معركة ديمغرافية في القدس ، معركةاختار فيها الاحتلال الإسرائيلي أن يعمل على طمس الهوية الفلسطينية ، والهوية الفلسطينيةالتي عملت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها على استعادتها هي الأرض والشعب ، هي الجماهيروالانتماء والبقاء .. يعمل الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل الاحتلالية من ضم وتوسععنصري واستيطاني سرطاني على إلغاء وخنق الأراضي الفلسطينية وتحويلها الى ثكنات عسكريةأو استيطانية تساهم في تهويد المدينة المقدسة .المعركة الأخرى في القدس هي المعركةالجغرافية التي لا تقل شأنا عن المعركة الديمغرافية ، وأيضا هناك معارك أخرى ومنهاطمس التراث الإسلامي وتشويه التاريخ في أولى القبلتين .. وحين نقول ' الضم ' نعني بالتحديدهو حسم الكثافة السكانية ، بحيث يتم ضم كتلٍ استيطانية ضخمة مثل “غوش عصيون” جنوباو”معاليه أدوميم” شرقا الى حدود بلدية القدس المصطنعة، فضلاً عن عدم منح تراخيص بناءللمقدسيين وتنشيط عمليات هدم منازل المقدسيين بحجة عدم الترخيص وتسمين المستوطنات وبناءأخرى بالإضافة الى تنشيط عمليات إخلاء المقدسيين من منازلهم في أحياء مقدسية حساسةمثل سلوان والشيخ جراح ، والنتيجة هي إخراج أكبر عدد من أبناء فلسطين ' السكان الأصليين' خارج مدينة القدس واستبدالهم باليهود والمهاجرين الجدد ، وصولا الى إخراج الأحياءالمقدسية التي أصبحت خلف الجدار ' جدار الفصل العنصري الاحتلالي 'والذي يأخذ شكل الثعبان. واخراج الأحياء المقدسية يعني التفرد الكامل بما تبقى من مدينة القدس ومنع المسلمينوالعرب من دخلوها وصولا الى تفريغها بالكامل من الوجود العربي والإسلامي .لهذا يجبأن يكون هناك وقفة عربية إسلامية فلسطينية قوية جدا وثبات لأهلنا المقدسيين في أرضناوالحفاظ على الهوية الفلسطينية ، وأيضا يجب أن يعمل العرب والمسلمين على إسناد ودعمالمقدسيين في معارك البقاء والحفاظ على عاصمة دولة فلسطين وأولى القبلتين ، مسرى رسولناالكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومهد سيدنا المسيح عليه السلام  ، و بهذا يمكن إحباط كل مخططات تهويد المدينة وقطاعاتهاالمختلفة .وهنا تحضرني كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في  افتتاح 'المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس وحمايتها'والذي عقد قبل أيام ، حيث قال : 'القدس يجب أن تكون العُنوانَ المركزي في علاقات الدولالعربية والإسلامية مع دول العالم .. و إن تقديم إجابات شافية على التحديات الماثلةأمامنا هو مسؤولية كبيرة، تفرض على كل الحريصين على القدس اعتماد السياسات، وتوفيرالإمكانات لضمان النجاح في الحفاظ على طابعها العربي الإسلامي والمسيحي.وأوضح أن سلطاتالاحتلال الإسرائيلي تُسَرع وبشكل غير مسبوق، وباستخدام أبشع وأخطر الوسائل، تنفيذخطط ما تعتبره المعركة الأخيرة في حربها الهادفةِ لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلاميوالمسيحي للقدس الشرقية، سعياً لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال.'وأخيرا إننالن نتقدم قيد أنملة طالما لم نتقدم في مسارات الوحدة والمصالحة الفلسطينية   وتعزيز الربيع العربي لصالح حقوقنا الثابتة .