المستقبل: هاجس الأمن في «عين الحلوة» يحرّك ملف المطلوبين

رأفت نعيم

يبدو ان الضوء الأمني المسلط على مخيم عين الحلوة هذه الأيام من زاوية الحرص اللبناني الفلسطيني المشترك على عدم السماح باستخدامه ممراً او منطلقاً لأية أعمال إرهابية ضد أمن واستقرار لبنان، على خلفية ما يجري في العراق، أعاد تحريك ملف المطلوبين للسلطات اللبنانية في المخيم، الذي تتسارع فيه وحوله الخطوات الاحترازية على اكثر من مسار امني، ابرزها تحديد آلية زمنية لنشر القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة قبل شهر رمضان، واللقاءات المكثفة والمفتوحة التي تعكف فيها القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية على تسريع عملية الانتشار هذه وتدعيمها بخطوات واجراءات لوجستية واجتماعية وارشادية، وذلك بموازاة تدابير امنية مشددة يتخذها الجيش عند مداخل المخيم وعلى طول حدود محيطه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً .

وعلم في هذا السياق ان ملف المطلوبين لدى القضاء اللبناني بموجب مذكرات غيابية والموجودين داخل المخيم ومن مختلف مكوناته طرح بشكل جدي بين القوى الفلسطينية والسلطات اللبنانية ممثلة بكل من مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور، على اساس ان معالجة هذا الملف كانت من بين البنود الرئيسية ضمن المبادرة الموحدة التي توصلت اليها القوى الفلسطينية قبل اشهر بدعم من الجانب اللبناني للحفاظ على امن المخيمات وتمتين جسور الثقة بين الجانبين الفلسطيني واللبناني.

وبحسب مصادر معنية، فان الجانب اللبناني طلب من القوى الفلسطينية كل على حدة تقديم لوائح بأسماء من يعتقدون ان لهم ملفات امنية او قضائية لدى السلطات اللبنانية للتحقق منها، وللنظر في ملف كل مطلوب والتهمة الموجهة اليه، وتحديد نوع الحكم او المذكرة القضائية الصادرة بحقه وان كانت بناء على تقارير أمنية، أو لأسباب سياسية، والتحقق من صحتها والنظر في امكانية معالجة الملفات «الخفيفة» ولا سيما ملفات بعض الملاحقين في حوادث صغيرة متفرقة كاطلاق نار في الهواء او حيازة سلاح غير مرخص او من وجهت اليه تهمة على اساس إخباريات امنية ومن دون أدلة دامغة او شهود. علماً ان هذه الفئة من المطلوبين تشكل النسبة الأكبر من اجمالي عددهم الذي يتراوح بين 300 و400 مطلوب.

وعلم بهذا الخصوص ان عدداً من القوى الفلسطينية ومن بينها قوى اسلامية قدمت لوائح اسمية بمطلوبين من هذا النوع الى الجهات اللبنانية المختصة للنظر فيها من دون ان يعني ذلك تعهد السلطات اللبنانية بانهاء اي ملف قبل ان يأخذ مساره القانوني والقضائي الطبيعي لتحديد ما اذا كان الشخص المطلوب مداناً ام لا؟

وفي المقابل، ابدت بعض اوساط القوى الفلسطينية ولا سيما الاسلامية منها في المخيم، ارتياحها المبدئي تجاه هذه الخطوة خاصة وانها كانت مطلباً دائماً لها، وسبق واثيرت مع اكثر من مرجعية سياسية وامنية وعسكرية لبنانية ومع فاعليات صيداوية باعتبار انها اذا تمت، تخفف عن المخيم واهله عبئاً ثقيلاً وتساهم في ازالة الكثير من اسباب التوتر الأمني فيه.

 

المستقبل/اللواء: دبور استقبل وفد «مؤسّسة الحبتور» والتقى المفرج عنه الحاج

التقى سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، زياد عيدة رئيس «مؤسّسة خلف

أحمد الحبتور للأعمال الخيرية»، عبد السلام مرزوقي أمين عام المؤسّسة، والدكتور زياد العجوز رئيس «الهلال اللبناني العربي» في مقر سفارة دولة فلسطين – بيروت.

وقدّموا خلال اللقاء 500 حصة غذائية للشعب الفلسطيني ضمن قوافل المساعدات الرمضانية، وقد عبّر السفير عن شكره وتقديره لخلف الحبتور «على اهتمامه وتعاطيه مع إخوانه أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان»، كما أطلعهم على آلية عمل «مؤسّسة الرئيس محمود عباس للطلبة» ورعايتها ودعمها، كما زار برفقتهم «مؤسّسة الضمان الصحي»، وأطلعهم على  آلية العمل المتبعة والخدمات التي تقدمها المؤسسة للشعب الفلسطيني.

وفي السياق، استقبل السفير  دبور، المهندس الفلسطيني بسمان الحاج، الذي يعمل في شركة مقاولات في نيجيريا، والذي اختُطِفَ من قِبل مجهولين وأُطلِقَ سراحة منذ أيام.

وثمّن المهندس الحاج الجهود التي قامت بها السفارة الفلسطينية في لبنان والسفارة الفلسطينية في  نيجيريا والاهتمام بوضعه إلى أن تم إطلاق سراحه.

 

 

المستقبل: فلسطينيو «البص» يحتفلون بمتفوق في الجامعة الأميركية في تركيا

احتفل ابناء مخيم البص للاجئين الفلسطينيين بالطالب محمد اكرم بقاعي الذي تمكن من احراز المرتبة الأولى بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف في كلية الهندسة في الجامعة الاميركية في تركيا.

واستقبل ابناء المخيم ابن مخيمهم الذي يدرس هندسة الكهرباء والإلكترونيات بزفة عرس وورود ونثر الارز.

وتوافدت الى منزل بقاعي قيادات في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية حيث اشار مسؤول الاعلام في فتح محمد بقاعي الى أن هذا النجاج هو نجاح لفلسطين والشعب الفلسطيني .

 

السفير: «الأونروا» من الأردن: الدول المستضيفة تئن.. والمانحة تعٍد

مادونا سمعان

عاد رئيس «لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني» الدكتور حسن منيمنة من الأردن بعد ترؤسه اجتماعات الدورة العادية للمؤتمر السنوي للجنة الاستشارية لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا»، من دون أن يُصدر ما يعرف بـ«رسالة الرئيس» أي الوثيقة التي تتضمن النقاط الواجب متابعتها، والتي ترفع في العادة إلى الأمين العام للأمم المتحدة مع تقرير المفوض العام للوكالة.

وقد أوضح منيمنة لـ«السفير» ملابسات الموضوع، معتبراً إياه ثانوياً أمام التحديات التي يواجهها الفلسطينيون والدول المضيفة كما «الأونروا». وأشار إلى أنه كانت محاولة لإضافة نصّ يشيد بدور «الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب» وهي الهيئة الرسمية السورية، في تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية وغيرها إلى سكان مخيم اليرموك، «فاعترضت بعض الدول، ومن ضمنها لبنان، على اعتبار أنه ليس من مهمة اللجنة الاستشارية ولا الوكالة شكر أي طرف أو هيئة عاملة في المجال». وأمام الإصرار السوري تمّ تأجيل البحث في الموضوع إلى حين إيجاد تسوية مقبولة.

كذلك عاد منيمنة من الأردن مع سلّة جديدة من الوعود بمساعدة لبنان «الذي بات عدد اللاجئين فيه يساوي نصف عدد المواطنين» كما قال للمؤتمرين. وقد طالبهم بالسعي إلى فك الحصار المضروب على مخيم اليرموك في سوريا وضمان عودة النازحين إليه، وتخفيف إجراءات الدخول والخروج حول الضفة الغربية وغزة والقدس وتسهيل حركة الأفراد والبضائع وعدم الضغط على المقيمين بما يتنافى مع الشرائع والقرارات الدولية. وفي ما خصّ لبنان، ناشدهم تلبية النداء الصادر عن «الأونروا» للاستجابة لاحتياجات النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان والدول المجاورة لعدم قدرتها على القيام بواجباتها، وتأمين الموارد المطلوبة لإتمام إعادة إعمار مخيم نهر البارد «لأنه مع نهاية العام 2014، تستكمل أربع رزم من أصل ثمان في عملية إعادة الإعمار لتبقى أربع من دون تمويل، مع ما يترتب على هذا التأخير من أعباء على الدولة اللبنانية والوكالة، وتوتر في صفوف أهل المخيم من الناحية الاجتماعية من الممكن أن تؤدي إلى انفجار أمني في أي وقت».

