اجتمع الرئيس محمود عباس، امس، مع رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي في مقر قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة . وجرى خلال الاجتماع استعراض وبحث آخر مستجدات الأوضاع في الأرض الفلسطينية، بالإضافة إلى الجهود والتحركات التي تبذلها القيادة على المسارين السياسي والقانوني لإنهاء الاحتلال وتفعيل قيام الدولة الفلسطينية، والجهود المبذولة لتفعيل عمل حكومة الوفاق الوطني وتقديم المساعدات لشعبنا في غزة .
وقدم الرئيس الشكر للشقيقة مصر على الجهود التي بذلتها لوقف العدوان على قطاع غزة ومناصرتها لدعم حقوق شعبنا .
وبحث الرئيس عباس، مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي آخر مستجدات الأوضاع في الأرض الفلسطينية. وتناول اللقاء الذي عقد في مقر الجامعة العربية على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورتهم الـ142 امس، الجهود والتحركات التي تبذلها القيادة على المسارين السياسي والقانوني لإنهاء الاحتلال وتفعيل قيام الدولة الفلسطينية، والجهود المبذولة لتفعيل عمل حكومة الوفاق الوطني وتقديم المساعدات لشعبنا في غزة .
واستقبل الرئيس عباس، في مقر إقامته بالعاصمة المصرية القاهرة، مساء امس، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير محمد التهامي، ووكيل جهاز المخابرات اللواء طارق سلام، ومسؤول الملف الفلسطيني بالجهاز اللواء وائل الصفتي، والعميد أحمد عبد الخالق.
وأطلع الرئيس عباس، الوزير التهامي على آخر مستجدات الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة. وأشار إلى الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لوضع حد للاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 باعتبارها الهدف الأساسي للشعب الفلسطيني، بالإضافة للجهود المشكورة التي قدمتها مصر الشقيقة لوقف العدوان على شعبنا بغزة.
وقال الرئيس عباس إنه يجب أن يكون هناك سلطة واحدة ونظام واحد، و"لن نقبل أن يستمر الوضع مع حركة حماس كما هو الآن وبهذا الشكل". وأكد في لقائه مع الإعلاميين والمثقفين المصريين، الليلة قبل الماضية، في مقر إقامته بالقاهرة، "أننا لن نقبل أن يستمر الوضع كما هو، ولن نقبل أن يكون بيننا وبينهم (حماس) شراكة إذا استمر وضعهم في غزة بهذا الشكل، فهناك حكومة ظل مكونة من 27 وكيل وزارة هي التي تقود البلد، وحكومة الوفاق الوطني لا تستطيع أن تفعل شيئا على أرض الواقع". وأطلع الإعلاميين المصريين على آخر مستجدات الأوضاع في الأرض الفلسطينية، ومعاناة أبناء شعبنا في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي.
وأشار الرئيس إلى أن القيادة الفلسطينية تبذل كافة الجهود من أجل التخفيف من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والعمل على توفير كافة أشكال المساعدات بشكل عاجل.
وعرض على الحضور خسائر قطاع غزة خلال العدوان الأخير حتى 26/8/2014 وهي كالتالي: 2149 شهيدا منهم 942 طفلا وامرأة ومسنا، و11166 جريحا منهم 5802 طفل ومسن وامرأة، ومجازر نفذت بحق 91 عائلة أبيدت لم يعد لها ذكر بالسجل المدني نتج عنها 532 شهيدا، والمجازر التي نفذت بحق مدارس الوكالة نتج 40 شهيدا، و280 جريحا، و18000 هدم منزل كلي، وهدم 41000 منزل بشكل جزئي، و145 مدرسة متضررة بالإضافة إلى 75 مدرسة وكالة منها تدمير كلي، و7 عيادات ومستشفيات، و13 مركز رعاية أولية، و16 سيارة إسعاف، و180 مسجدا، منها 71 مسجدا دمرت كليا، و10 مقابر إسلامية وواحدة مسيحية.
وأشار الرئيس عباس إلى أن إجمالي النازحين بلغ 461643، منهم 280000 في مدارس الوكالة، و44800 في مدارس حكومية، و138000 إيواء عائلي.
وأكد الرئيس "أننا تأثرنا اقتصاديا بشكل كبير، حيث نحتاج إلى 7 مليارات دولار لنبني خلال 15 عاما ما تم تدميره، مضيفا أن ما حصل في 2014 مئة ضعف عما حصل في 2012 و2009، والذي دمر في 2009 حتى الآن لم يبن، والنتيجة مأساوية". وبين أن أكثر من 120 شابا قتلوا لأنهم خالفوا منع التجول ولم يلتزموا بالإقامة الجبرية التي أبلغوا بها، بالإضافة إلى الإعدامات الميدانية التي نفذت أثناء العدوان على غزة، وعددهم 30-40 شخصا.
وأشار الرئيس إلى أن عدد الشهداء الذين ينتمون إلى حركة "حماس" في العدوان على غزة بلغ 50 شهيدا فقط، بينما الذي استشهد من حركة "فتح" 861 شهيدا. وأكد "أن إسرائيل هي المسؤولة وهي المعتدية على شعبنا في قطاع غزة، والمسؤولة عن كل ما يجري، وبالطبع إسرائيل هي التي قتلت، وفي آخر يومين أخذت تختار الأبراج لتضربها، حيث هناك نوع من الحقد الدفين ضد الشعب الفلسطيني".
وفيما يتعلق بصحة المحضر الذي دار بين الرئيس وأمير قطر ورئيس مكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في قطر، الذي نشر على جريدة "الأخبار" اللبنانية، قال الرئيس "إن ما نسبته 80 -90% هو صحيح، ولكن لا علم لنا كيف تم تسريبه للأخبار اللبنانية وتم مقارنته بمحاضرنا، ولكن بندا واحدا هو غير صحيح وهو إنني قلت إن مصر والأردن والسعودية ضد المصالحة، وهذا لم ولن يخرج على لساني إطلاقا وإنني لا يمكن أن أقول هذا الكلام".
وقال الرئس إن لقاءه مع وزراء الخارجية العرب قي القاهرة هو لوضعهم في صورة الأوضاع الهامة والأخذ برأيهم حول المفاوضات، مضيفا "أننا سنقدم تقريرا مفصلا في الجامعة العربية
وقال: "يوجد لدينا مجموعة من الخطوات وجواب غير تقليدي، وبالفعل هذا الجواب سيكون هذا الشهر لأنه لم نعد نصبر على الاحتلال أكثر من ذلك". وأضاف الرئيس: "كل ما يهمني أن يكون هناك موافقة على الخطوات المقبلة التي ستتخذها الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولكن حركة حماس لا أعول عليها كثيرا لأنها تغير كلامها بين الحين والآخر".