عقدت خلية أزمة الأونروا المنبثقة عن القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية مؤتمرها الصحفي الأسبوعي الثاني عشر، أمام مكتب لبنان الاقليمي للاونروا، صباح اليوم الخميس 12/5/2016 في غياب عدد من أعضاء الخلية، وبحضور عدد كبير من وسائل الإعلام المرئي والمكتوب.

وتلا عضو خلية أزمة الأونروا غسّان أيوب البيان الصحفي، وهذا نصه:

السيدات والسادة الإعلاميات والإعلاميون

الحضور الكريم

يومان بيننا وبين الذكرى الثامنة والستين للنكبة التي يصادف وقوعها في 15/5/2016 والتي تمثّلت بالجريمة اللاإنسانية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني في العام 1948 والتي نتجَ عنها اقتلاعه من أرضه وتشتيته إلى دول المنافي واللجوء، بقوة الارهاب والاحتلال والاحلال والاستيطان، وفرضت عليه واقعاً أليماً ما زالت فصوله متواصلة إلى يومنا هذا، وما معاناة أهلنا اللاجئين الفلسطينيين بسبب سياسية تقليص الخدمات التي تتبعها وكالة الاونروا، وخاصة تلك القرارات والاجراءات التعسفية التي اتخذتها إدارتها في لبنان، والتي طالت مختلَف الاحتياجات والمتطلبات المعيشية والانسانية لهم، إلا واحدة من ارتداداتها المأساوية المستمرة.

وبالنسبة لنا في خلية الازمة، فإن كل مَن يسعى للنيل من وكالة الاونروا، بتخفيض مستوى خدماتها ومساعداتها التي هي بالاصل من صلب مهامها التي أنشئت لأجلها، أو التآمر على بقائها إلى حين تحقيق عودتنا إلى بلادنا وارضنا التي طردنا منها في العام 1948، نعتبره متآمراً على شعبنا وعلى حقوقه المشروعة، وإذا كان المدير العام لوكالة الاونروا في لبنان السيد "ماثيوس شمالي" يرفض هذا التوصيف من قِبَلنا، فعليه أن يلتزم بالمبادئ والاصول الانسانية، وأن يقف إلى جانب شعبنا وينحاز لحقوقه المشروعة في الحصول على كل القضايا والاحتياجات الانسانية التي تمكنه من العيش بكرامة، وفق المعايير الانسانية الدولية وان يعيد النظر بكافة قراراته الظالمة، وعلى سبيل الافتراض بأن ما يدعيه بأن القضية ليست متعلقة به صحيح، عليه أن يواجه معنا هذه السياسة الظالمة وكل الاجراءات التعسفية بالضغط على مرجعيته الادارية عبر تقديم استقالته ورفض الاشتراك في ظلم شعبنا وإذلاله وقهره.

وتوجّه أيوب الى الاعلاميين بالقول:

كنا في خلية الازمة المنبثقة عن القيادة السياسية الفلسطينية، قد بيَّنا في مؤتمراتنا الصحفية السابقة كافة التفاصيل المتعلقة بالأزمة مع وكالة الاونروا في لبنان، وأكّدنا مراراً وتكراراً بأن شعبنا وقيادته السياسية ليسوا من هواة الاحتجاج والاعتراض العبثي، وأن الدافع وراء قرار المواجهة سببه تمادي إدارة وكالة الاونروا باستهتارها بحياة وصحة ومعيشة أهلنا اللاجئين، عبر مواصلتها تقليص الخدمات والمساعدات في مختلف المجالات الحياتية المعيشية لهم، وآخرها القرارات والاجراءات التي اتخذتها خلال العام المنصرم 2015، والمتعلّقة بخطة الطوارئ لاهلنا المنكوبين أبناء مخيم نهر البارد، ومبلغ الايواء لاخوتنا اللاجئين النازحين من مخيمات سوريا، وكذلك تلك الاجراءات المتعلقة بالتربية والتعليم والتي نتج عنها تخفيض في جودة التعليم، وكذلك تلك الخطة الجائرة التي استهدفت الاستشفاء وفرضت بموجبها على المرضى  الفلسطينيين دفع قسط من فاتورة الاستشفاء في المشافي المتعاقدة معها وكالة الاونروا، تتراوح نسبته ما بين 5% و45% واكثر والذي يصل لدى العديد من الحالات المرضية لآلاف الدولارات في الوقت الذي يعيش ما نسبته 66،4% من اللاجئين الفلسطينيين تحت خط الفقر وفق المسح الاقتصادي الذي اجرته وكالة الاونروا بالتعاون مع الجامعة الامريكية في اواسط العام 2010.

اليوم في هذا المؤتمر الصحفي الثاني عشر يهمنا في خلية أزمة الاونروا أن نعلن بأن بعض اللجان الفنية المختصة قد أنهت جلساتها الحوارية ورفعت تصوراتها ومقترحاتها، وبعضها شارف على الانتهاء خلال الاسبوع القادم أو الذي يليه على أبعد تقدير، وأننا سننتظر وفق مهلة نهاية الشهر الحالي التي تعهّدت بها القيادة السياسية للحصول على الرد من قبل المدير العام لوكالة الاونروا ماثياس شمالي وعن ماهية الجواب، وبناءً عليه سيتحدد الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي، ولا نريد في خلية الازمة أن نستبق الاحداث.

وفي هذا السياق يُهمنا أيضاً أن نؤكد بأن سقف خلية الأزمة ومرجعيتها المباشرة تتمثّل بالقيادة السياسية الفلسطينية في لبنان، وبناءً عليه فإن خلية الازمة ملتزمة بتنفيذ القرار الصادر عن اجتماع القيادة السياسية الذي عُقِد يوم الاربعاء الماضي 4\5\2016 في مخيم "مار الياس" بمكتب أمانة سر حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، والقاضي بتعليق اغلاق كافة مكاتب ومقرات وكالة الاونروا في لبنان خلال فترة الحوار الجاري والذي شارف على الانتهاء كما ذكرنا اعلاه، احتراماً وتقديراً منها لتدخُّل ومبادرة المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم، وفي مسعى منها أيضاً لتوفير المناخ المناسب لانجاحه.

إننا في خلية الازمة نقول للمدير العام السيد ماثياس شمالي، لن تفيدك المراهنة على عامل الوقت، ولن يفيدك اللعب على وحدة الموقف الفلسطيني، ولن تنجح بشق الصف وبث سموم الفرقة والفتنة في الوسط الفلسطيني بين الموظفين والعاملين في وكالة الاونروا ومرجعياتهم السياسية، كما لن تستطيع أن توجد فجوة بين القيادة السياسية وخلية الازمة او بين القيادة السياسية وخلية الازمة وجموع اللاجئين الفلسطينيين، لأننا ببسيط العبارة ندرك تماماً الخلفية التي تقف وراء سياسية تقليص الخدمات التي تترجمونها منذ أن تولّيتم مسؤولياتكم على رأس إدارة وكالة الاونروا في لبنان، ونحن متأكدون بأنها سياسية بامتياز تهدف إلى تيئيسنا ودفعنا إلى البحث عن لقمة عيشنا في اصقاع الارض عبر ركوب زوارق الموت في سياق مشروع يستهدف حق العودة الذي نتمسك به نحن وأولادنا، وقدمنا لأجله التضحيات الجسام ومئات الالاف من الشهداء، ومازلنا جاهزين وقادرين على مواصلة طريق التضحية في مسيرة النضال والكفاح والجهاد حتى نيل كامل حقوقنا المتمثلة بتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتحقيق العودة لكل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وارضهم التي طردوا منها في العام 1948".

وفي نهاية البيان الصحفي توجّه أيوب بالشكر الى وسائل الاعلام التي ما فتئت تواكب وتغطي نشاطات خلية الأزمة.كما توجّه بالشكر الى قوى الامن الداخلي التي تقوم وتسهر على حماية الحراك.

وكان أيوب قد وّجه قبل بداية المؤتمر الصحفي اعتذاراً لوسائل الاعلام لعدم تبليغهم عن تغيير مكان الاجتماع للخلية الذي كان مقرراً يوم السبت الماضي في سفارة دولة فلسطين.