فتح ميديا/لبنان، استقبل الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان "اليوم العالمي للمرأة" بوقفة تضامنية مع الأسرى والأسيرات في المعتقلات الإسرائيلية، حيث نظِّمت مسيرة شعبية ومهرجان جماهيري في قاعة الشهيد زياد الأطرش في عين الحلوة الجمعة 2013/3/8، بحضور عدد من عضوات الاتحاد العام للمرأة في صور وصيدا وبيروت، وممثلي الأطر الحزبية والفصائلية والشعبية والمجتمعية في منظمة التحرير، إلى جانب حشد من الفلسطينيين.

وافتتح المهرجان بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني وقراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء. ثمَّ تحدَّثت مديرة المعهد العربي لحقوق الإنسان في لبنان جمانة مرعي عن دور المرأة الفلسطينية والتحاقها  بركب الثورة، لافتةً إلى حجم وفعالية مشاركتها وحضورها السياسي والاجتماعي العام.

كما أشادت مرعي بالأسيرات اللواتي يتمتعن بعزيمة وإرادة و يواجهن الاحتلال بالجوع والأمعاء الخاوية، خاتمةً بتوجيه التحية للواتي يواجهن اللجوء بحلم حق العودة، ويناضلن لانتزاع حق أطفالهن بالعلم والعمل، ويواجهن التهميش والتمييز والحصار والعدوان بإرادة التحدي والمواجهة.

أمَّا كلمة اللجان الشعبية الفلسطينية فألقاها مسؤول الملف الصحي في اللجنة الشعبية في عين الحلوة كمال الحاج، فاعتبر أن إقبال الفلسطينيات على المشاركة في الانتخابات والترشح في العديد من مؤسسات منظمة التحرير الرسمية والفصائلية والأهلية مؤشر لتعاظم دور المرأة وكفاحها على مرِّ التاريخ، موجِّهاً التحية للشهيدات والشهداء وفي مقدمتهم بطلة عملية تل أبيب "دلال المغربي" والشهيد الخالد الرئيس "ياسر عرفات"، وأبطال معركة الكرامة.

بدوره، تحدَّث عضو اللجنة المركزية في حزب الشعب الفلسطيني أيوب غراب باسم منظمة التحرير فوجَّه التحية للفلسطينيات بحلول يوم المرأة العالمي، مؤكداً أن المرأة الفلسطينية نموذج للمرأة المكافحة وقدوة يُحتذى بها ليس بحدود المنطقة وحسب بل وعلى مستوى العالم.

كما دعا غراب القيادة الفلسطينية وفي مقدمها الرئيس محمود عباس لإدراج قضية الأسرى بأولوياتها الكفاحية، معتبراً الهبَّة الشعبية في الوطن رسالة واضحة، ودعوة صريحة لكل القوى الوطنية والإسلامية لرفض استمرار الانقسام الفلسطيني.                       

 من جهته، ألقى رئيس رابطة الأسرى والمحررين الفلسطينيين أبو فادي كسَّاب كلمة أكد فيها قدرة الأسرى والأسيرات على اجتراع أشكال نضالية حتى داخل الزنازين، مضيفاً: "إن اعتقال خمسة آلاف فلسطيني بينهم ما يقارب 12 فلسطينية و700 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 12 17 عاماً لوصمة عار في جبين العالم المتحضر".

وألقت كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عضو الأمانة العامة للإتحاد في لبنان آمنة سليمان جاء فيها: "ليس غريباً على المرأة الفلسطينية أن تجعل من عيدها وقفة للتضامن مع أسرى الحرية، وهي صاحبة السجل المشهود له بالكفاح والتضحية، ولطالما كانت شريكة نضال ومعاناة وصمام أمان للأسرة وخير سند للرجل، فآلاف الفلسطينيات قضين ما بين شهيدات وجريحات أو معتقلات ومبعدات وأخيراً أَسيراتفي المعتقلات الإسرائيلية".

وطالبت سليمان الشرعية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بإلزام إسرائيل باحترام الاتفاقيات والمعاهدات ومنها بشكل خاص اتفاقية جنيف المتعلِّقة بحماية المدنيين والأسرى في زمن الحرب، مؤكدةً أن الممارسات الإسرائيلية تدفع القيادة الفلسطينية لمزيد من الإصرار على التمسك بالثوابت الوطنية ورفض التفاوض في ظل استمرار الاستيطان وعدم إطلاق سراح الأسرى.

كما نوَّهت سليمان إلى أن مصادقة الرئيس محمود عباس على وثيقة الأمم المتحدة المتعلِّقة بإنهاء العنف ضد المرأة تُعدُّ تعبيراً صادقاً عن مواقف الرئيس والقيادة الفلسطينية أيضاً، خاتمةً بالتشديد على استعادة الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، على قاعدة الشروع الفوري بتطبيق الاتفاقات الموقعة كوثيقة الأسرى، ووثيقة الوفاق الوطني لتسريع خطوات المصالحة الفلسطينية إضافةً إلى دمج المرأة في اللجان لتعكس رؤيتها النسوية والمجتمعية؛ وإخضاع إسرائيل لمحاكمة دولية لقتلة الأسير الشهيد عرفات جرادات باعتبارها ترقى لمستوى جريمة حرب، والضغط لإطلاق سراح الأسرى؛ وتطبيق القرارات الدولية على الدولة الفلسطينية المحتلة وخاصة ذات الصلة باتفاقية جنيف؛ وفك الحصار عن قطاع غزة والضفة الغربية؛ وتحييد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين عن الصراع الدائر في سوريا إلى جانب مطالبة الأونروا بتلبية احتياجات النازحين الفلسطينيين من سوريا، وتسريع العمل بإعادة أعمار مخيم نهر البارد.

  وتخلل المهرجان قيام سليمان بتكريم كل من الإعلامية "زينة عبد الصمد"، والمناضلة "جمانة مرعي". وبعد المهرجان نظم الاتحاد مسيرة راجلة انطلقت من أمام مقر الحفل وصولاَ إلى مدخل المخيم، حيثُ رفعت المشاركات أعلام فلسطين وشعارات من وحي المناسبة، وهتفن لفلسطين والأسرى.