حسن بكير

مع دخول الحراك الفلسطيني الذي تقوده خلية أزمة الأونروا، المنبثقة عن الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية والإسلامية واللجان الشعبية، شهره الثالث بدون تحقيق أي نتائج تُذكَر على صعيد استرداد الحقوق الفلسطينية المشروعة التي سلبتها إدارة الأونروا من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، نتيجة إصرار هذه الإدارة على الإستمرار بمشروعها التقليصي الذي سيقود الى إنهاء دورها ومسؤوليتها تجاه اللاجئين، نُفِّذ اعتصام حاشد من كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان، أمام مكتب لبنان الاقليمي للأونروا، قبيل ظهر الخميس 3/3/2016، شاركت فيه الى جانب خلية الأزمة والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، المؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني الفلسطيني ومنكوبو مخيم نهر البارد ومهجرو مخيمات سوريا.

والقى عضو خلية الأزمة غسان أيوب كلمة الخلية حيث قال: "إننا اليوم نقف وإياكم هنا لنوجّه رسالة متعددة الإتجاهات أولها إلى المدير العام لوكالة الأونروا السيد ماتياس شمالي، لنقول له إننا:

•       نرفض رفضاً قاطعاً كل قراراتك وإجراءاتك التي تضمنتها خطة الإستشفاء والطبابة، والتي بدأتم بتنفيذها مطلع العام 2016.

•       ونرفض أيضاً استبدال العينات الغذائية التي تقدَّم لحالات العسر الشديد، بتقديمات مالية لما لهذا الأجراء من مخاطر على استمرار هذه المعونة.

•       ونرفض أيضاً سياسة العناد وتجاهل التحركات الإحتجاجية التي تعم المخيمات والمستمرة منذ أكثر من شهرين.

•       ونحمّلك المسؤولية الكاملة عن تردّي الوضع الصحي لأهلنا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

•       ونستنكر كل محاولاتك الدؤوبة لخلق شرخ بيننا وبين أخوتنا وأبنائنا وبناتنا الموظفين والعاملين في وكالة الأونروا، ونؤكد لك بأنها لن تنجح ولن تستطيع ان تُحدِث ثغرة في جدار الموقف الفلسطيني الموحد، الذي تعبر عنه خلية الأزمة، والتي تنال دعم والتفاف كافة الفئات والقطاعات الشعبية الفلسطينية حولها، والتزام كبير في برامجها التي تعدها رفضاً لسياستك في تقليص الخدمات للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

•       كما نرفض وبشدة ما تضمنه بيانكم الصحفي حول إطلاق ما يُسمى "صندوق الإستشفاء التكميلي في إقليم لبنان" والذي تُعرَض فيه معالجات جزئية لا ترقى إلى المطلب الفلسطيني الرسمي والشعبي الذي يدعوك للتراجع عن قراراتك وخطّتك الإستشفائية الظالمة.

•       ونعتبر هذه الخطوة محاولة يائسة وفاشلة للإلتفاف على الموقف الفلسطيني الموحّد، وخدعة مكشوفة هدفها إعادة تضليل الرأي العام، بعدما استطعنا أن نكشف زيف إدّعاءاتك بأن خطتك هي لمصلحة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، عبر الإتصالات واللقاءات التي أجرتها خلية الأزمة والقيادة السياسية الفلسطينية على مختلف الجهات الرسمية العربية والدولية واللبنانية.

حضرة المدير العام "السيد ماتياس شمالي" نقول لك اليوم بأن معركتنا معك، تعدّت خطة الاستشفاء، لأننا ببسيط العبارة نؤمن بأن خلفيتها سياسية بإمتياز. وإذا كنت ما زلت تراهن على عامل الوقت الذي فيه سنفقد صبرنا ونلزم منازلنا، وندع قراراتك تمر، فإنك واهم ورهانك خاسر، لأننا في هذه المعركة لن نخسر سوى ظلمك وقهرك لنا، لذا فإنّ تحركاتنا الإحتجاجية ستتواصل وستتخذ أشكال تصاعدية، حتى تحقيق كافة مطالبنا وأولها:

•       رفع مساهمة الأونروا في الإستشفاء الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بحيث تصل إلى 100% خاصة لعمليات القلب وغسيل الكلى وأمراض السرطان والأعصاب، وكذلك تأمين الدواء اللازم دوريّاً لأصحابها المرضى.