إلى ذلك شدّد منيمنة في لقاءاته مع ممثلي الدول المانحة والوكالة على ضرورة إيجاد استراتيجيا لتشغيل الفلسطينيين بحسب تفويض الأمم المتحدة عبر إنشاء مؤسسات إنتاجية لهم، وتطوير قطاع التعليم لا سيما في مرحلتيه الثانوية والجامعية.

في الخلاصة، سجّل المؤتمرون ملاحظات منيمنة، وفي حين وعدت بعض الدول بالسعي للمساهمة بسدّ العجز في ما خصّ إغاثة الفلسطينيين والسوريين كما إعادة إعمار نهر البارد، مثل بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة «وهي دول سدّدت وعودها» وفق رئيس اللجنة، أشار ممثلو الدول العربية إلى أنهم سيحملون المطالب اللبنانية إلى حكوماتهم. وبهذا الخصوص يلفت منيمنة إلى انه على الدولة اللبنانية أن تتحرك في هذا الاتجاه وتتواصل مع الدول العربية التي لم تسدد ما وعدت به في ما خصّ الإغاثة وإعادة الإعمار.

يذكر أنه تمّ الإعلان عن خطة استراتيجية متوسطة الأجل خاصة بالوكالة للسنوات الممتدة بين عامي 2016 و2021، سوف يتم الإعلان عنها في تشرين المقبل. وهي في الغالب تتضمن ما يسعى إلى تحقيقه المفوض العام الجديد بيار كرهينبول الذي يحاول جذب أموال جديدة عبر التواصل مع مانحين جدد كالبرازيل، وحثّ القطاع الخاص على المساهمة وضبط الهدر في الوكالة.

على الصعيد الداخلي ما زالت لجنة الحوار بانتظار ردّ رئاسة الحكومة على مشروعي تحويل اللجنة إلى هيئة عليا لإدارة شؤون اللاجئين وإنشاء مرصد لجمع الداتا الكاملة حول الفلسطينيين.

 

السفير: روضة غسان كنفاني: الشمعة الأربعون

زينة برجاوي

تحتفل مؤسسة «غسان كنفاني الثقافية» في مخيم برج البراجنة بعيدها الأربعين. وهي افتتحت للمناسبة، أمس، معرض الرسومات الذي تنظمه كل عام، ويشارك فيه أطفالها الذين يبدعون برسوماتهم التي تتكلم عن وطنهم فلسطين.

داخل قاعة الحضانة، حضر أصحاب الدعوة وهم أطفال مخيم برج البراجنة الذين ترواح أعمارهم بين الخامسة والسادسة. يأخذ هؤلاء أماكنهم على الطاولة المستديرة. ينتظر زوارهم وكل من يرغب بالتعرف الى لوحاتهم، ليقدموا شرحاً عنها. على الطاولة حضرت كتب الصحافي والكاتب الشهيد غسان كنفاني كـ«القنديل الصغير»، و«الشيء الآخر»، و«أطفال غسان كنفاني»، و«أم سعد»... وغيرها. يتصفح الأطفال تلك الكتب التي باتوا يحفظون مضمونها عن غيب. وعلى الطاولة أيضاً، فُرش اسم فلسطين كما خططه الشهيد كنفاني، واستوحى الأطفال منه أفكاراً، فرسموا الكلمة بألوان مختلفة، ومنهم من رسم اسم المدينة أو البلدة التي يتحدر منها.

تلفت السيدة آني كنفاني، أرملة الشهيد كنفاني، التي تولت متابعة مسيرته بعد رحيله، إلى أن «هذا المعرض تحوّل إلى تقليد سنوي تقيمه المؤسسة تزامناً مع ذكرى استشهاد غسان في الثامن من تموز المقبل». وتقول: «إضافة إلى ذكرى الاستشهاد، تحتفل حضانة برج البراجنة بعيد تأسيسها الأربعين، وهي أقدم روضات المؤسسة التي تضم فروعاً في كل من مخيمات عين الحلوة في صيدا والرشيدية في صور والبداوي ونهر البارد في الشمال».

