التاسع والعشرين من نيسان وهو الموعد الذاتي لانتهاء المفاوضات التي صارت تعرف فيما بعد بمفاوضات التسعة أشهر, قد يقول قائل ان هذه المفاوضات لم تنطلق أصلاً منذ البداية وظلت تراوح مكانها عند نقطة البداية، وما حدث من لقاءات لا يتعدى بعض الحديث الذي لم يصل لمستوى ان نسميها مفاوضات لانها لم تتطرق لأي قضية من قضايا الحل النهائي كما كان متفقا عليه في البداية، وكان الاحتلال طيلة الوقت يراوغ احياناً ويتهرب احياناً واحياناً كثيرة يضع العراقيل التي تهدف الى نسف المفاوضات برمتها وافشال جهود وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري الذي لاقت مساعيه حاجز صد يمينيا متطرفا من قبل حكومة الاحتلال وتكللت زياراته المكوكية وجهودة بالفشل الكبير وعاد مبكراً يجر الخيبة الى واشنطن التي على ما يبدو حتى اليوم لم تتقدم بمبادرات جديدة فتركت الباب مفتوحاً ولكن لم تحدد طبيعة المبادرة القادمة وكيف ستكون الحال في اليوم الذي سوف يلي الثلاثين من نسيان أي يوم غد وكيف ستكون العلاقة وماهي الأبواب التي قد تفتح فجأة, فهل ستكون تلك الأبواب محاولات تفاوضية جديدة أم الأوضاع ستذهب باتجاهات أخرى.
انتهت المفاوضات وصار بوسعنا ان نمضي للأمام خطوة لا أن نعود للوراء، خاصة وقد تحررنا من قيود الفرصة التي طلبتها الولايات المتحدة والتي تمثلت بمهلة التسعة أشهر، واليوم ليس كما الأمس فمن عطل المفاوضات معروف ومن سعى بكل الوسائل والطرق لافشالها معروف ايضاً وصار العالم اكثر ادراكاً مما مضى ان قوة الاحتلال هي التي اوصلت المفاوضات الى هذا الطريق المسدود وان سياسات الاستيطان والتهويد وغيرها من اجراءات كانت السبب المباشر في هذا الفشل الذي وصلت اليه، ولم يعد العالم بتلك الصورة السابقة رغم بعض الانحياز القائم، فهو يدرك المخاطر التي قد يحملها هذا الفشل، لهذا فإن المجتمع الدولي يفتح مؤسساته أمام فلسطين للانضمام ويرحب بنا كدولة تحت الاحتلال وهذا ما يجعلنا اكثر تفاؤلاً بأن اليوم ليس كما الأمس وأن الغد سيحملنا خطوة الى الأمام لا الى الوراء من خلال الدخول الى كل ا لمؤسسات الأممية والدولية والى كل المحافل باسم فلسطين دولة تحت الاحتلال وهذا ما يعطي القضية قوة أكبر في الحضور وما يقربنا أكثر من ساعة التحرر والخلاص من الاحتلال.
أسدل الستار على مفاوضات التسعة أشهر وينتهي الموعد الذي حددته الولايات المتحدة دون أي جديد يلوح بالأفق من جانب ادارة البيت الأبيض التي أصيبت بخيبة أمل وانتكس جون كيري بما فيه الكفاية من قبل دولة الاحتلال التي قطعت الطريق وعمدت على افشال المفاوضات واوصلتها الى طريق مسدود، فماذا يمكن أن يلي هذا التوقيت ؟ وما الذي ستحمله الأيام المقبلة ؟