يقاطع التجار الفلسطينيون المقدسيون احتفالات بلدية الاحتلال في مدينة القدس بمهرجان الضوء في القدس القديمة المحتلة في الخامس من حزيران الذي لا يرون فيه سوى احتفال "بانتصارها على العرب" في حرب عام 1967. فيما نظم عشرات النشطاء الفلسطينيين تظاهرة صغيرة عند باب العامود في الخامسة بعد الظهر احتجاجا على الاحتلال الاسرائيلي للمدينة.
وافتتح رئيس بلدية الاحتلال نير بركات "مهرجان الضوء" مساء امس في باب الخليل، ويستمر المهرجان مدة اسبوع. وضمت اسرائيل القدس الشرقية اثر احتلالها في 1967 ثم اعلنت عام 1980 القدس بشطريها "عاصمة أبدية موحدة لها" رغم عدم اعتراف المجتمع الدولي.
وتنظم البلدية "مهرجان الضوء" للعام الخامس على التوالي في البلدة القديمة. وقالت متحدثة باسم البلدية لفرانس برس "ان هذا البرنامج هو من خطط الحكومة، ومبادرة من لجنة تطوير القدس وبلدية القدس الاسرائيلية". ويحرص القائمون على المهرجان على إضاءة البلدة القديمة بطريقة فنية تضفي عليها مسحة من الخيال.
ولا تعلن البلدية انها تحتفل بذكرى احتلال المدينة وتدعو فنانين من انحاء العالم وفنانين اسرائيليين الى المشاركة وتنظم استعراضات صغيرة في شوارع القدس القديمة بلباس جنود رومان او مهرجين او عرسان في حفل زواج او على هيئة مدعوين لحفلة فالس او اداء مسرحيات الظل، عبر الضوء على سور القدس.
ويقوم موظفو البلدية والشرطة بدعوة اصحاب الحوانيت عبر نشرات مكتوبة لفتح دكاكينهم خلال ساعات الليل طوال ايام المهرجان وخصوصا القريبة من ساحة افتيموس أو "الدباغة" القريبة من كنيسة القيامة . لكن التجار الفلسطينيين يرفضون ذلك.
وقال صالح ابو غزالة صاحب مطعم في ساحة افتيموس "رفضنا كل الاعوام الماضية فتح محلاتنا ولن نفتحها هذا العام. هم يحتفلون بانتصارهم على العرب. لايكفي اننا هزمنا بل يريدون منا ان نقوم ايضا بخدمتهم في محلاتنا في مثل هذا اليوم، هذا غير وارد اطلاقا". واضاف "رفضنا في الاربع سنوات الماضية ولم يجاملهم احد (...) وضع البلد يدعو للبكاء ولا يحتمل".
وقال التاجر عزمي عابدين (40عاما) صاحب محل لبيع التحف في الساحة نفسها "بالطبع لن نفتح ولن نتحمل غطرستهم. بينما هم يحتفلون نشعر بالهزيمة تأكل قلبنا". واضاف "بالامس شاهدت تمارين اطلاق اجسام مجنحة مضيئة شعرت بان قلبي يبكي لماذا يسمونه عيد الضوء عليهم تسميته على المكشوف عيد هزيمة العرب".

وبعد احتلال القدس الشرقية قامت اسرائيل بعزلها عن باقي اراضي الضفة الغربية المحتلة، كما غيرت طابعها من خلال البناء الاستيطاني الكثيف فيها.
وجهزت البلدية مداخل باب الخليل بعدة كرات ضخمة كبيرة ونصبت قوس قزح كبيرا ما بين كنيسة الفادي ودير الروم الارثوذكس في منطقة الدباغة بالقرب من كنيسة القيامة.
من جهتها اعلنت بطريركية الروم الارثوذكس عن "اعتراض البطريركية على استخدام اي من أملاكها بأي شكل كان لصالح هذه الاعياد التي لا تعبر لا من قريب ولا من بعيد عن الهوية المقدسية الحقيقية". واكد الناطق باسم البطريكية عيسى مصلح "رفض البطريركية السماح باستخدام عقاراتها لصالح مهرجان الضوء".
بينما اعتبر بيان البلدية "ان هذا الحدث الفني هو الآن جزء من قائمة مرموقة من مهرجانات الضوء حول العالم مثل مهرجانات ليون، وغلاسكو، ولشبونة ومدن اخرى".
ويستضيف المهرجان هذا العام وفق البيان، اكثر من 17 فنانا عالميا مشهورا وخصوصا من كندا والمانيا وفرنسا والبرتغال. واضاف ان "سوف يقوم مبدعون من كافة انحاء العالم بتقديم افضل اعمالهم الفنية في هذا المهرجان". واضاف البيان "كما سيؤدي فنانون اسرائيليون افضل اعمالهم لتغيير وجه مدينة القدس لجعلها مدينة فاتنة ساحرة باضفاء غلاف ضوئي عليها يغير مظهر المدينة طيلة اسبوع".
واطلقت البلدية على ارض صخرية تحت سور القدس في اسفل باب الخليل يوم الثلاثاء اسم "بارك هبونيم" او "منتزه البنائين"، وستقوم بعرض سيرك هناك. ولا يستطيع اطفال وشبان البلدة القديمة مقاومة الاغراءات التي تجتذبهم لحضور المهرجان بدءا من عروض الاضاءة الساحرة وعروض المطابخ العالمية، وعروض الموسيقى العربية التي غالبا ما يغلب عليها طابع الرقص الشرقي.
ولا يعرف معظم من يحضرون هذا المهرجان مناسبة اطلاقه، ويقول حمودة (14عاما) "الاضاءة والموسيقى جميلة لهذا نحضر أنا واصحابي الى باب الخليل".
ونظمت البلدية باصات مكوكية للاسرائيليين للذهاب والاياب من القدس الغربية الى القدس الشرقية المحتلة حيث يجري الاحتفال. وكثفت البلدية نشاطاتها وفعالياتها في القدس القديمة المحتلة، فلا يمر شهر دون ان تقوم بنشاط ثقافي فيها.