بدأتامس اعمال مؤتمر نقابة الصحفيين بحضور ومشاركة ممثلي اتحاد الصحفيين العربوالاتحاد الدولي للصحفيين. وللاسف بمقاطعة مجموعة كتلة الصحفي التابعة لحركة حماس،التي قامت قبل فترة غير بعيدة باحتلال مقر النقابة في ظل اجواء المصالحة، الامرالذي يشير الى ان قيادة الانقلاب في قطاع غزة تعمل وفق رؤية مدروسة في مناحيالحياة المختلفة لتعطيل عملية المصالحة.

ولمتكف جماعة حركة حماس ومنابرها الاعلامية عن التحريض على الأمانة العامة للنقابةوعلى الصحفيين والمنابر الصحفية والاعلامية، التي اختارت سبيل الوحدة والعمل مناجل ترميم الجسور بين اصحاب الرؤى ووجهات النظر المختلفة لاخراج النقابة من حقلألغام الانقسام والتشرذم والاستئثار، التي اختارت طريق المؤتمر، والسعي لانجاحاعماله بغض النظر عن أية اخطاء هنا او هناك لها الطابع الموضوعي. أي ان انصار حركةالانقلاب لم يكتفوا بالتحريض على الصحفيين التابعين لحركة فتح، بل شنت هجوما علىالصحفيين التابعين للشعبية والديمقراطية وجبهة النضال، وكل من شارك في المؤتمر.ليس هذا فحسب، بل ان جماعة حماس هددت وتوعدت وطاردت الاعلاميين في قطاع غزة، الذينوقفوا الى جانب انعقاد المؤتمر، أي الى جانب وحدة الجسم الصحفي النقابي. هذا الجسمالذي يقع على كاهله صياغة الرأي العام الوطني، والدفع بعربة الوحدة الوطنيةللامام، وحماية النسيج الوطني والاجتماعي والثقافي، وبالتالي حماية وحدة الارضوالشعب والقضية والاهداف الوطنية والنظام السياسي التعددي الديمقراطي.

المؤسساتالصحفية العربية والدولية لم تتوقف طيلة الايام الماضية عن بذل الجهود حتى ساعةمتأخرة من اول امس لاقناع جماعة حماس بالمشاركة في المؤتمر، والسماح بعقد جلساتالمؤتمر المشتركة بين رام الله وغزة عبر الفيديو كونفرنس، لكن تلك الجماعة ومن لفلفها من الانقساميين ورافضي المصالحة والوحدة الوطنية، تمترسوا خلف مواقفهمالانفصالية متذرعين بحجج وذرائع واهية لا تمت للحقيقة بصلة.

رغمذلك شرعت أعمال المؤتمر أمس الجمعة بدعم واسناد القيادة السياسية الفلسطينيةوالمؤسسات العربية والاممية للصحفيين. ولم تتوقف قافلة الوحدة للجسم الصحقي، ولنتتوقف، وستبقى بوابات نقابة الصحفيين مفتوحة لاحتضان كل صحفي غيور ومعني بالوحدةالوطنية، وحريص على صيانة دور السلطة الرابعة كرافعة للنضال الوطني، هذه المؤسسةالتي قدمت منذ الانتفاضة حتى الآن عشرين شهيدا وحوالي مئة جريح ومثلهم منالمعتقلين من قبل سلطات الاحتلال دفاعا عن الحقوق والمصالح الوطنية العليا. ومازال الجسم الصحفي الوطني يقف في الخنادق الامامية دفاعا عن مصالح الشعب العربي الفلسطينيالعليا، ولن تكسره انتهاكات وجرائم دولة الابرتهايد الاسرائيلية ولا القوىالظلامية والمعادية للوحدة الوطنية.

وعلىجماعة حماس ومن يقف خلفهم إعادة نظر في سياساتهم الانفصالية. وعليهم الانتباه الىاخطار تلك السياسات الانقسامية على المشروع الوطني، إن كانوا فعلا معنيين بالمصالحالعليا للشعب. وبالتالي عليهم الانتباه الى قادة مافيات الانقلاب في قطاع غزة،الذين يضللونهم ويغررون بهم لارتكاب جريمة الانقسام، وتمزيق وحدة الجسم الصحفي.عليهم استخدام عقولهم جيدا في تحليل وتشخيص الأسباب الواهية التي يسوقونها لهم لاغراقهمفي متاهة الانقلاب الاسود في قطاع غزة. لأن التاريخ لن يرحمهم في حال استمروا فيمستنقع الانقلاب البغيض.