حسن خير بكير

لأن بريطانيا هي التي أعطت الحق لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين وساعدتهم على تحقيق حلمهم، فقد اختارت خلية أزمة الأونروا المنبثقة عن القيادة السياسية العليا للفصائل الفلسطينية إحياء الذكرى الثامنة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني مقابل السفارة البريطانية في بيروت، باعتصامٍ جماهيري وشعبي نظّمته قبيل صلاة الجمعة 13\5\2016.

وانتهى الاعتصام بتسليم مذكرة من خلية أزمة الأونروا الى سفير بريطانيا في لبنان هيوغو شورتر، تطالب بلاده بتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، تسلّمها نيابة عن سعادته القائم بأعمال السفارة.

وتلا المذكرة أمين سر اللجان الشعبية في لبنان أبو اياد الشعلان، ومما جاء فيها:

"سعادة سفير المملكة المتحدة في لبنان

السيد هيوغو شورتر المحترم

نحتشدُ هنا اليوم على مسافة عشرات الامتار من سفارة بريطانيا، في إطار احياء الذكرى الثامنة والستين للنكبة الفلسطينية، المتمثلة بالجريمة التاريخية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني، والتي لايوجد في التاريخ الحديث جريمة توازي جريمة تهجير واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وديارهم عام 1948.

إننا في خلية أزمة الاونروا المنبثقة عن القيادة السياسية الفلسطينية ومعنا أهلنا اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، نتقدَّم من سعادتكم بمذكرتنا التي نؤكّد فيها مسؤولية حكومة بلادكم عن الكارثة التي تعرّض لها شعبنا الفلسطيني والذي مازال إلى يومنا هذا يعيش مأساتها ويعاني آلامها ويتجرّع مرارتها منذ العام 1948، بسبب المؤامرة التي حاكتها ورعتها حكومة الانتداب على فلسطين (حكومة بلادكم بريطانيا) آنذاك، والتي قدّمت الدعم المادي والسياسي والقانوني للحركة الصهيونية لجلب اليهود من أصقاع الارض وتوطينهم في فلسطين، وسلّحتهم بأحدث الأسلحة البريطانية، قبل أن تعلن عن انهاء انتدابها لفلسطين، ليهاجموا أبناء شعبنا ويطردوهم من أراضيهم وديارهم، بقوة الارهاب والمجازر والاحتلال والاحلال والاستيطان، ومكّنتهم من إقامة الكيان الصهيوني الغاصب ما يسمى بدولة "إسرائيل" في الخامس عشر من أيار (مايو) العام 1948 على أنقاض شعبنا وحقه التاريخي بأرضه، وبناءً عليه فإننا جئنا اليوم لنطالب دولتكم بتحمُّل مسؤولياتها وانصاف الشعب الفلسطيني المقهور والمظلوم والعمل على تمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتطبيق القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأرضهم التي اقتُلِعوا منها في العام 1948. وإلى أن يتحقّق ذلك فأنتم مطالَبون بتقديم الدعم المالي لوكالة الاونروا لكي تتمكّن من القيام بالدور المنوط بها في رعاية ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين.

إننا في الوقت الذي نطالبكم بدعم وكالة الأونروا، نؤكّد رفضنا لكل القرارات والاجراءات التي اتخذتها إدارتها في لبنان، المتمثلة بالمدير العام السيد "ماثيوس شمالي" والتي استهدفت مختلف القضايا والاحتياجات المعيشية لللاجئين الفلسطينيين، خاصة تلك المتعلقة بالاستشفاء والتي فرضت على المرضى دفع نسبة من تكلفة العلاج في المشافي التي تتعاقد معها وكالة الاونروا، تتراوح ما بين 5% و45%  والتي تصل إلى آلاف الدولارات لدى العديد من الحالات المرضية، في الوقت الذي يعيش ما نسبته 66.4% من اللاجئين الفلسطينيين تحت خط الفقر وغير قادرين على تأمين الاحتياجات الغذائية الضرورية، وهذا ما بيَّنه المسح الاقتصادي والاجتماعي الذي أجرته وكالة الاونروا بالتعاون مع الجامعة الامريكية في العاصمة اللبنانية بيروت، في أواسط العام 2010.

سعادة السفير المحترم

نتمنى عليكم التدخل السريع من اجل الضغط على إدارة وكالة الاونروا في لبنان، للتراجع عن قراراتها  المجحفة، وتأمين كافة القضايا والاحتياجات الانسانية والمعيشية التي تم تقليصها وحجبها عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وابرزها:

1. استكمال إعمار مخيم نهر البارد، وإعادة العمل بخطة الطوارئ لاهله المنكوبين والتي كانت تتضمن استشفاء 100% وسلة غذائية متواضعة، بالاضافة إلى بدلات الايجار للأُسَر التي مازالت منازلها مدمرة.

2. إعادة تقديم بدل الايواء لاخواننا اللاجئين الفلسطينيين النازحين من مخيمات سوريا إلى لبنان، وتقديم لهم المعونة الغذائية وتوفير متطلبات التربية والتعليم والاستشفاء الكامل، إلى أن تتوفّر لهم العودة الآمنة إلى مخيماتهم.

3. رفع نسبة مساهمة الاونروا في الاستشفاء الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بحيث تصل إلى 100% خاصة بالنسبة لعمليات القلب وغسيل الكلى وأمراض السرطان والاعصاب وكذلك تأمين الدواء اللازم دورياً لاصحابها المرضى.

4. زيادة عدد العاملين في التنظيفات في المخيمات نظراً لزيادة حجم السكان، من أجل توفير الصحة البيئية التي تتناسب مع الأصول الإنسانية.

5. زيادة عدد المنح الجامعية التي تقدمها وكالة الأونروا للطلاب الفلسطينيين في لبنان بما يلبي الحاجة.

6. زيادة عدد الصفوف والمعلمين في مدارس الأونروا، بما لا يزيد عن 40 طالباً في كل صف.

7. توسيع الاختصاصات في كلية سبلين المهنية، وبناء معاهدَ مهنية في كافة المناطق اللبنانية التي توجد فيها مخيمات للاجئين الفلسطينيين.

8. رفع مستوى التوظيف في كافة مجالات العمل في وكالة الأونروا، حسب المهام المنوطة بها من الأمم المتحدة.

9. إعادة النظر في المعايير التي تعتمدها وكالة الأونروا في التعاطي مع حالات  العسر الشديد، بالاستناد إلى المعايير الإنسانية الدولية، والعمل على استيعاب كافة العائلات والأفراد الذين يعانون من الفقر المدقع.