لم يكن هذا عنوان ثالث ثلاثيتي عن غزة التي بدأتها قبلأسبوعين لولا العدوان الوحشي الظالم على أهلنا في القطاع ومجريات الأمور وتتابعها وضغطالشارع الطامح الفلسطيني لنصر أكيد في موضوع إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وكم من مرة احتل هذا المطلب الشعبي مساحات واسعة منالخطابات واللقاءات لدرجة أنه بات أقرب إلى كونه شعارا أجوف مله الناس. لكن دماء الأطفالوالنساء من شعبنا والماثلة أمامنا اليوم في غزة لا يمكن لأي عاقل حكيم من أبناء جلدتناإلا أن تكون بالنسبة له مدعاة للملمة الجراح ومداواتها.
وقبل ساعات عدة, وفي مشهد بعث الأمل في صدور الناس,اجتمعت أيادي الخير في الضفة الغربية لتضم قبضات الفصائل الفلسطينية معلنة انتهاء الانقساموالبدء بحملة وطنية وحدوية مقدامة لنصرة أهلنا في القطاع.
لا أستطيع هنا أن أخفي فرحتي بهذا التطور خاصة أمامسنوات طوال من الانقسام وما شكله من نكبة ثانية حلت بشعبنا العظيم . لكن الفرحة الأكبرأن هذا التطور قد لبى نداء أحد الغزيين الأبطال ممن خسر في السابق أحد أبنائه وهاتفنيوالقذائف تتساقط من حول منزله قائلا: لا مانع لدي ونحن تحت القصف أن أخسر المزيد منأبنائي مقابل أن أرى المصالحة تتحقق، فهذا سيكون عزائي الأكيد أمام هذا القتل المجنون.
نعم تباشير المصالحة الفلسطينية موجودة اليوم لكن حمايتهاواجب خاصة وأن سنوات عجافا وتطورات كبيرة قد صاحبت مشهد الشقاق الداخلي. لذا فإن العلاجلا يأتي بالأمنيات والأحلام بل يحتاج إلى زخم متفان من الجميع ومتابعة كبيرة من شبابناالحر الأبي الذي بحت حناجره منذ آذار 2011 وهو يباطح من أجل توحيد الوطن وعزته.
اليوم في رام الله كانت الشرارة التي آمنت بأن الحربلا تدور رحاها بين غزة وتل أبيب بل هي حرب شاملة على الوجود والهوية والبقاء. فقصفغزة وقتل الأطفال والنساء فيها أمام تشجيع مخزٍ من بعض زعماء العالم الذي لا يميز بينالاحتلال والشعب المحتل وبين الضحية والجلاد يقابله قتل للجغرافيا في الضفة الغربيةببناء المستوطنات وتهويد القدس ومصادرة الأرض والماء والهواء. لذا فهذه حرب شاملة علىالجميع وهذا الجميع ذاته هو من يحتاج ان يدعم المصالحة ويحميها عندما يسكت صوت المدافع.
اليوم غزة تحت النار وفيها قبرت أحلام الطغاة ومعهاسيقبر الانقسام.. او لا يقبر؟ نحن الفلسطينيين من سيجيب على هذا السؤال في قادم الأيام!.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها