العام الحالي 2012، هو عام الكساد والركود السياسي لأكثرمن إعتبار محلي واقليمي وعربي ودولي. بدءا من الانقلاب وتداعياته، مرورا بواقع الحالالعربي وبؤسه، وانشغال دول واقطاب العالم بقضاياها الداخلية، من الانتخابات الاميركيةالى الازمة الاقتصادية الاوروبية فضلا عن ضعف وتلاشي دور الاقطاب الدولية المختلفةفي الفعل السياسي المتعلق بالصراع العربي - الاسرائيلي خاصة في بعده الفلسطيني - الاسرائيلي،وصولا لعدم التزام إسرائيل خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 67،والتخندق في خنادق الاستيطان الاستعماري.

لذا لا يمكن لأي مراقب سياسي الاعتقاد بامكانية حدوثحراك سياسي جدي على مسار التسوية، وفي ذات الوقت ستستمر دولة الابرتهايد الاسرائيليةفي توسيع وتعميق عمليات الاستيطان الاستعماري، والتهويد والمصادرة للاراضي الفلسطينيةليس في القدس الشرقية وحدها وانما في عموم الضفة، وايضا مواصلة عمليات العدوان والاجتياحاتلقطاع غزة بسبب ودون سبب لخلط الاوراق وتصفية حساب مع المنظمات الفدائية، وتعميق الانقسامبين جناحي الوطن، وهو ما يدغدغ رغبات القطاع الاكبر من قادة ومتنفذي ومافيات حركة حماسفي محافظات غزة.

امام المشهد العبثي القائم ما العمل؟ وهل على القيادةالفلسطينية الصمت ووضع اليد على الخد، وانتظار الفرج من «رب العباد» ام أن عليها التحرك،وأخذ زمام المبادرة بالقدر الذي تستطيع؟ المؤكد ان القيادة السياسية طرحت على نفسهاالعديد من الاسئلة في محاولة منها لاستشراف آفاق المستقبل، وفتح نافذة من الامل لتجاوزالنفق المظلم. ووضعت رؤية للتحرك على اساسها في زمن الركود بعيدا عن التطرف والمغامرة،ولكن ايضا دون السقوط في متاهة الرغبات الاسرائيلية والاميركية. اي ان التحرك يأخذبعين الاعتبار عدم القطع مع مرتكزات الشرعية الدولية، وفي ذات الوقت عدم الهبوط بالقضاياالوطنية الى منزلقات اعداء الشعب الفلسطيني.

وبعيدا عما قررته القيادة الفلسطينية، التي تفتقر الىمطبخ سياسي محترف، وعقل سياسي جمعي، فإن الضرورة تملي على صانع القرار العمل على جبهتين،وهو يعمل بالضرورة، ولكن لا بد من من تخطي حالة الانتظار والمراوحة، لأن القوى المختلفةالمتضررة من الحراك الفلسطيني، هي المستفيد الاول من هذه الحالة. والتحرك على الجبهتينالداخلية والخارجية، لاحداث نقلة إيجابية في اوساط المواطنين بفتح نافذة الامل امامها.