مشعل الى تركيا والزهار الى طهران، فهل هي لعبة ادوارأم اعتراف عواصمي بالانقسام.. لكن داخل حماس هذه المرة. وعد محمود الزهار طهران باستمرارالعمل المسلح ضد اسرائيل، بينما رئيسه خالد مشعل اتفق مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينيةعلى المقاومة الشعبية السلمية، باعتبارها الخيار الأنسب. يفكر مشعل بكيفية الاستيلاءعلى منظمة التحرير لتوظيف المشروع الوطني الفلسطيني في اطار المشروع الاسلاموي الكبير،ويسعى الزهار لكسب السلاح والمال من طهران لرجاله في غزة، لترجيح كفة قيادات الداخلبعد انقلاب كفة ميزان قيادات حماس في سوريا ودحرجتهم الى كل اتجاه. لا نميل الى تصديقالمقولة بأن مشعل لا يملك قوة على الأرض في غزة، فيفرض تنفيذ التعهدات والاتفاقيات،كواحدة من أخلاقيات القيادي المسلم على الأقل، لكن أن يوقع مع الرئيس الاتفاق، ثم يحمروجهه خجلا طالبا تأجيل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بحجة أنه لم يستطع اقناع جماعته، فهذايعني أن الاتفاق مع حماس يحتاج الى رجل قوي، رغم ما أشيع أن الرجل الأقوى في حماس احمدالجعبري قائد كتائب عز الدين القسام المسلحة موال لمشعل. لم يكن ظهور الجعبري مع جلعادشاليط أمام وسائل الاعلام لحظة تسليمه للأشقاء المصريين الا رسالة لاسرائيل والمعنيينفي الاستخبارات الدولية، بأن الرجل يطمح بدور مغاير في اللعبة، وهذا ما أكدته الأيامالخوالي عندما وقفت القسام على الحياد عندما تولت سرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدينالتحكم بمسار العمليات العسكرية ومصير التهدئة.وتثير زيارة الزهار بعد أيام قليلة منزيارة اسماعيل هنية الى طهران تساؤلات عن عدد التيارات المتصارعة الآن في حماس، وعنمدى استعداد كل منها للذهاب بعيدا في استعداء الرأي العام الشعبي والرسمي العربي مناجل كسب ود طهران، واكتساب حصة من مال وعتاد ايران الموجه لجماعات تراها ايران قواعدخلفية يمكن الاستفادة منها عند اشتعال الجبهة مع الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل،غير مستفيدة من درس العراق، الذي اغدق على أحزاب وفصائل وقوى وشخصيات مئات ملايين الدولاراتواكرمهم في بغداد بالعطايا والهدايا، لكنهم لم يسيروا حتى مظاهرة انتصارا لبغداد المحتلة..لكن ايران كما يبدو مأزومة وتبحث عن حلفاء حتى لو بلغ الشك بمصداقيتهم نسبة الغالبيةالمطلقة. زيارة الزهار مرتبطة بشكل أو بآخر بمتغيرات الوضع في سوريا، فبشار الأسد بعدسنة من الثورة السورية يبدو بنظر حماس متمسكا خاصة بعد تمكن قواته العسكرية المدججةمن دخول معاقل الثورة في حمص وادلب، علما أنه كان قد سبقه الى طهران تصريح قال فيهما يوحي الى استمرار علاقة حماس مع الحاكم بدمشق، وهذا يعني بكل بساطة أن موقف حماسمن النظام بدمشق يجب ان يكون مدفوع الثمن سلفا... ومن يدري فلعله ذهب الى طهران ليعتذرأو ليرقع ما تسبب به خطاب هنية في الأزهر عندما تسبب بإثارة المصلين للهتاف ضد طهرانوحزب الله والأسد دون قصد، خاصة أن ماحدث جاء أثر عودته مباشرة من طهران. تعيش حماستناقضات وصراعات داخلية لا علاقة لها ببرنامج المقاومة أو الموقف من المشروع الوطنيالفلسطيني، انه صراع على السلطة في غزة، لأنه كما يبدو قد وصل قادة حماس بغزة أن مشروعالدويلة بغزة ينال الرضا والتفهم من اسرائيل المعنية بديمومة الانقسام، والادارة الأميركيةالعاجزة عن دفع عملية السلام، أو لأن الاخوان بمصر قد طمأنوهم أن الأيام لا تعود للوراء،وان لمشروع الاخوان في فلسطين امكانية الحياة حتى لو انفصل قطاع غزة جغرافيا وسكانيا،وأنهم على استعداد للتكفل بمقومات من وقود وكهرباء وربما مخصصات، وما على قيادات حماسالا الدقة وتوزيع الأدوار وحسن اللعب في الوقت الضائع.