وتؤكد كنفاني «أهمية هذا المعرض الذي يعود ريع رسوماته إلى تأهيل حضانات المؤسسة، إضافة إلى حثّ الأطفال على حسّ الشراكة من خلال العمل الجماعي الذي يشاركون فيه لإنجاز رسوماتهم، وتعزيز قدراتهم الثقافية».

وبالعودة إلى رسومات الأطفال، فهي لا تعتبر بسيطة أو عادية بالنسبة إلى أطفال في الخامسة والسادسة من العمر، بل استغرق إعدادها موسماً دراسياً كاملاً. وتتعّدد اللوحات وتتوّحد أمام قضية واحدة هي فلسطين.

رسمت سيلين أترابها وهم يطردون العدو الذي احتل أرضهم. أمّا كامل الذي يحلم بالحرية، فرسم تمثالاً للحرية التي باتت هاجسه الوحيد. في حين اختارت سيلين أن ترسم ثوباً زهري اللون، وهو الثوب الذي ارتدته يوم افتتاح معرضها.

تشرح معلمة الفنون في الروضة كفاح شحادة لـ«السفير» عن المعرض. تقول إنه تمّ إعداد الأطفال طوال العام الدراسي من خلال حصص تثقيفية عن فلسطين والذكرى الـ67 لـ«النكبة». وتؤكد أن «الأطفال يجسّدون كل شيء يخطر على بالهم، فيرسمون أشياءً عفوية ونابعة من القلب». وعن المواد التي استُعملت لإعداد الرسومات، تقول شحادة إن «الأطفال يقومون في المرحلة الأولى بالرسم على المسودات بقلم الرصاص، وفي المرحلة الثانية يتمّ تكبير الرسومات وإدخال الالوان إليها من خلال الاستعانة بالدهان ومادة الأكريليك».

يستمر المعرض حتى الثامن من تموز الجاري، في مخيمات برج البراجنة، والرشيدية في صور ومخيمي البداوي ونهر البارد في الشمال، في حين تم تأجيل افتتاح معرض عين الحلوة إلى موعد يُحدّد لاحقاً، لأسباب أمنية.

 

السفير: جمال أبو طالب فلسطيني سوري يروي معاناته

كارول كرباج

يعانق جمال أبو طالب أصابع يديه المنهكتين تعبيراً عن عجزه وتشتته في يوميات نزوحه إلى لبنان. وكأن مشهد يديه يعكس حاله منذ وصوله إلى مخيم للنازحين السوريين في البقاع. يصفن لثوان وهو يحاول أن يروي قصته، وكأنه عاجز عن تحديد الحدث الأكثر مأساوية في حياته ليبدأ منه. فيلجأ إلى الترتيب الزمني للحكاية.

جمال (38 عاماً) من أب غزاوي وأم حمصية. نُفي والده من غزة سنة 1970 هرباً من ثأر عشائري بجواز سفر مزوّر. فاضطر للجوء إلى الأردن، ومن ثم إلى سوريا. في حمص، تعرّف على روز، تزوجها ورزق بجمال. حصل بعدها على وثيقة صادرة عن «السلطة الفلسطينية» من مصر (لأنه من غزة)، وتوفي بعد سنتين على ولادة جمال قبل أن يتمكن من التسجيل كلاجئ فلسطيني في «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا». عاش جمال وحيداً مع والدته التي لم تعطه هويتها السورية (لأنه لا يحق للمرأة السورية منح جنسيتها لأولادها).

إلا أن مشكلة عدم حيازته بطاقة لاجئ فلسطيني لم تظهر إلا مع بداية الأزمة السورية. دمّر منزله في حمص واضطر للنزوح مع عائلته إلى لبنان، وهو مصاب بسرطان المعدة منذ أربع سنوات. يتوقف عن سرد التفاصيل وكأنه يستدرك «المصيبة» الأساس: لا «المفوضية العليا للاجئين» تعترف به لأنه سوري - فلسطيني، ولا «الأونروا» تعترف به كلاجئ فلسطيني. كان علاجه الاستشفائي وأدويته متوفرة بشكل شبه مجاني في سوريا، لكنه يعيش هنا «صدفة» في ظل حرمانه من حقوقه في المساعدة والحماية.

«كنت عايش بحمص نظامياً على هوية السلطة الفلسطينية، ما بفرق شي عن حياة السوري. هوية السلطة كبيرة شوي، بس وثيقة»، يقولها ممازحاً. لم يتلقَ جمال علاجه منذ نزوحه لأن ثمن جرعة العلاج الواحدة يبلغ ألفين وخمسمئة دولار (كل شهرين). «أتمنى دخول المستشفى، عايش على المسكنات وحبوب الكورتيزون. وضعي صعب، أعاني من ورم في القدمين يمنعني من التحرك». تعاطف معه مؤخراً موظفون من «الأونروا» وجمعوا تطوعاً ثمن مسكناته، وتبرعوا له بالمبلغ، لأن «مؤسستهم» ترفض الاعتراف به على الرغم من ظروفه الإنسانية.

لم تجب «الأونروا» على أسئلة «السفير» بشأن الأسباب القانونية أو العملية لعدم الاعتراف به كلاجئ سوري فلسطيني في لبنان، وكيفية التعامل مع حالات مماثلة. وقد اكتفى المتحدث باسم «الأونروا» كريس جونيس، بعد إرسال التفاصيل المتعلقة بحالة جمال، بالقول: «قد تكون تلك الحالة مؤهلة للحصول على خدمات من الأونروا، بما في ذلك خدمات الطوارئ المختلفة، ولكن الحالة تحتاج إلى المزيد من الدراسة، قبل اتخاذ أي قرارات نهائية».

تحدق والدته به وهو يحكي قصته، تقاطعه بجمل مقتضبة: «الحقّ عليي اتزوجت فلسطيني». لا تغيب الابتسامة عن وجهها وإن كانت تحجب حزناً عميقاً. «يا ريت يا ابني ترجع على غزة، بتعيش أحسن هونيك مع زوجتك وولادك». تدمع وهي تقول له: «بس ما بقدر إجي معك غزة، أنا بدي إرجع حمص». ينظر جمال إليها بصمت ثقيل من باحة خيمته وهو يشدّ على أصابعه المتعانقة.

 

السفير: ندوة سياسية في "باحث للدراسات"

زاسبكين: المصالحة بين "فتح" و"حماس" ايجابية

عقِدت في "مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية" في بيروت، ندوة سياسية، حاضر فيها السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين، حول التطوّرات الدولية والإقليمية وانعكاساتها على أوضاع المنطقة عموماً، والقضية الفلسطينية خصوصاً.

وحضر الندوة جمع من الباحثين المتخصّصين وأساتذة الجامعات والمهتمون بالشؤون الدولية والإقليمية.

وخلال تقديمه الندوة أشاد مدير المركز وليد محمّد علي بالدور الروسي في الحرب العالمية الثانية، والذي أدّى إلى هزيمة النازية وإحداث توازنات جديدة في العالم، لصالح القوى والشعوب الكادحة والمستضعفة.

من جانبه، رفض السفير الروسي زاسبكين تدخل روسيا في أوكرانيا عسكرياً لأنه سيكون بمثابة فخّ لها، مؤكّداً على أهمّية الحلّ السياسي. وتحدّث، من جانب آخر،  عن المراحل التي مرّت بها قضية فلسطين، مشيرا إلى أن مواقف بلاده من هذه القضية المحقّة، والتي لم تتغيّر، تقوم على أساس احترام قرارات الشرعية الدولية ودعم النضال الفلسطيني لنيل الاستقلال، واصفاً المصالحة الأخيرة بين "حماس" و"فتح" بأنها إيجابية، ومكرّراً الدعوة "لمحاربة مشتركة لخطر الإرهاب المتنامي، والذي يتلقّى دعماً من بعض الدول في الغرب (وفي المنطقة)، والذي استفاق مؤخّراً على خطورة الجماعات الإرهابية الناشطة في سوريا وغيرها على الأمن الغربي عموماً!".

وتطرق السفير الروسي إلى المرحلة الجديدة التي شهدها العالم منذ سنوات مع انتهاء الحرب الباردة بين الجبّارين: أميركا والاتحاد السوفياتي (بعد انهياره)، داعياً إلى تقويم انعكاساتها الدولية على المستويين المتوسط والبعيد. مشيرا إلى أن سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي اتبعها منذ أن استلم الحكم لأول مرّة في العام 2000، والقائمة على قاعدة الشراكة البنّاءة بين أوسع قوى المجتمع الدولي في مجالات الأمن العالمي والاقتصاد وغيرها، كما على تنسيق الجهود السياسية لحلّ الأزمات الطارئة سلمياً.

