- أبو العردات: النشاشيبي ابن القدس صرف كل حياته وعينه على الأقصى وروحه في فلسطين

في وجه الآلام والدماء التي تسيل في كل أرجاء وطننا العربي.. نطلق دعوة بأن لا شيء يعلو فوق النضال من أجل فلسطين، لأتها توحد والابتعاد عنها يفرق.

- النشاشيبي: نطالب الدول العربية بمساعدة الشعب الفلسطيني والمقاومة الشعبية ليست البديل عن المقاومة المسلحة

استضاف المنتدى القومي العربي في ذكرى "يوم الارض" في حفل عشائه الدوري الاستاذ محمد زهدي النشاشيبي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك يوم الثلاثاء 31\3\2015.

 حضره رئيس المنتدى القومي العربي د. محمد المجذوب، المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي خالد السفياني، وحشد من أعضاء المؤتمر القادمين من مصر وسوريا والعراق والبحرين وعُمان والكويت واليمن والأردن وفلسطين والجزائر وتونس والمغرب للمشاركة في أعمال المؤتمر الذي اختتم أعماله مساء اليوم ذاته.

كما حضر رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا، نائب مصرف لبنان سعد العنداري، والنائب السابق عدنان طرابلسي، الشيخ حسين غبريس والشيخ ماهر مزهر عن تجمع العلماء المسلمين، السفير السابق جهاد كرم، عضو المجلس الثوري لحركة فتح آمنة جبريل ، أمين سر حركة فتح في بيروت سمير أبو عفش، وممثلو فصائل الثورة الفلسطينية والأحزاب والقوى الأسلامية الفلسطينية، رئيسة الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني سامية خرطبيل. رئيسة المؤسسة الوطنية للرعاية الاجتماعية (بيت أطفال الصمود) د. نجلاء نصير بشور، وكريمتا المحتفى به السيدتان عنبر ورولا وعائلاتهن وأصدقائهن. أعضاء اللجنة التنفيذية للمنتدى القومي العربي

افتتح الحفل منسّق انشطة المنتدى القومي العربي الاستاذ عبد الله عبد الحميد بكلمة ترحيبية، جاء فيها:  في يوم الارض يسرنا ان يكون ضيف عشائنا الدوري في المنتدى القومي العربي ابن القدس، احد الرموز المؤسسة في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو لجنتها التنفيذية الاستاذ محمد زهدي النشاشيبي. وعرض عبد الحميد سيرة المحتفى به منذ ولادته في القدس قبل 90 عاماً حتى تبؤه أعلى المناصب في منظمة التحرير.

        ثم تحدث أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات فقال:  "نجتمع اليوم لتكريم ابن القدس البار، ابن فلسطين، في عاصمة فلسطين الثانية في بيروت، المدينة التي اعطت لفلسطين والقدس ما عجزت عنه مثيلاتها من  العواصم.

        مضيفاً: لا شك ان الاخ الكبير محمد زهدي النشاشيبي صرف كل حياته وعينه على الأقصى وروحه في فلسطين، وقلبه يخفق لعلم فلسطين يرفرف فوق مآذن القدس وابراجها وكنائسها وأسوارها، لكنه في سيرته ومسيرته أدرك ان بداية الطريق هي بيروت ودمشق والقاهرة والرياض وعمان وبغداد. لذا وبقدر ما تتجلى هويته الفلسطينية عبر سنوات النضال الطويلة، بقوة هائلة، تتجلى أيضاً هويته العروبية القومية بسطوع لا يقل عن هويته الفلسطينية، فلا تناقض، بل كل التناغم بين الهويات النضالية الشريفة".

        وتحدث ابو العردات عن حياة النشاشيبي المليئة بالنضال من اجل فلسطين، وختم بالقول لقد خاض المناضل الكبير حربه الفدائية على طريقته وبصمت الكبار، واصرار المناضلين، واننا ندين للمناضل محمد زهدي النشاشيبي، بصفته الاب الشرعي للرقم الفلسطيني بانجاز له اثره الكبير ودوره الفاعل في حضور قضيتنا العادلة حتى نحرز النصر ونسجل اسم هذا الشيخ الجليل بأحرف من نور على جدران وبوابات القدس عاصمة دولة فلسطين المستقلة.

 

من جهته، قال الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي معن بشور:  "الاخ الكبير ضيف هذا العشاء الدوري للمنتدى القومي العربي الاستاذ محمد زهدي النشاشيبي قبل ان اتحدث عن ضيفنا الكبير اليوم لا بد ان نرحب  بالشخصيات العربية الموجودة معنا  والتي كانت تشارك في المؤتمر القومي الاسلامي، وعلى رأسها  المنسق العام الذي انتخب بالأمس، منسقاً عاماً بإجماع الحاضرين، وهو المناضل المغربي من اجل فلسطين،  ورئيس مجموعة العمل الوطني  من اجل فلسطين في المغرب العربي منظم المظاهرات المليونية في المغرب،  اننا نرحب بهم  فردا فردا نرحب بالآتين من المغرب والجزائر وتونس، والآتين من العراق وفلسطين وسوريا والآتين أيضاً من كل جوانب الوطن العربي ومصر والبحرين وعًمان فمعنا رئيس اتحاد كتاب وادباء عًمان الاخ خميس عدوي وكذلك الآتين من اليمن، وفلسطين هي ضيف العشاء".

        واضاف بشور: "ان هذا المؤتمر الذي انعقد على مدى يومين كان نقلة نوعية في الحياة السياسية العربية، كان الكثير يظنون ان الآتين من هنا وهناك  ستتفجر خلافاتهم في ردهات المؤتمر، ولكن رغم الخلافات الواسعة كان هناك حرصاً  ان تبقى  لغة الحوار هي اللغة السائدة، وان نعلن ما نتفق عليه وفي نفس الوقت نتجنب ما نختلف حوله، لذلك هذه الروح، روح  الحوار، روح التلاقي، روح التفاهم،  بين مكونات الأمة  في هذا الجو الاليم الذي نعيشه، هي الطريق الوحيد لكي نخرج مما نحن فيه".

        وتابع بشور: "نحن اليوم نلتقي في عشاء حميمي في حضرة شخصية كبيرة ولكن هناك  الام في كل ارجاء وطننا العربي ، هناك دماء تسيل، هناك دمار يعم، فهل هناك تناقض؟ نحن نقول حين نلتقى حول فلسطين فإنما نطلق  دعوة في كل مكان ان لا شيء يعلو فوق النضال من اجل فلسطين، فلسطين توحد والابتعاد عنها يفرق، يقولون ما رأيكم في هذا الحدث، ما رأيكم في هذه الحرب نرد بكلمة واحدة "فلسطين"، لنذهب إلى فلسطين جميعاً وهناك نتوحد وهناك نتجاوز الكثير من عصبياتنا".

        واستطرد قائلاً: "فلسطين هي الارض التي نحتفل اليوم بذكرى يومها، ففي هذا اليوم انطلق من قلب فلسطين المحتلة في 30 اذار 1976، شعب فلسطين ليؤكد تمسكه بكل حبة تراب من ارضه رغم كل شيء، رغم التسويات، رغم الاتفاقات، رغم التنازلات من هنا وهناك، لكن يوم الارض يذكرنا ليس فقط بحدود 1967، يوم الارض يذكرنا  بكل فلسطين من البحر إلى النهر".

        وحين نتحدث عن الحوار وعن النضال، وحين نتحدث عن فلسطين وعن الارض، من هو اجدر بالحديث عنها من محمد زهدي النشاشيبي الذي يمثل هذه القيم جميعاً، محمد زهدي النشاشيبي ابن التسعين عاماً امضى منها سبعين عاماً في النضال والجهاد، في جيش الانقاذ وفي كل المعارك، امضى منها خمسين سنة مؤسسا وعضواً في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، كان في كل الخلافات جسراً لتجاوز الانقسامات، لذلك احبه الجميع ووقف إلى جانبه الجميع، لانهم ادركوا ان ابن القدس لا يمكن الا ان يكون جسرا بين كل ابناء فلسطين، بل بين كل ابناء الأمة العربية.

        وتابع بشور: "فمن امثال ابو زهدي النشاشيبي نستمد القوة للاستمرار على طريق فلسطين وعلى طريق النضال، حين نرى رجلاً بهذا العمر، والذي ولو رأيتموه في المؤتمر بالأمس كيف كان يتحدث ويشارك، تستغربون كيف يحمل رجل بهذا العمر كل هذه الهمّة أطال الله في عمره".

طبعاً حين نتحدث عن هؤلاء الرجال فبيننا اليوم الكثير منهم، ولكن لا بد من تحية خاصة هنا لمجاهد آخر موجود بيننا اليوم وهو من مجاهدي الجزائر الذي امضى العمر في الجبال، والنضال والسجون والقتال، هو المجاهد الرائد الخضر بورقعة من القادة الميدانيين للثورة الجزائرية والذي يكمل هنا مع أبو زهدي وثلة المناضلين المجتمعين من المفكرين والعلماء والشرفاء يكملون بعضهم  البعض في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة، والتي بدأت بشكل خاص مع نكبة فلسطين ثم نكبة العراق التي لم تكن فقط في الاحتلال الأمريكي وإنما في التعايش معه والاعتراف به وبآثاره فنفتح الباب واسعاً أمام كل من يستقوون بالأجنبي على بلادهم وشعوبهم.

وختم بشوّر: "من أراد أن يطفئ هذه النيران المشتعلة هنا وهناك، عليه أن يطفئها في العراق أولاً لأنه من هناك انطلقت الفتنة على صهوة جواد أمريكي وأغرت جهات كثيرة لإمتطائها".

        بدوره شكر النشاشيبي القيمين على الحفل وخص بالتحية الدكتور محمد المجذوب رئيس المنتدى والرئيس المؤسس الاستاذ معن بشور، والأخ فتحي أبو العردات، وقال" "انني اشعر بكثير من الاعتزاز لوجودي بينكم واني سأحمل هذا اللقاء إلى ابد الابدين".

        واضاف قائلا: "اسمحوا لي ان انقل اليكم تحية القدس والمسجد الاقصى المرابطين فيه، تحية كل مناضل فلسطيني من قطاع غزة إلى الخليل ونابلس وكل بقعة في فلسطين، سنذكركم جميعا بهذه الحفاوة التي لا تستطيع كلماتنا ان تعبر عن شكرنا للأخوة جميعاً  انه لقاء نعتز به.

        وحيّا النشاشيبي الموقف الذي تجلى مؤخرا في جامعة الدول العربية، والموقف النضالي في القدس والتضامن العربي مع الشعب الفلسطيني، حيث اكد الامين العام لجامعة الدول العربية امام القمة العربية في شرم الشيخ بضرورة اعادة النظر إلى اداء جامعة الدول العربية وبيئتها ومؤسساتها  لمواكبة التغيير الذي يشهده العالم العربي اليوم مشيرا إلى مشروع الميثاق بصيغته المعدلة".

        وتابع قائلا: "تأكيداً لقول الامين العام فان المنطقة لن تنعم بالسلم والاستقرار والامن طالما استمر الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية مهدداً امتنا العربية، ان الخطر الصهيوني لا يقتصر على فلسطين ان  اطماعهم من الفرات إلى النيل، ولكن لن يتحقق أي هدف لهم ، ان شعبنا وامتنا العربية والاسلامية واقفة بالمرصاد لكل محاولة اسرائيلية بالتعدي على شعبنا وعلى حقوقنا وعلى وطننا وعلى كرامتنا".

        وطالب النشاشيبي الدول العربية بمساعدة الشعب الفلسطيني في نضاله مثمنا دور المؤتمر القومي الاسلامي  في دعم نضال الشعب الفلسطيني وتساءل  النشاشيبي عن القوة العربية المشتركة اين كانت عندما كان العدوان الاسرائيلي على غزة  والذي استمر 51 يوما، فغزة تناديكم وتناشدكم  الوقوف إلى جانبها ، والضفة الغربية والقدس المحتلة المسجد الاقصى يشكو إلى الله هذا العدوان عليه فكونوا  معنا وكونوا مع شعبكم ومقدساتكم.

        كما طالب النشاشيبي  القمة العربية بأن تتخذ قرارا يكون من اهم اهداف هذه القيادة المشتركة  لتشكل نقلة  نوعية في الصمود العربي بالوقوف في وجه أي عدوان اسرائيلي، لتؤكد ان الأمة العربية والاسلامية تقف إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني من اجل استعادة حقوقه الوطنية.

        وتابع: الشعب الفلسطيني رغم كل المآسي التي يمر بها يعاهدكم الاستمرار في النضال  بكافة اشكاله، فالمقاومة المسلحة هي الوسيلة الوحيدة  لاستعادة الحقوق الوطنية، والمقاومة الشعبية ليست بديلا عن المقاومة المسلحة لأنها الوحيدة القادرة  على ان تجبر العدو على انهاء الاحتلال والتسليم بحقوق شعبنا ولذلك فلنرفع راية المقاومة عاليا متمنين الوقوف دائما إلى جانب المقاومة حتى تحقق اهدافها الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال."

        وختم بالقول: "ان تداعيات الاحتلال كثيرة وفي مقدمتها الاستعمار الاستيطاني، وجدار الفصل العنصري، ومحاولة تهويد القدس، كل هذه الاجراءات في نظر القانون الدولي غير شرعية، وبالتالي يصبح نضالنا ضد الاستعمار الاستيطاني والجدار العنصري شرعياً، كما يصبح ضد مشاريع تهويد القدس شرعية".

        وعن إتفاقية أوسلو قال النشاشيبي: "لا بد من اعادة النظر في اتفاق اوسلو بسبب عدم التزام اسرائيل بالاتفاقات المترتبة عليها  ولا بد من تدخل المجتمع الدولي لرفع الحصار الظالم عن قطاع غزة ومناشدة الدول المانحة إلى الاسراع في تحويل الاموال  التي تعهدت بها لإعادة اعمار قطاع غزة والضغط على الكيان الصهيوني لمنعه من عرقلة اعادة اعمار القطاع".

        وعن المؤتمر القومي الإسلامي قال: "نحن نتطلع إلى المؤتمر القومي - الاسلامي ليشكل البعد القومي والاسلامي  لنضال شعبنا الفلسطيني وندعو إلى حوار مع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لدعم الشعب الفلسطيني لتفعيل اساليب وادوات هذا الدعم".

وبعد ذلك سلمّ كل من المجذوب والسفياني وأبو العردات درعَي المنتدى القومي العربي والوفاء لفلسطين للنشاشيبي، فيما سلمه درع فلسطين المقدم من منظمة التحرير الفلسطينية كل من بشوّر وأبو العردات وآمنة جبريل.