•       إعادة العمل بخطة الطوارئ لأهلنا أبناء مخيم نهر البارد، والمتعلقة بالإستشفاء والسلة الغذائية والإيجارات وفق ما كانت عليه في العام 2013، والإسراع في تأمين الأموال اللازمة لاستكمال إعمار المخيم وإنهاء مأساة أهله.

•       إعادة تقديم مبلغ الإيواء لأهلنا وإخوتنا النازحين من مخيمات سوريا، وتأمين الإستشفاء لهم والرعاية والإغاثة الكاملة بما يتناسب مع الوضع المعيشي في لبنان.

•       إلغاء قراركم الجائر بإسقاط حقوق إخوتنا المجنّسين بالطبابة والإستشفاء، باعتبار أنّ من حقهم الإحتفاظ بالصفة القانونية، التي منحتها لهم الأمم المتحدة كلاجئين فلسطينيين، ومن حقهم الإستمرار بالإستفادة من كافة التقديمات التي ينالوها إخوتهم اللاجئين الفلسطينيين.

•       إلغاء كل قراراتكم المتعلقة بالتربية والتعليم، والتي نتج عنها دمج للصفوف في المدارس وزيادة عدد الطلاب بما يتجاوز الخمسون طالباً في الصف الواحد، فضلاً عن وقف التوظيف في هذا المجال، ومساعيك الواضحة لإلغاء بعض المدارس تحت حجج ومبررات لا تنطلي على شعبنا.

أما الاتجاه الثاني من الرسالة، فإننا نتوجه به إلى المجتمع الدولي عموماً والأمم المتحدة خصوصاً، لنقول لهم:

•       إذا كان لديكم مشروع لإنهاء عمل وكالة الأونروا، عليكم أوّلاً أن تُقلِعوا عن سياسة الكيل بمكيالين في التعاطي مع قضايا وأزمات المنطقة والعالم، وأن تنصفوا الشعب الفلسطيني المظلوم والمقهور، والذي يعاني قهر الإحتلال الصهيوني وإرهابه، ويتجرّع يوميّاً مرارة اللجوء، ويعاني ألم التهجير منذ أكثر من ستة عقود.

•       عليكم أولاً أن تقوموا بواجباتكم وأن تفوا بالتزاماتكم تجاهه، وأن تنفّذوا قراراتكم ذات الصلة، وعلى رأسها القرار 194 الذي يدعم حقنا كلاجئين فلسطينيين بالعودة إلى ديارنا وأرضنا التي طُرِدنا منها على يد العصابات الصهيونية في العام 1948 بقوة الإرهاب والاحتلال.

•       وإلى أن يتم ذلك فأنتم مُلزمون من كل النواحي: القانونية، والإنسانية، والأخلاقية، بمواصلة دعم وكالة الأونروا ماليّاً ومعنويّاً وسياسيّاً، لكي تتمكن من الدور الذي أُنشِئت من أجله في تأمين كل مقومات ومتطلبات الحياة الإنسانية والعيش الكريم للاجئين الفلسطينيين وفق المعايير الإنسانية الدولية.

وبالنسبة للاتجاه الثالث في رسالتنا، فإننا نتوجه به للدولة اللبنانية الشقيقة:

•       وهنا لا بدّ من أن نسجل ارتياحنا في خلية الأزمة وفي القيادة السياسية الفلسطينية، للموقف اللبناني الرسمي الذي تفهّم موقفنا وانحاز إلى جانبنا في المواجهة السياسية ذات العنوان المطلبي مع إدارة الأونروا في لبنان.

•       ولكننا نطالبها بتحرك أكبر وأفعل على كافة المستويات، المحلية والعربية والدولية، باعتبار أن تخلّي الأونروا عن مسؤولياتها في رعاية اللاجئين في مجال الإستشفاء والطبابة والتعليم والتوظيف والإغاثة والإيواء، في الوقت الذي يُحرَم اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من الحقوق الإجتماعية والإنسانية وحق العمل، سيلقي بثقله وأعبائه على الدولة اللبنانية، وهذا ما لا نرضاه.

•       بالنسبة لنا الهدف من التقليص المتدرّج لخدمات وتقديمات وكالة الأونروا واضح، ولا شك لدينا بأنه استهداف مباشر لقضية اللاجئين وحق العودة.

•       كما نرى فيه أيضاً مؤامرة لتيئيسنا ودفعنا للهجرة عبر مراكب الموت إلى عمق البحار، لتصبح أجسادنا وأجساد اطفالنا طعام للأسماك والوحوش المائية المفترسة وهذا ما نرفضه وسنتصدى له بكل حزم بالوسائل المتاحة، وبما لا يؤثّر على الإستقرار والسلم الأهلي للبنان الشقيق.

•       وإذا أُجبِرنا على الاختيار، فإننا لن نختار غلّا الزحف البشري لكل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان شُبّاناً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً، باتجاه أرضنا وبلدنا فلسطين عبر الجنوب اللبناني، لنموت على تراب حدودها بكرامة وشرف، خيرٌ لنا من أن نتحوّل إلى متسوّلين نستعطي على أبواب المؤسسات والجمعيات الخيرية، أو أموات على أبواب المستشفيات الخاصة التي لا ترحم.

أما الاتجاه الرابع من الرسالة، فإني أتوجه به إليكم يا أهلنا اللاجئين أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، الصامدين الصابرين على مرارة اللجوء والحرمان والنكبة، والبعد عن الوطن الحبيب فلسطين، لأوجّه لكم باسمي وباسم إخواني ورفاقي في خلية الأزمة والقيادة السياسية الفلسطينية في لبنان:

•       تحية احترام وتقدير على الالتزام العظيم والخلّاق الذي أظهرتموه بقرارات القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة، والتي تعبر عنه خلية أزمة الأونروا، في برامج التحركات الإحتجاجية الأسبوعية التي تعدّها ضد قرارات الأونروا.

•       ونُثمّن تفاعلكم ومحافظتكم على المنشآت والمراكز والتي هي بالأصل ملككم أنتم، وحرصكم العظيم النابع من الاخلاق العالية لشعبنا الفلسطيني، بعدم التعرّض لأبنائنا وبناتنا الموظفين والعاملين في وكالة الأونروا.

•       وهنا لا بد لنا إلّا أن نثمّن عالياً وقوف أبنائنا وبناتنا الموظفين والعاملين في وكالة الأونروا مع مطالب أهلنا المحقّة، ونخص بالذكر اتحاد الموظفين والعاملين في الأونروا، ونحييهم على الإعتصامات التي نظموها الأسبوع الفائت، والتي أكّدوا فيها للمدير العام ماتياس شمالي بأنهم جزء أصيل وفاعل في المجتمع الفلسطيني، لا تنفصل مصالحهم الخاصة عن مصلحة الشعب الفلسطيني.

•       اسمحوا لي باسم خلية الأزمة وباسمكم، أن نُثمّن دور اللجان الشعبية والأهلية والأُطر النسائية، والحركات الشبابية والشعبية، التي حرصت على تنفيذ وإنجاح برامج التحركات الإحتجاجية التي أعدتها خلية الأزمة.

•       كما اسمحوا لي أن نثمّن دور الإعلاميين في دعم ومتابعة وتغطية نشاطاتنا وتحركاتنا منذ أن بدأت المواجهة مع الأاونروا وما زالوا.

وفي الختام نحن وإياكم، نستنكر اغتيال المناضل الكبير عمر النايف من قِبَل الموساد الصهيوني، وندعو السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس، بأن يحرصوا على تقديم كل الدعم للجنة التحقيق التي شُكلت، من اجل كشف ملابسات الاغتيال، واتخاذ أقصى الإجراءات العقابية بحق المتورطين المتواطئين مع العدو الصهيوني لتنفيذ هذه العملية الإجرامية الإرهابية المنظمة".

والقى امين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة كلمة القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية جاء فيها: "باسم القيادة السياسية التي تمثل كافة القوى السياسية وكافة الأطراف العاملة في الساحة اللبنانية، نتوجه بالتحية والتقدير لكل أبناء شعبنا الفلسطيني الذين توافدوا اليوم ليقولوا كلمة فلسطين، ليقولوا إن فلسطين لا تتراجع، نقول إن فلسطين على حق في كل مطالبها الوطنية والقومية والحياتية.

باسم القيادة السياسية نحيي اللجان الشعبية والأهلية، ونحيي كافة المبادرات الشبابية والشعبية. نقول لكم اننا مصرون على متابعة هذا الحراك الوطني بامتياز، لأن المؤامرة التي نشعر بها من خلال تقليص خدمات الأونروا هي مؤامرة على حقوقنا السياسية، وليس فقط المعيشية. لذلك هي ذات أهمية قصوى وهي تعتبر مكملة لنضال شعبنا في فلسطين. تلك المقاومة الشعبية التي نشهدها والتي بدأت من الاقصى من القدس وعمّت فلسطين.. وقفتنا اليوم ونضالنا المتواصل ضد قرارات الأونروا هي دعم مباشر وهي مكملة لذلك النضال الوطني الفلسطيني.

نحن اليوم على مفترق طرق مهم لأن أحداث المنطقة وما تشهده من تطورات بحيث أن لا تكون سلاحاً لا بيد الأونروا ولا بغيرها  لتوجيه هذا السلاح الى صدور شعبنا الفلسطيني لتدفيعه الثمن. نقول بصراحة نحن سنناضل ولن نتراجع عن مطالبنا وعن هذه الوقفة الشعبية الجماهيرية التي يشارك فيها أبناء شعبنا من كل لبنان، ونقول لن نسمح بفك الارتباط بين الأونروا وقضية اللاجئين. هي قضية سياسية بامتياز، وما تريده الصهيونية اليوم هو ان تفك هذا الإرتباط بين موضوع اللاجئين وبين الأونروا تمهيداً للتملُّص بشكل كامل من أهم موضوع سياسي هو حق اللاجئين بالعودة، وهذا مؤشر خطير. لذلك نحن كقوى سياسية بشكل عام عندما بدأنا هذه الخطوة لم نفكر بالتراجع، وانتم تشعرون بأهمية هذا النضال الذين أنتم جزء منه، بأن الأونروا لا تتراجع حتى الآن عن قراراتها، لأنها غرقت حتى أذنيها بالمؤامرة على الشعب الفلسطيني وليس هناك من حل سوى أن تتراجع الأونروا عن قراراتها الجائرة والظالمة لشعبنا الفلسطيني. شعبنا الفلسطيني يعيش ظروفاً حياتية صعبة للغاية، ولا يجوز ان تكمل الأونروا بإجراءاتها.

نحن نأمل من خلال كل الحلفاء وخاصة من الدولة اللبنانية الذين يتفهمون موقفنا بصراحة وهم يعرفون دقائق الأمور، أن يكون الجميع الى جانب الشعب الفلسطيني بخوض هذا الحراك الشعبي السلمي.

نحن ننذر بأن الأونروا هي تتحمّل المسؤولية كاملة عن كل ما ينتج عن كل هذه الإجراءات.. ونقول لشعبنا نحن على الطريق سائرون، ونحن مستمرون في نضالاتنا الوطنية والسياسية والحياتية".