بمناسبة الذكرى الـ 68 للنكبة، وإحياءً ليوم العودة، أقامت مسيرة العودة إلى فلسطين، إحتفالاً جماهيرياً تحت عنوان "جسر اﻹنتفاضة" وذلك اليوم الجمعة 13/5/2015، في مخيم البص.

بدايةً أدلى جهاد الحنفي بكلماته الطيبة وعباراته المليئة بالمشاعر الجياشة التي جسدت النكبة، هذه الذكرى الاليمة التي لا ولن تمحى أبداً من ذاكرة الصغار قبل الكبار، فقد أضفى على الاحتفال رونقاً وجمالاً ولفتة شعرية حيوية.

بعد الوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة، والاستماع إلى النشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم كانت كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الحاج فتحي أبو العرادات مستهلاً الكلام بتوجيه التحية للشهداء كل الشهداء الذين قضوا في طريق النضال والدفاع عن فلسطين، وبأننا اليوم نوجه رسالة في عدة رسائل، وإننا اليوم أكثر إصراراً على العودة أكثر من السنوات التي مضت نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، وخاصة في هذه اﻷيام المعقدة حيث الحرمان والفقر ونقص الخدمات بعدما أخذت  وكالة الغوث قرارها اللامنطقي تجاه تقليص الخدمات، والمساعدات للاجئيين الفلسطينيين في المخيمات، فهذا الأمر بات من أخطر الأمور، وأكثرها اصراراً لمطالبة اللاجئيين بالعودة ولا بديل عن العودة، كما لفت الانتباه إلى  القرار الأخير الذي اتخذ، حيث أصرت قيادة "م.ت.ف" على عدم التفاوض مع الجانب الاسرائيلي بالشروط الأميركية السابقة وقررت وقف المفاوضات اطلاقاً مع العدو الصهيوني، حيث ما زالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني تحمل إلتزامات، وتقاوم وتناضل من أجل كنس اﻹحتلال عن أرضنا، مشدداً على أننا ما زلنا على خطى الرئيس القائد ياسر عرفات سائرين حتى نصل إلى تحقيق أهدافنا، ونيل جميع حقوق اللاجئيين، بل وكل الفلسطينين. مؤكداً على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وضرورة اﻹستعجال في الاستحقاق الفلسطيني، والحذر من مؤامرة جر المخيمات إلى فتنة، وأن لا تكون المخيمات مقراً ولا مستقراً ولا ممراً لمجموعات وأفراد تريد العبث والتخريب وهدفها الفتنة وزعزعة الاستقرار في المخيمات .

كما تطرَّق إلى موضوع الأونروا وقرارها الأخير في تقليص خدماتها وبأننا نسعى ونعمل على بذل الجهود من أجل التوصل إلى حلول صائبة، وتراجع الأونروا عن قرارتها، مشيراً إلى أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمخيم نهر البارد، تشير إلى نتائج ايجابية، وبشائر خير حول الوصول لحلول وافية.

 اختتم أبو ماهر كلمته بتوجيه التحية إلى أطفال الحجارة، والانتفاضة، والسكاكين، لأهلنا في فلسطين والأسرى والجرحى وكل الشهداء.

كلمة حزب الله فقد القاها الحاج حسن حب الله  مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله حيث وجه التحية إلى كل الفلسطينيين عموماً والأسرى، والجرحى،  والشهداء، والمقاومين الثوار على نهج وخطى تحرير الأرض، حيث أنَّ اسرائيل يجب أن تنسحب من الأرض بالقوة لأنَّ ما أخد بالقوة لا يُستردُ إلا بالقوة، مشيراً إلى مخطط إزالة منظمة التحرير الفلسطينية، وما هو إلا تآمر على الثورة الفلسطينية، وأننا رفضنا ونرفض التفاوض والمحاولات رغم تدخل سلطات أوروبية لحل النزاع والتفاوض مع اسرائيل، ولكن باءت بالفشل، لذلك نحن لا نؤمن الا بخيار المقاومة. لافتاً إلى أنه يجب علينا أن نحيي يوم النكبة كل يوم ونُشربها مع الحليب لأطفالنا، لأن اسرائيل تريد أن تحتل المزيد، والمزيد من الاحتلال والهيمنة، وأن الوحدة هي عنصر قوة وأساس وأدعوكم إلى وحدة وطنية قوية والنصر قادم إن شاء الله رغم كل الظروف الصعبة.

أما كلمة تحالف القوى والفصائل الفلسطينية فقد القاها حسن زيدان حيث أشار إلى المفارقات المؤسفة والمحزنة أن يحتفل العدو الصهيوني اليوم بقيام دولته على انقاض فلسطين، فيما أهل فلسطين يحيون نكبتهم على مرأى ومسمع العالم.

لقد كان العالم وما زال السبب المباشر لمأساتهم والمتقاعس الدائم عن نصرتهم، متحدثاً عن المستعمرات البريطانية، وأساليب القمع والاستبداد التي تعرَّض لها الشعب الفلسطيني ككل من أجل الخضوع والاستسلام، مستعيداً شريط العذابات اللامتناهي الذي عانوه وما زالوا يعانونه من أجل الوطن، ولا وطن لهم سواه، لافتاً إلى أن الثورة الفلسطينية حملت بين جنباتها كل طموحات شعبنا في العيش الكريم والتحرير والعودة، فأعادت للقضية الفلسطينية مكانتها كقضية سياسية بامتياز لشعب أقتلع من أرضه بالإرهاب والقوة الغاشمة، معتبراً أنَّ الانتفاضة بالأمس واليوم والغد هي التعبير الطبيعي عن أصالة روح الثورة والمقاومة في نفوس شعبنا وشبابنا، والرد المشروع على استمرار الاحتلال العنصري الصهيوني لأرضنا، شباب وشابات فلسطين هناك يكتبون بالدم حكاياتهم ويؤكدون اصرارهم على مواصلة السير على طريق المقاومة.

 تخلل الاحتفال وصلات فنية تراثية لفرقة حنين للتراث الفني. اختتم الاحتفال بتكريم ثلة من الجرحى الذين تعرضوا واصيبوا برصاصات العدو خلال مسيرة العودة عام 2011.