وأضاف: "إن الاستقلالية صارت الميّزة الرئيسية للسياسة الروسية، مع تفعيل التعاون والتفاهم مع دول البريكس وغيرها"، معرباً عن اعتزازه بهذه السياسة الحازمة والمتوازنة للرئيس بوتين.

وكشف زاسبكين أن ما يجري في سوريا والعراق وليبيا، وما جرى في جورجيا ودول أخرى من أوروبا الشرقية (قبل سنوات) قد شجّع التطرّف والإرهاب ومحاولات الانقلاب على الأنظمة الشرعية، ضمن إطار مشاريع توسّع حلف الناتو التي ترعاها الولايات المتحدة وفرنسا بالدرجة الأولى.

وأشار زاسبكين إلى  الدور الغربي المشبوه في تأجيج الأزمة السورية ودور روسيا في منع الهيمنة الغربية المطلقة على المنطقة، من خلال استخدامها لحقّ النقص (الفيتو) في مجلس الأمن، فضلاً عن دعمها للدولة السورية بهدف مواجهة تلك السياسات، ووقف العنف واستخدام القوّة في العلاقات بين الدول، ولتشجيع الحوار السياسي بين الأطراف أو القوى المتنازعة.

ولفت إلى التأثير السلبي الخطير لما يجري في سوريا وأوكرانيا على وجه الخصوص على العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، "لأن قادة هذه الدول شجّعوا الانقلاب الذي حصل في أوكرانيا والممارسات القمعية للسلطة الجديدة، ورفضوا الحلّ السياسي بعد أن وافقوا عليه في البداية (ما حصل كان مخطّطاً له منذ وقت طويل)".

وتساءل السفير الروسي عن "الأهداف الاستراتيجية من كلّ ما يجري في أوكرانيا، غير توسّع حلف الناتو أمنياً واقتصادياً في داخل ساحة النفوذ الروسي، مقابل تصاعد قوى التطرّف والإرهاب في كلّ مكان، والتي لا تلقى المواجهة المناسبة، واصفاً الوضع في الشرق الأوسط بأنه خطير بسبب عدم التعاون الغربي الجدّي لحلّ الأزمات المتفاقمة وضرب قوى الإرهاب بشكل حاسم وجذري".

ورفض زاسبكين في الوقت نفسه الاتهامات الغربية لروسيا بأنها تسعى لإحياء الإمبراطورية الروسية مجدّداً، مع تأكيده على أن سقوط الاتحاد السوفياتي شكّل كارثة على العديد من شعوب العالم، وعلى شعوب المنطقة أيضاً.

و رداّ على بعض المداخلات والأسئلة لمشاركين في الندوة، حول موقع روسيا اليوم في ضوء التحوّلات الدولية والإقليمية الكبرى، أوضح السفير الروسي أن بلاده تعتمد في مواجهة تجدّد محاولات الهيمنة الغربية، على الشرعية الدولية وعلى تعاون شركائها، مثل الصين ودول البريكس وبعض دول العالم العربي.

وإذ اعتبر، أن الصراع الدولي والإقليمي الدائر حالياً كبيراً جدا، وأن له انعكاساته على المدى البعيد، أكّد رفض روسيا الحاسم لإعادة رسم الخرائط الجيوسياسية في أوروبا أو الشرق الأوسط، لأن تقسيم وتفكيك الدول العربية سيخلق نزاعات مستديمة في المنطقة، مشيداً بدور مصر بعد الثورة، مقابل رفضه العودة إلى الحرب الباردة مع الغرب مع استمرار العمل على إيجاد الحلول للأزمات الخطيرة مع الشركاء الفاعلين؛ فالوضع الروسي اليوم يختلف عمّا كان عليه الحال في زمن الاتحاد السوفياتي!

وقال السفير زاسبكين إن بلده يؤيّد إجراء تعديلات أو صيغ أفضل لعمل مجلس الأمن، لكن الرفض الأمريكي يصعّب تنفيذ هكذا هدف محقّ.

وأيّد من جهة أخرى التفاوض  الغربي مع إيران لحلّ قضية ملفها النووي بشكل سلمي وغير عسكري، مع إدانته منطق العقوبات عليها، وإبرازه الدور الروسي الإيجابي في هذا الملف.