رام الله- أثارت تهجمات وزير الخارجية الإسرائيليافيغدور ليبرمان ضد الرئيس محمود عباس ردود فعل فلسطينية غاضبة وفي الوقت ذاتهتحذيرات من تكرار إسرائيل السيناريو الذي اتبعته مع الرئيس الراحل ياسر عرفات معالرئيس عباس.

وقد استبعد ليبرمان 'التوصل لاتفاق سلام مع السلطة الفلسطينيةطالما كان عباس رئيسا لها'.

وفيما رأت شخصيات قيادية فلسطينية في هذا التصريح مهاجمة شخصيةللرئيس عباس فإنها استذكرت أيضا أن هكذا تصريحات سبقت الحصار الذي فرضته إسرائيلعلى الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات في مقر المقاطعة في رام الله ما أدى إلىاستشهاده.

وقد اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.حنان عشراويتصريحات وزير خارجية إسرائيل افيغدور ليبرمان بأنها 'جزء من حملة مبنية علىالتشويه والكراهية تستهدف الرئيس محمود عباس والنظام السياسي الفلسطيني لتحميلهممسؤولية إفشال عملية السلام'.

وبدوره فقد حذر نبيل أبو ردينه ، الناطق الرسمي باسم الرئاسة،من' التداعيات الخطيرة التي ستنجم عن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدورليبرمان، ضد الرئيس محمود عباس التي قال فيها 'إنه يستبعد التوصل لاتفاق سلام معالسلطة الفلسطينية طالما ظل عباس رئيساً لها'.

وقال أبو ردينه في بيان أن ' تصريحات ليبرمان تنتمي إلى ذاتالتصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون والتي دعا فيها صراحة إلىقتل الرئيس الراحل ياسر عرفات'.

وتأخذ الحكومة الإسرائيلية على الرئيس عباس إصراره على عدمالدخول مجددا بالمفاوضات دون وقف الاستيطان وقبول حل الدولتين على أساس حدود 1967والإفراج عن الأسرى الذين اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو.

وتتزامن الحملة الإسرائيلية مع حملة مشابهة يقودها اليمين المؤيدلإسرائيل في الولايات المتحدة.

وقال مسؤول فلسطيني ل أن 'الحملات في إسرائيل والولاياتالمتحدة ومن بعض الإطراف المحلية إنما تستهدف الضغط على الرئيس عباس للعودة إلىالمفاوضات دون وقف الاستيطان وهو ما يرفضه الرئيس عباس'.

وفي هذا الصدد فقد أكدت عشراوي على أن' الممارسات الإسرائيليةهي التي أدت لتقويض احتمالات إقامة السلام، مشيرة إلى أن الأيدلوجية التي ينتميلها ليبرمان هي إقصاء الأخر وهي المسؤوله عن إيصال الوضع لهذا المنحدرالخطير'وقالت 'إن هذه السياسة لن تجدي نفعاً، والأجدر بـ ليبرمان التوقف عن هذه التصريحاتاللا مسؤولة، وأن ينظر لممارسات الاحتلال ليرى الخلل الكامل فيها'.

واعتبرت عشراوي تصريحات ليبرمان بمثابة الهروب من الواقعوتحميل المسؤولية للجانب الأخر وشخصنه الأمور وحصرها بالهجوم على الرئيس محمودعباس.

أما أبو ردينه فقد أكد على إن تصريحات ليبرمان تكشف عن عقليةمعنية بقتل عملية السلام وتأجيج الصراع والحروب، محملا الحكومة الإسرائيليةالمسؤولية عن هذه التصريحات المنافية لكل الأعراف الدبلوماسية وقال' هي كذلك تتحملمسؤولية لجمه وقطع الطريق على أمثاله من خلال العودة إلى مائدة المفاوضات على أساسحل الدولتين على حدود عام 1967 وأن السلام المنشود لن يتحقق طالما ظل أمثالليبرمان يتسلمون مقاليد الحكم في إسرائيل'.

وقد سبق لوزير الخارجية الإسرائيلي أن أطلق حملة مشابهة ضدالرئيس عباس ولم تتنصل الحكومة الإسرائيلية منها رغم التحذيرات التي وجهتهاالقيادة الفلسطينية إلى الأطراف الدولية ذات العلاقة.