ليس غريباً أن تتزين غزة بأفراح أبنائها اللذين تحدو وصبروا السنوات الصعبة الطوال من احتلال وانقسام وبطالة وإرهاق بأيامٍ وساعات ،لكن الغريب في هذا حفل الزفاف بأن العريس والعروس من ذوي الاحتياجات الخاصة " الصم " .

لم يختلف حفل زفافهم عن الأفراح اليافعين ، فالغناء والتصقيف والرقص من كافة الحاضرين والعريسين وأهاليهم كان بتفاعل أكثر بكثير من حفل زفاف لعريسين بكامل حواسهم ، فبالرغم من إعاقتهم علي الحديث والسمع إلا أنهم أضفوا علي فرحهم أجواءً صدمت الحاضرين دون أن يشعر أحد أنهم " صُم " ، وتقول الإحصائية الأخيرة في قطاع غزة بأن عدد الصُم في قطاع غزة وصل الي 20 ألف معاق من الـ " صم " .

العريس محمد طمبورة ( 24 عام ) قال  بلغة الإشارة " إن فرحي اليوم وحفل إرتباطي بعروستي كان بمثابة تحدي واضح للإعاقة ، فالمعاق من حقه العيش وأن يأخذ حقوقه مثله مثل أي مواطن عادي دون أن يكون هناك معيقات لإعاقته ".

وواصل طمبورة حديثه " أتمني أن يكون بغزة أفراح مماثلة للمعاقين ( الصم ) لأن الحياة يجب أن تكون كاملة دون نقصان ، واليوم سيكون نقطة تحول في حياتي لاسيما وانني أصبحت زوج لسيدة ( صم )" .

والد العروس المواطن مازن كيلاني قال  إن زفاف نجلتي شروق اليوم علي عريسها محمد طمبورة هو رسالة واضحة وموجهة لكل من يخلق الإعاقة في وجه المعاقين سواء الصم أو الحركيا او النظريا بأنه يوجد مجتمع مُعيق ولا توجد اعاقة فالمطلوب منا أن نقف بجانبهم وأن ندعمهم في كافة مناحي الحياة .

وتمني كيلاني بأن يكون دعم فئة الصم من خلال الاهتمام بهم ومناسبتهم لأنها فئة ذكية جداً وسهل التعامل معها والتواصل بها ، بدلاً من تركهم وتهميشهم .

بدوره قال الدكتور حسين ابو منصور مدير جمعية جباليا للتأهيل " إن مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة تضرب مثلاً رائع للنجاح والتقدم علي مرار السنين ، فبعد نص قانون ( 4) لعام 1999م والذي نص علي حقوق المعاقين ولم يطبق ، اليوم بيت لاهيا بزواج محمد وشروق إنتزعوا حقهم في الحياة من خلال إرتباطهم علي سنة الله ورسوله .

وثمن أبو منصور الدور البارز لأهل العريسين في الزواج والوقوف ودعا الى الوقوف بجانب فئة المعاقين لمساندتهم وإنتزاع حقوقهم ، لان الحقوق تنتزع ولا تُقدم هدية .