوضاع التي تعيشها منطقتنا وأثرها على مجتمعاتنا، وقال: 'نحن في فلسطين ندفع بكل ما من شأنه أن يعود بالخير على شعوبنا وأقطارنا كافة'.
وأردف: 'أطلعت الرئيس سليمان على المباحثات التي أجريناها مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والجميع يعلم أن الكرة في الملعب الإسرائيلي، وعليهم إثبات جدية موقفهم. وإن المبادرة العربية للسلام أصبحت جزءا من الشرعية الدولية، وعندما نتكلم عن المرجعيات والشرعيات نتكلم عن هذه المبادرة التي هي أثمن مبادرة ونقبلها كما هي من دون تعديل، فهذه المبادرة أنشئت لتنفذ وستنفذ لأن لا مبادرة غيرها، ونؤكد تمسكنا بالسلام العادل والشامل على أساس حدود 1967 وعلى أن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.
وأشار سيادته إلى انه أكد لنظيره اللبناني عزمنا على تحقيق المصالحة الفلسطينية التي لا بديل عنها، فهي مصلحة وطنية عليا من خلال العودة إلى الشعب الفلسطيني مصدر السلطات ليقول كلمته الفصل، والمصالحة تبدأ من الانتخابات التشريعية والرئاسية'.
من جانبه، قال الرئيس سليمان: 'أجرينا اليوم محادثات مهمة في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية والمقاربات بدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأكدنا أهمية عدم انزلاق الفلسطينيين إلى المشاكل الداخلية اللبنانية وعدم انزلاقهم إلى الأزمة السورية. كما ثمنا الجهود التي بذلت لضبط أي تورط من جماعات فلسطينية مسلحة في أحداث صيدا الأخيرة، وعمل الجيش اللبناني على فرض القانون'.
أضاف: 'تم تأكيد ضرورة العمل معا لتطبيق مقررات الحوار التي تتعلق بالوجود الفلسطيني ولا سيما ما يتعلق بالسلاح داخل المخيمات وخارجها، كما تم بحث ملف النازحين الفلسطينيين من سوريا، واتفقنا على ضرورة إيجاد حلول سياسية للازمات بالعالم العربي والعمل على ترسيخ العيش المشترك على قاعدة المشاركة والمواطنة'، معتبرا أن 'اللبنانيين والفلسطينيين أعطوا العالم على مدى عقود مثالا على ما يمكن أن يكون عليه التنوع والانفتاح'.
وأوضح انه بحث مع الرئيس عباس في الجهود الدولية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء السعي لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط كله، 'وأكدت حرص لبنان على أن لا يأتي أي حل على حسابه، وخصوصا عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين. كما أكدت للرئيس عباس أن اللبنانيين يقفون إلى جانب الفلسطينيين بمطلب العودة إلى وطنهم'.
وشدد على دعم لبنان للمساعي الهادفة لقبول دولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وأشار إلى انه اتفق مع الرئيس عباس على التواصل المستمر لخدمة قضية العدالة والاستقرار والسلام والتنمية في دولنا وعلى مساحة العالم العربي.
وردا عن سؤال، قال سليمان 'نتعامل مع الفلسطينيين كأخوة وما نستطيع تقديمه لهم نقوم به بطيبة خاطر، ولكن هناك مشكلة نواجهها هي استغلال العدو لأي شيء نقوم به للتوطين وهذا ما نحاربه مع الرئيس الفلسطيني'.
أما بالنسبة إلى تحسين الأوضاع المعيشية والحياتية للاجئين الفلسطينيين، فأشار سليمان إلى أن 'هذا قرار اتخذته الحكومة اللبنانية وهيئة الحوار، كما اتخذ قرار بتنظيم السلاح الفلسطيني، تحسين الأوضاع موضوع جار وقد نفذ وأقر قانونان بالنسبة للاجئين الفلسطينيين وكل الأمور التي ينبغي إقرارها لتحسين هذه الأوضاع فمستعدون للسير بها من دون أن ننسى أن الأمور الداخلية اللبنانية لا تسير بخير. قمنا باعمار جزء من مخيم نهر البارد ولكن الأموال التي وُعدنا بها لاعمار المخيم لم تأت'.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها