على هامش زيارته لبيروت، التقى مساعد مفوض العلاقات الدولية لحركة "فتح" الدكتور حسام زملط سفير جنوب إفريقيا وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، يرافقه مسؤول الشؤون الإدارية في سفارة فلسطين في لبنان خالد عبادي، وقيادة الحركة في بيروت، حيث كان في استقبالهما أمين سر قيادة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة المنطقة، وعضو إقليم لبنان د. سرحان سرحان، وانضم إليهما فيما بعد أمين سر الساحة فتحي أبو العردات، وقائد القوة الأمنية في لبنان منير المقدح، وذلك في مكتب القيادة في مخيم مارالياس.

اللقاء كان هاماً ومطوّلاً طرحت فيه العديد من المواضيع السياسية والتنظيمية والتحركات الدبلوماسية الفلسطينية والواقع الفتحاوي في الداخل والشتات، والوضع الفلسطيني ما قبل اتفاقية أوسلو وما بعدها، والانقسام الفلسطيني، والضغوطات التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية، والعنصرية والتطرف الإسرائيلي، والمقاومة الشعبية، وحقبة الرئيس أبو عمار واتفاقيات كامب دايفيد والعلاقة والوعود الأمريكية وحصاره من العام 2000 لغاية العام 2004 .. والحقبة الثانية هي حقبة الرئيس أبو مازن الذي استطاع توحيد السلاح الفلسطيني، والإنجازات  السياسية والتحركات الدبلوماسية.

السفير زملط وبعد زيارته لمخيمات بيروت أبدى إعجابه ودهشته من الوحدة الفلسطينية المتمثلة بوحدة كافة الفصائل المتواجدة على هذه البقعة الصغيرة.

واعتبر أن هناك خطان للدبلوماسية الفلسطينية: خط تدويل المفاوضات وهذا يؤدي إلى الأمم المتحدة، وخط تدويل القضية الفلسطينية، وبالطبع هذا يؤدي إلى الجنائية الدولية، مشيراً أن أكثر ما يخيف إسرائيل هي الجنائية الدولية، وليس الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن. أما مسيرات التدويل فتقوم على: الاعترافات – المقاطعة – الجنائية الدولية.

ولفت إلى أهمية المقاومة الشعبية والمقاطعة اللتان لا تقلان أهمية عن المعركة العسكرية وهذا ما يخيف إسرائيل.

وفي ميزان الربح والخسارة اعتبر الدكتور زملط أن إسرائيل خسرت المعركة الأخلاقية مع لبنان وفي عدوانها على غزة. أما السلطة فقد انتصرت قانونياً، وربحت المعركة السياسية وتم حسمها في الأمم المتحدة التي اعترفت بفلسطين دولة، حيث أن الدول التي اعترفت بفلسطين أكثر من تلك التي اعترفت بإسرائيل، أما السلطة فقد خسرت المعركة الداخلية وهي معركة البناء التي لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية.

وعن الانقسام الداخلي رفض زملط المقارنة بين حركة "فتح" وحركة "حماس"، معتبراً أن حركة "فتح" لها مشروعها الوطني، ولها حكومة ورئيس ومؤسسات وتضامن سياسي وشريعة داخلية ودولية، لافتاً أن حركة "حماس" هي نزيف داخلي ونحن لن نقاتل أبناء شعبنا.

ودار نقاش مطول شارك فيه أبو العردات والمقدح وأعضاء المنطقة تمحور حول المواضيع المطروحة وحول بناء الكادر الثوري والعودة إلى فتح والتنظيم وحول الوضع الفلسطيني على الصعيد اللبناني.

وأكد أبو العردات على الدور التي قامت به حركة "فتح" في لبنان وهو إتباع سياسة الحياد الايجابي من الأزمة اللبنانية، وإنها كانت صمام الأمان للسلم الأهلي، وهذا طبعاً باعتراف المسؤولين اللبنانيين.