بيان صادر عن قيادة حركة فتح – إقليم لبنان

يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات

يوماً بعد يوم تتكشف المؤامرات التي تحيكها حكومة نتنياهو  العنصرية المعادية لكل مقومات السلام والاستقرار في المنطقة، والتي تسعى باستمرارإلى إشعال نار الفتنة، واغراق الاراضي الفلسطينية المحتلة بمسلسل لا يتوقف من الاعدامات ، وحرق العائلات والافراد ، واستهداف المدنيين بالرصاص الحي والغازات السامة، ومداهمة الأحياء المدنية في إطار حملات الاعتقال المترافقة مع الرعب والارهاب ضد من يسكن البيوت من الأطفال والنساء.

في الأيام الأخيرة صعَّدت الحكومة العنصرية من عدوانها واجراءاتها في القدس، وقد تركَّزت الاعتداءات في المسجد الأقصى الذي يحاول المستوطنون اقتحامه يتقدمهم وزير الزراعة أوري أرائيل تحت حراسات مكثَّفة ومدججة بالسلاح. ويجري هذا التصعيد في إطار تثبيت عملية التقسيم الزماني في المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود.

وتنفيذ هذا المخطط البالغ الخطورة يأتي بعد أن تمكنت هذه الحكومة العنصرية من تدمير كافة الجهود السياسية التي بُذلت من كل الاطراف لحل القضية الفلسطينية . وإمعاناً في التمرد قام نتنياهو بتجاهل كافة الجهود والمحاولات الدولية الرامية إلى اعتماد قرار من أجل إزالة الاحتلال الاسرائيلي ، وفي نفس الوقت قام نتنياهو بتنشيط الاستيطان بشكل مذهل بلغ الذروة، ضارباً عرض الحائط بكل الجهود الدولية . وللأسف فإن نتنياهو وحكومته لقيا العناية والاحتضان الكامل من قبل الولايات المتحدة التي أصبحت منحازة إلى دعم المشروع الإسرائيلي الذي يقوم على العدوان ، وقتل المدنيين ، وتدمير البيوت،  وتدنيس المقدسات.

إنَّ المشهد الذي يعيشه المرابطون والمرابطات، والموظفون في المسجد الأقصى يومياً صباحاً منذ الساعة السابعة وحتى الساعة الحادية عشرة ظهراً ، حيث يدخل المستوطنون بقيادة زعمائهم ، وحراسة جنودهم إلى باحات المسجد ويصلون إلى المسجد القبلي، ويقومون بتحطيم الزخارف، والنوافذ، وحرق السجاد بواسطة القنابل الحارقة، كل ذلك في محاولة يائسة لصد شبابنا ونسائنا المرابطين ، ونشر الذعر بينهم ،ومن خلال ضرب النساء ودفعهن إلى الارض ، وايقاع عدد من الجرحى ، واعتقال العديد من الشباب الذين يلقون الحجارة.

أمام ما يجري نؤكد  أن شعبنا الفلسطيني قادر  على تحمُّل المسؤولية الوطنية في الدفاع عن المقدسات ، وعن الحقوق الوطنية . ومهما بلغت وحشية وعدوانية الاحتلال فإن أهل الرباط بالقدس متمسكون بالأقصى إسلامياً بكل مافيه من مكونات.

إننا ندعو كافة الأطراف العربية والاسلامية والدولية إلى تحمُّل مسؤولياتهم كاملة بوجه المؤامرة المكشوفة التي تستهدف أقصانا وكرامتنا وأهلنا.

وآن الأوان أن يخضع الاحتلال الإسرائيلي إلى المساءلة من المجتمع الدولي،والى المحاسبة والمعاقبة على الجرائم التي يرتكبها يومياً.

أنَّ ما شجَّع نتنياهو على التصعيد في عملية التقسيم الزماني في الاقصى هو إطمئنانه إلى أن النزاعات والحروب في الوطن العربي مازالت مشتعلة،وأنه يمتلك الفرصة الكاملة،والحرية الكاملة لتنفيذ ما يريد، وفرض مايريد على الفلسطينيين ، وخاصة في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

لذا فإننا نرى أن المدخل الحقيقي لمواجهة المشروع الصهيوني لا يكون إلاَّ من خلال إنهاء الانقسام عملياً وليس نظرياً ، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة العام 2011،وأيضاً ما تم الاتفاق عليه في الدوحة، وخاصة الاتفاق على تشكيل حكومة الوفاق الوطني لتقوم بما هو مطلوب منها من إجراء  الانتخابات ، وإعادة الاعمار ، ورفع الحصار.

أن الوفاء للمسجد الأقصى يكون من خلال المصالحة ،ووحدة الوطن، وإعطاء الفرصة للحكومة الفلسطينية كي تأخذ دورها عملياً في قطاع غزة من أجل رفع الحصار.

ولنعمل معاً من أجل إنجاز الدورة القادمة للمجلس الوطني لتكون دورة الوحدة الوطنية  الفلسطينية، وعندها نستطيع القول بأننا أوفياء لشعبنا، ولأرضنا الطاهرة،ولمقدساتنا وأقصانا.

بكل اعتزار نتوجه بالتحية إلى أهلنا في الداخل وخاصة في القدس وفي أراضي العام 1948،لهم منا كل التحية والتقدير على وقفتهم الجبارة النابعة من الايمان بالمقدسات،وبالحقوق الوطنية الثابتة.

كل التحية إلى النواب العرب الفلسطينيين على وقفتهم المبدئية والقومية للدفاع عن الحرم القدسي الذي يتعرض اليوم لمؤامرة التقسيم الزماني عنوةً.

كل التحية إلى الشخصيات والكوادر والقيادات المقدسية التي تشارك في المواجهات بفاعلية وقدرة على التحدي.

والتحية إلى أبناء حركة فتح المقدسيين على دورهم التاريخي،وانتمائهم  الأصيل، والتصاقهم بالأقصى دفاعاً عن كل ركنٍ من أركانه،وعن كل حبة تراب من ثراه الطيب الذي احتضن الصحابة ،والذي قبَّل قدمي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما صلى في الانبياء ثم عرج إلى السماء. إننا ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني في لبنان إلى المشاركة الواسعة في الفعاليات خلال هذا الاسبوع المخصصة للمسجد الأقصى والأسرى .

تحية إعتزاز وإكبار إلى شعبنا الفلسطيني في الداخل المرابط والمدافع عن المسجد الأقصى.

التحية إلى الرئيس أبو مازن الذي يقود المركب الفلسطيني بكل وفاء وثقة، وهو المؤتمن على ثوابت الشهيد الرمز ياسر عرفات .

التحية إلى إخوتنا الأسرى الأبطال الباقون على العهد مروان البرغوتي،وفؤاد الشوبكي،وأحمد سعدات ، وكل الأسرى المضربين ،والاسيرات المكافحات من أجل الحرية والوطن.

المسيرة طويلة ، والنصر قادم بإذن الله ، والحرية قاب قوسين أو أدنى .

وانها لثورة حتى النصر

قيادة حركة فتح – إقليم لبنان