نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ندوة سياسية في مخيم برج البراجنة، حاضر فيها الناطق الرسمي لحركة "فتح" في الضفة الغربية أسامة القواسمي، بحضور عضو إقليم لبنان د محمد داوود، وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة المنطقة، وممثل سفارة دولة فلسطين خالد عبادي، والكوادر التنظيمية في الشعبة الجنوبية، وممثلو قوى الأمن الوطني في مخيم برج البراجنة.

قواسمي تحدث عن انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي لم تكن انطلاقة عبثية ولم تكن فقط تهدف إلى إطلاق الرصاص وإطلاق الصواريخ إدراكاً من الثلة الأولى التي توضأت فجراً وأقسمت يميناً أن فلسطين وطناً، وشعبها حراً عزيزاً، إن البندقية يجب أن تطلق نحو الهدف الحقيقي وهو العدو الصهيوني وأن العمل السياسي يجب أن يكون مرادفاٌ للعمل المقاوم على الأرض انطلاقاً من كمال عدوان إلى ما قال أن العمل السياسي يجب أن يقصد العمل الميداني وإلا تكون البندقية بندقية في يد قطاع طرق، لم نكن في يوم من الأيام هدفنا أن نستشهد من أجل الشهادة أو نعتقل من أجل الاعتقال ويسجل عنا شهداء وأسرى ولكن كان العمل السياسي من الخلية الأولى في خمسينات وستينيات القرن الماضي كان له الأثر البالغ في الوصول إلى ما وصلنا إليه الآن.

الإستراتيجية الصهيونية والرد الفلسطيني: انطلقت الفكرة الأولى من مقولة واضحة ما زالت الحركة الصهيونية متمسكة بها تماماً وهذه الحكومة اليمينية المتطرفة بالأمس التي شكّلت، تعبّر عن استمرار لذات النهج الذي فكروا فيه منذ مئة عام "أرض بلا شعب لشعب بلا وطن" هذه هي الإستراتيجية الصهيونية التي عملت عليها فكرة وإستراتيجية وممارسة على أرض الواقع مسنودة من قوى عظمى في ذلك الوقت هما بريطانيا وفرنسا، وبعد ذلك تسلمت زمام المبادرة أمريكا وتواطؤ عربي غير مسبوق دليل في 65 في معركة عيلبون ماذا خرجوا علينا الدول العربية؟ توقيت خاطئ وتكتيتك خاطئ وتفجير خاطئ، كان لهم هدف كانوا لا يريدون أن يبينوا عجزهم. وخرج الشعب الفلسطيني وبعدها خرج ياسر عرفات وأبو جهاد وأبو إياد والكمالين وماجد وشهداؤنا الأبرار ليعلنوها مرحلة جديدة عنوانها لا رجوع ولا استسلام وأن لنا أرض، ولنا شعب، ولنا هوية، كانت الإستراتيجية هنا أن نسقط المؤامرة الإسرائيلية فكانت العمليات وكان القرار الأول مدعوم بالجهد السياسي الفلسطيني غير المسبوق في العام 74عندما تم استصدار أول قرار في الأمم المتحدة يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وهو القرار( 2321 ).

كانت الضربة الأولى للمشروع الصهيوني ونحن نقول دائماً الانجاز بحجم المؤامرة، بحجم التحديات المفروضة علينا. قال أحد المؤرخين نحن نقاتل دنس التاريخ وعقد التاريخ عندما نقاتل الحركة الصهيونية ووراءها ما وراءها وأن ما صب على الشعب الفلسطيني من جهنم من أجل تذويبه في المجتمعات العربية في خمسينيات القرن الماضي، كانت كفيلة أن تمحي شعوباً كبيرة من وجودها كلياً.

مراحل النضال الفلسطيني العسكرية والسياسية: كانت المرحلة الأولى من النضال هدفنا إرجاع الهوية الوطنية على الصعيد الدولي وكان القرار الأول عام 74 وكان قرار اللجنة المركزية الاستمرار بالكفاح المسلح حتى يتم اعتراف دولي بحق الشعب الفلسطيني بدولة فلسطينية. وفي عام 88 كان اعلان ياسر عرفات في المجلس الوطني في الجزائر، الدولة الفلسطينية، وكانت المحطة الثانية بغاية الأهمية وأن بدأت الاعترافات الثنائية بالدولة الفلسطينية، و أن كنا تحت احتلال كان الاعتراف باليوم الأول والثاني تجاوز 80 دولة. لم يكن كفاحنا المسلح من أجل الكفاح المسلح ولكن من أجل إسقاط فكرة صهيونية في كل مكان وفي الأمم المتحدة من أجل إسقاط الهوية الفلسطينية.

كان الانجاز الأكبر عام 93 (اتفاق أوسلو) بغض النظر ما يقال عن اوسلو ما رآه ياسر عرفات في اتفاق أوسلو أن الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة في تاريخها تعترف بأن للشعب الفلسطيني ممثل أسمة منظمة التحرير الفلسطينية.

بعد عام 93 تغيرت الاستراتجية الفلسطينية من الكفاح المسلح ولم يعد خيارانا الأول وإنما خيارنا هو استكمال المشروع القانوني والسياسي في المحاكم الدولية ولكننا لم نسقط خيار الكفاح المسلح ولكننا نتعامل  مع الواقع السياسي وفقاً للمصلحة والظروف العربية والدولية.

عام 98 عندما تم المساس بالمسجد الأقصى قدمت حركت "فتح" 140 شهيداً وقتل 32 اسرائيلياً.

 بعد أوسلو وفي عام (2000 ) عندما تم محاصرة ياسر عرفات في كامب ديفيد ظهر القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ياسر عرفات كان الرجل المستقبل  بشهادة الأمريكيين حين قال أنا لن أوقع على أي اتفاق ينقص من حق العودة للاجئين الفلسطينيين والقدس وأنا "بدعيكم تمشوا بجنازتي قبل ما أوقع" وفعلاً دعاهم يمشوا بجنازته عبر التحدي والارادة الفتحاوية الفلسطينية وشكل هذا الرجل مفاصل وتاريخ وحياة سيبقى مدرسة وعنواناً نهتدي به الطريق إلى أن نصل إلى مبتغانا.

مرحلة اغتيال أبو عمار ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية: وبعد ذلك تم محاصرة ياسر عرفات ومن ثم تسميمه وكان الهدف من ذلك هو تقسيم الشعب الفلسطيني والبدء في محاولة تصفية القضية الفلسطينية ظناً منهم أن فتح ستختل وستنشق ولن يأتي وريث لياسر عرفات يكمل المشوار بقناعتهم أن الرئيس أبو مازن رجل سياسي فاستلم الرئيس محمود عباس الراية وله طريقته الخاصة ولكن لم ولن يحيد عن ثوابت ياسر عرفات. الرئيس ما تعرض له منذ 8 سنوات لا تستطيع جبال أن تتحمله ووضع إستراتجية منذ اللحظة الأولى وقال لا يوجد من يدعمنا وأدرك تماماً التحالف الإسرائيلي الأمريكي لم ولن يتغير فقرر استراتيجية مغايرة تحفظ شعبنا الفلسطيني وتحفظ حقوقنا وانجازاتنا وتضحيات شعبنا وشهدائنا.

إستراتجية أبو مازن تتضمن أربع نقاط: الحرب.. المعركة.. السياسة.. وعدم العودة إلى مفاوضات ثنائية والذهاب إلى المنظمات الدولية، وأخذت 4 سنوات في التحضير، فعمل ما عمل من علاقات سياسية مع دول الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية إلى أن أتت اللحظة المناسبة وحصدنا عمل أربع سنوات، وأنجزنا انجازاً في غاية الأهمية، ويعتبر الانجاز المفصلي في تاريخ القضية الفلسطينية هو اعتراف العالم بالأمم المتحدة بدولة فلسطين لأول مرة هذا أسقط المشروع الإسرائيلي تماماً كانت ضربة في منتهى الصعوبة لإسرائيل وأمريكا.

الممارسات الإسرائيلية وكيفية مواجهتها: إسرائيل تمارس أبشع السياسات على الأرض تهود وتستوطن وتعتقل، ندرك ونعلم أنه بالإصرار على الحق والتمسك بالثوابت والوحدة الوطنية نستطيع أن ننتصر. إن صراعنا مع إسرائيل بحاجة إلى صبر ووحدة وطنية وإلى مزيد من الجهود لنحقق انجازات في سبيل القضية الفلسطينية.

وتساءل قواسمي: أين نحن الآن من حلم ياسر عرفات، من الدولة الفلسطينية، من عودة اللاجئين، هل نحن نسير في الطريق الصحيح؟ أم نحن قد حرفنا البوصلة إلى ما لا نريده؟ أقول لكم أننا اليوم كشعب فلسطيني في أفضل أوضاعنا السياسية منذ أن انطلقت الثورة الفلسطينية، نحن اليوم دولة فلسطينية معترف بها في الأمم المتحدة، نحن اليوم معترف بنا من 138 دولة تعترف بنا ثنائياً هناك عقوبات متصاعدة على إسرائيل، هناك عزلة لسياسة نتنياهو العنصرية الاستيطانية بطريقة غير مسبوقة على الاطلاق في تاريخ القضية الفلسطينية، ونحن أيضاً شعب فلسطيني واحد بغض النظر أينما وجد.

الوحدة الوطنية وحماس: "نحن نمد يدنا دائماً لحركة "حماس" للوحدة الوطنية لأننا من البيان الأول الوحدة هي أحد أسس وركائز الانتصار وهذه حقيقة لا يمكن أن نتخلى عنها إدراكاً منا أن الوحدة هي مصلحة فلسطينية عليا والانقسام هو مصلحة اسرائيلية استراتجية".