بمناسبة يوم العُمّال العالمي نظّم المكتب العُمّالي الحركي مهرجاناً في قاعة الرئيس ابو مازن في مخيم الجليل ببعلبك بحضور ممثّلي الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وعلماء ووجهاء وشخصيات اجتماعية.

وبعد ترحيب من مسؤول إعلام حركة "فتح" في البقاع، تحدّث مسؤول المكتب العمالي في البقاع أحمد دلال "ابو يوسف"، فقال: "إخواني أخواتي الحضور بعد شكرنا لمشاركتكم لنا احتفالنا هذا بمناسبة الاول من ايار ويوم التمريض العالمي لا بدّ لنا من التركيز على دور المكتب العمالي الحركي الذي يؤطّر العُمّال الفلسطينيين المحيطين بحركة "فتح" والمؤيّدين لسياستها والذي يعمل على تأطيرهم ضمن نقابات وتشكيل قيادات نقابية لكل نقابة على حدة شرط انتساب العضو للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين من خلال التنسيب النقابي وتحضيرًا لعقد الجمعيات العمومية للاتحاد".

وتحدّث دلال عن الدور المهم الذي يؤدّيه المكتب العُمّالي واللجان الشعبية لمواجهة تقليصات خدمات الاونروا، ولإقرار حقوق الشعب الفلسطيني ولا سيما حق العمل بكافة المهن على الأراضي اللبنانية، لافتاً إلى أن المطالبة بحقوق العمال الفلسطينيين لا تعني السعي لأخذ دور العامل اللبناني.

وأضاف "أيضاً حقّقنا انجازات على مستوى الاتحاد العام لنقابات عُمّال فلسطين في لبنان تمثّلت بإقرار وصرف التعويضات للاخوة المزارعين الفلسطينيين أسوة بإخوانهم اللبنانيين، وبإقرار تصريح بحري لصيادي الأسماك، وكذالك بإقرار تصريح قيادة السيارة العمومية وإقرار دفع 50% من فاتورة العلاج في مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان لمن يحمل بطاقة عضوية"، واكد ضرورة تفعيل العمل النقابي للمصلحة العامة.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" ألقاها أمين سر "م.ت.ف" وحركة "فتح" في البقاع محمود سعيد، ومما جاء فيها: "الأخوات والأخوة، بمناسبة الأول من أيّار، يوم العمال العالمي، أتوجه إليكم يا عُمّال فلسطين أينما كنتم، أيها المحرومون من أبسط الحقوق الإنسانية على مستوى تأمين العمل أو حقوق العامل حين يعمل.

أتوجه إليكم بتحية إجلال وإكبار معطّرة بكوفية الشهيد الرمز أبوعمار وبدماء الشهداء الزكية الأغلى منا جميعاً.

أيها الفلسطيني العامل أنت أول مَن ساهمتَ في نهضة هذه الأمة عمرانياً واقتصادياً وكنتَ وما زلت تتقدّم الصفوف في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، فأنت المقاتل والباني وأنت الجندي المؤمن بعدالة قضيتنا والمستعد دائماً للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل تحرير فلسطين وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وأنت الحريص على أمن واستقرار مخيماتنا فلَكَ مِنا كل التحية والاحترام وكل عام وأنت بألف خير.

إنّ العامل الفلسطيني الذي يعاني من جميع أشكال الحرمان لهو بحاجة لوجود نظام حماية وأمان لتأمين العمل وخلال العمل.

فالعامل الفلسطيني في لبنان ممنوع من مزاولة 72 مهنة، وهنا نطالب أشقاءنا اللبنانيين بمعاملة الفلسطيني بمقاييس أكثر تعاطفاً وتمكين هذا العامل من تأمين متطلّبات الحياة له ولأفراد أسرته كما نطالب بعض الدول العربية التي تمنع الفلسطيني من الحصول على فيزا للعمل على أراضيها بأن تتراجع عن هذه الإجراءات" .

وأضاف "تمر قضيتنا بأصعب الظروف في هذه المرحلة حيث أن ما سُمّيَ بالربيع العربي الذي انطلق في بداية العام 2010 اتضح أنه خريف بامتياز وأحد أبرز أهدافه ضرب الأمة العربية وتفتيتها، وإنهاء القضية الفلسطينية، وتعزيز أمن العدو الإسرائيلي لعشرات السنوات القادمة، وطبعاً قضيتنا هي المتضرر الأول من هذا الوضع، وخاصة في ظل الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية. وعليه فإن ما يجري على الساحتَين العربية والفلسطينية يتطلّب منا التأكيد على ما يلي:

1. استمرار دعم الهبّة الشعبية في القدس والضفة وكل فلسطين، الهبّة التي أطلقها شعبنا الفلسطيني منذ ما يزيد عن سبعة أشهر ليثبت مرة تلو الأخرى للعدو الصهيوني أن شعب فلسطين مستعد للتضحية بأغلى ما يملك في سبيل كنس الاحتلال عن أرضنا.

2. إدانة البلطجة التي يمارسها العدو الإسرائيلي بجيشه وقطعان مستوطنيه ضد أبناء شعبنا، واعتماد سياسة الإعدامات الميدانية ضد شبابنا وشاباّتنا التي تناقض جميع الشرائع السماوية والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية.

3. مباركة الخطوات التي يقوم بها سيادة الرئيس محمود عباس أبومازن والقيادة الفلسطينية ودعمهم في نضالهم السياسي والدبلوماسي من أجل تحقيق حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما نبارك جميع الإنجازات التي تحقّقت من الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة وبعض دول العالم ورفع العلم الفلسطيني على سارية الأمم المتحدة وانضمام فلسطين الى الكثير من المعاهدات والاتفاقيات الدولية.

4. ضرورة إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية لما تُشكِّل من صمام أمان لقضيتنا ومشروعنا الوطني الفلسطيني وإنهاء الانقسام المدمّر الذي عانينا ونعاني مآسيه منذ أكثر من ثماني سنوات.

5. التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بكل فئاته وفي جميع أماكن تواجده.

6. مطالبة إخواننا العرب والمسلمين رغم الظروف والمحن التي تمر بها بعض الدول العربية تجديد التأكيد على أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية لجميع العرب والمسلمين.

7. مطالبة الزعماء العرب باستخدام وسائل الضغط التي يملكونها- وهي كثيرة- لدفع الدول الداعمة للكيان الصهيوني على اجباره الرضوخ وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وخاصة القرار 194 المتعلّق بعودة اللاجئين .

8. رفض تمرير سياسة التقليصات التي حاولت الأونروا إقرارها، ونؤكد أن الأونروا هي الشاهد على نكبة فلسطين. كما ونحيي جهود خلية الأزمة المنبثِقة عن القيادة السياسية الفلسطينية، ونطالب بإلغاء تلك القرارات الجائرة والعودة عنها".

وختم سعيد كلمته معاهداً العُمّال بالاستمرار على نهج الشهيد الخالد ياسر عرفات حتى إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين.