بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيمبسم الله الرحمن الرحيم ' قال تعالى' ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون'وفي الآية الثانية 'قال تعالى' ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون' وفيالآية الثالثة 'قال تعالى' ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون' صدق اللهالعظيم.

إن هذه الآيات الكريمة هي من كتابالله العظيم وعلى حركة حماس أن تختار واحدة من هذه الآيات لكي تنطبق عليها كونها تعرفعلى نفسها بأنها حكومة الله على هذه الأرض وكونها باتت تمسك بزمام الحكم في قطاع غزة,وعليه نقول بكل وضوح إن هذه الحركة وأبواقها الإعلامية تقوم صباح مساء بالترويج للعالمالإسلامي والعربي وللشعب الفلسطيني على أن دستورها هو القران الكريم وان قدوتها  وقائدها هو الرسول الأعظم (ص) وأنها حكومة من رحماكبر الجماعات الإسلامية وهي جماعة الإخوان المسلمين رغم أنها لم تطبق الحكم في الشريعةالإسلامية ولا بآي من مفصل من مفاصل حكمها منذ أن انقلبت على الشرعية الفلسطينية باسمالإسلام عام 2007م, حيث أنها لم ترجم زانية ولم تقطع يد سارق ولم تتنازل عن العمل بالقوانينالعلمانية ورب قائل يقول أن الحركة لم تصل إلى درجة دولة إسلامية وان تطبيق الشريعةأو القصاص العادل يحيط به كثيرا من المعيقات والتحديات العالمية والإقليمية وهنا أردعلى هذا القائل لأقول إن حركة حماس قامت بتطبيق القصاص في أعلى العقوبات دون حرج وهوتنفيذ الإعدام بحق عدد من المواطنين دون الرجوع حتى إلى مصادقة الرئيس حسب القانونوهنا هل باستطاعة حركة حماس أن تطبق القصاص الأعلى والأخطر دون قدرتها على تنفيذ الأحكامالإسلامية الأقل عقوبة وهل يجب علينا أن نوافق على مفهوم التدرج بالأحكام الشرعية وقدكان أول من رفض هذا التدرج هو الرسول الأعظم عندما رفض العرض القريشي بان يحكم مكةوان يكون واليا عليها مقابل التخلي عن الدعوة الإسلامية وكان رده القاطع بان لو وضعواالشمس في يمينه والقمر في يساره لن يتخلى عن الدعوة والعقيدة الإسلامية تحت مفهوم التدرجالمزعوم.

إن حركة حماس استطاعت أن تضلل العالمالعربي والإسلامي من خلال الشعارات البراقة ومن خلال المقاومة المؤقتة والمزعومة ومنخلال التعريف عن نفسها على أنها حركة تحرر وطني وهذا كله لن يشفع لها ولن يخرجها منعباءة هذه الآيات الكريمة مجتمعة أو من عباءة واحدة منها على الأقل, وان الخروج منعباءة هذه الآيات الكريمة لا يحدث إلا إذا تخلت حركة حماس عن مصطلح الحكم وعادت لتكونجماعة تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والمنكر إلا أن تتمتع بالقدرة على الحكم بماانزل الله بشكل كامل ودون انتقاء ما يحلوا لها من هذه الأحكام أو التخلي عن بعضها حسبمصالحها الحزبية ولا يجب عليها أن تختفي تحت عباءة الإسلام بينما تمارس العلمانية أكثرمن أصحاب العلمانية أنفسهم, وأخيرا أطالب الحركة أن تقف ولو لمرة واحدة وتصدق عناصرهاومؤيدها وتقول الحقيقة من منطلق إسلامي بحت كما تعرف على نفسه ويا رضا الله ورضا الوالدين.