سامر العيساوي وايمن شراونة وجمال وغيرهم من ابطال اسرى الحرية يتابعون باسم الشعب الدفاع عن حرية وكرامة الشعب العربي الفلسطيني. كل صباح ومساء يدقون على جدران خزان الحرية. رافعين الصوت عاليا ضد دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية وسياساتها الاجرامية، وانتهاكاتها الخطيرة لمواثيق وقوانين الامم المتحدة وحقوق الانسان، رغم وهن وإنهاك الجسد من الاضراب عن الطعام لمئات الايام.
مضى على إضراب سامر (210) ايام، ولم تهن عزيمته رغم إصرار قضاة محاكم التفتيش الاسرائيلية على مواصلة اعتقاله، غير عابئين نهائيا بحياته. لكنه ورفاق الدرب من اسرى الحرية، ما زالوا يضيئون شمعة الحرية في ظلام السجن الاسرائيلي، ويحملون راية السلام والحقوق السياسية دفاعا عن قيم التحرر الوطني وحقوق الانسان ليس في إسرائيل الفاشية فقط، بل في كل بقاع الارض، ليميطوا اللثام عن وجوه قادة الدول والاقطاب وخاصة في الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا، الذين يدعون زورا وبهتانا، انهم مدافعون عن تلك الحقوق.
معركة الامعاء الخاوية لابطال الحرية والسلام الفلسطينيين تتوسع وتتصاعد حيث اقدم أمس الثلاثاء (800) سجين في باستيلات «إيشل وريمون ونفحة» إضرابا عن الطعام تضامنا مع سامر وايمن وكل الاسرى المضربين. كما ان الاسرى الابطال في سجن شطة، سيبدأون الاضراب اليوم لذات الهدف والغاية ولتوسيع نطاق معركة البطولة والصمود الاسطوري في مواجهة قيد السجان حتى ينكسر القيد.
هذه المعركة البطولية، كان من المفترض ان تكون من البداية، معركة جماعية لكل اسرى الحرية، وعدم تجزئتها، ووقوفها على عدد من الرموز الابطال كسامر وايمن ومن يشاركهم الاضراب ومن سبقوهم في الاضراب. لأن قيمة وأهمية المعركة لا تكمن فقط في حجم ومستوى التضامن الوطني والقومي والاممي، بل في مدى وقدرة ابطال الحرية على رفع راية اهدافهم الى اعلى نقطة في المواجهة لفضح دولة الابرتهايد والارهاب المنظم الاسرائيلية ومن يقف معها، او يطأطىء الرأس لها، ويصمت على جرائمها وانتهاكاتها الخطيرة لكل المواثيق والاعراف والقوانين الدولية.
معركة الامعاء الخاوية البطولية، ليست معركة سامر او ايمن او جمال او خضر او اي مناضل وحده، بل هي معركة الاسرى جميعا، ومعركة الشعب قيادة واحزابا وقوى وفصائل وقطاعات ثقافية واعلامية واقتصادية، ومعركة كل انصار الحرية والسلام في العالم، معركة الامم المتحدة ولجنة حقوق الانسان التي عليها مسؤوليات خاصة تجاه الاسرى الابطال.
كما على الرئيس الاميركي اوباما مسؤولية كبيرة، القادم للمنطقة في النصف الثاني من آذار/ مارس القادم تجاه ابطال الحرية والضغط على إسرائيل الخارجة على القانون، وأياً كانت درجة ومستوى التحالف الاستراتيجي معها، بالضغط عليها للافراج الفوري عن الاسرى الفلسطينيين دون شروط مسبقة، وايضا على الاتحاد الاوروبي مسؤولية كبيرة وممارسة ذات المهمة من خلال الضغط المشترك والمستقل على حكومة نتنياهو للافراج عن اسرى الحرية، ليس فقط الافراج عن سامر وايمن ومن معهما من المضربين، بل الافراج عن كل الاسرى الابطال، لدفع عملية السلام للامام، لأن ملف الاسرى كان وما زال جزءا اساسيا من ملفات الصراع، ودون الانتهاء من هذا الملف، لن تكون هناك تسوية ولا سلام في المنطقة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها