في الذكرى الـ38 لملحمة البطولة والفداء وكي لا ننسى تل الزعتر، أحيت رابطة أهالي مخيم تل الزعتر الذكرى بوضع اكاليل من الورد على النصب التذكاري لشهداء المخيم المنكوب، في مثوى شهداء الثورة الفلسطينية، عند مستديرة شاتيلا، عصر اليوم الثلاثاء 12\8\2014.

وتقدّم المشاركين سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وممثلو فصائل الثورة والقوى الاسلامية الفلسطينية واللجان الشعبية، وقيادة حركة "فتح" في بيروت، ورئيس رابطة أهالي مخيم تل الزعتر الدكتور حسن الناطور وأعضاء الرابطة، وحشد كبير من ابناء وأهالي المخيم الشهيد ومخيمات بيروت.

 وجاء في كلمة السفير دبور: "حتى لا تتكرر، نتذكر ونُحيي اليوم ذكرى استشهاد تل الزعتر، الشهيد الشاهد على المرحلة الصعبة من تاريخ النضال الفلسطيني في السعي لاستعادة الحقّ الفلسطيني في الوطن السليب. فبعد الانتصار الكبير الذي حقّقه الفدائي الفلسطيني في معركة الكرامة والنهوض بالقضيّة والشعب الفلسطيني من رمادِ نكبةٍ ولجوء إلى جمرةِ شعبٍ مقاوم أثبت وجوده على خارطة العالم، وفي والوقت الذي وقف فيه لبنان بأكمله وناصر فلسطين وأهلها، لم يرق هذا لمن يتربصّون الشرّ بأمتنا العربيّة. فكانت المؤامرة للإيقاع بين الإخوة لبنانيين وفلسطينيين، وللأسف نجحوا ودخلنا في صراعٍ لم يخدم قضيتنا الأساسية ووحدتنا كعرب، مسلمين ومسيحيين.

واضاف: "وما أشبه الأمس باليوم، فالأمّة العربية تتعرّض لأخطر مرحلة في تاريخها، ونعلنها اليوم وبهذه المناسبة الأليمة على قلوبنا جميعاً بأننا لن نكون إلاّ عامل استقرار وأمن في لبنان الحبيب الذي احتضن فلسطين وشعبها المصمم على العودة إلى وطنه ودياره. بِاسمه نعلن أننا لن نسمح أبداً بأن نُستَخدَم لتنفيذ أي أجندات تمسّ سيادته واستقراره".

وختم بالقول: "سنبقى على عهد للفصل الأطول في حياتنا والحاضر فينا أبداً الشهيد الرّمز أبو عمار".

وعهداً للشهداء بأن نستمرّ موحّدين، فلسطينيين ولبنانيين، لتحقيق أهدافنا بالحريّة والإستقلال والعودة، ولن تستطيع قوّة على الأرض أن تغيّر الطابع الديني للمسجد الأقصى".

وطالب الناطور في كلمة بإعادة اعمار المخيم، ومخيم نهر البارد، ومخيم النبطية، ومخيم جسر الباشا، وكل المخيمات والتجمعات الفلسطينية، لأنها "رمز لحق العودة المقدس.. ورمز للهوية والكينونة الوطنية الفلسطينية"، ولفت إلى أن ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية في الشتات، وما يتعرض له شعبنا في فلسطين ما هو إلا مخططات للقضاء على القضية الفلسطينية، منوّهًا لحرب الإبادة التي يشنها نتنياهو على شعبنا من اجل المحافظة على حكومته وشعبيته بين الاسرائيليين، ومن أجل ضرب الوحدة الفلسطينية، وإعادة تكريس الانقسام.

وأدان الناطور الموقف الامريكي والاوروبي الداعم للعدوان الاسرائيلي والصمت العربي المريب تجاه المجازر التي يرتكبها بحق شعبنا، وتوجَّه بالتحية الى الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية والى وحدة القيادة العسكرية لكافة الفصائل المقاتلة، مؤكّدًا أهمية تلازم العمل السياسي والعمل العسكري، والانتفاضة الشعبية، مع انتهاج كافة الوسائل النضالية المتاحة لمواجهة العدو الصهيوني.

وناشد الناطور أشقاءنا اللبنانيين الذين رفعوا مع اخوانهم الفلسطينيين لواء المقاومة والنضال وتحملوا الكثير من اجل القضية الفلسطينية منح شعبنا الفلسطيني حقوقه المدنية والاجتماعية، لحين عودته الى وطنه.