يعيش قطاع غزة ازمة شح الكهرباء, ساهمت فيها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بسبب الحصار الظالم منذ العام 2005وايضا نتيجة القصف المتعمد لتوربينات محطة الكهرباء في عدوانهاالبربري 2008- 2009. غير ان الازمة لها وجه آخر بعد الانقلاب الحمساوي علىالشرعية اواسط 2007، تمثل في عدم وفاء القائمين على الانقلاب بتسديد الالتزاماتالمالية المترتبة عن استخدام الطاقة، في الوقت الذي قامت فيه السلطة الوطنية بتسديد المستحقاتالمالية للسلطات الاسرائيلية؛ كما ان قيادة حماس فضلا عن انها كانت تجبيمن المواطنين قيمة الطاقة الكهربائية، وتسطو عليها، ايضا قامت والمحسوبين عليهاباستهلاك كميات كبيرة من الكهرباء في مراكزها ومتاجرها وبيوت قياداتها واستراحاتها ولمتلتزم بدفع اية مبالغ لخزينة السلطة الوطنية، ليس هذا فحسب، بل انها كانت تقومكلما تفاقمت ازمة الكهرباء تبدأ اجهزة وابواق حماس بالصراخ والعويل والتحريض علىالسلطة، مدعية انها تقف وراء الازمة، وللأسف كان قطاع لا بأس به من المواطنين واصحابالرأي يصدق حملة التحريض المغرضة.
غير ان الازمة الاخيرة كشفت للمواطنينعموما والقوى السياسية وممثلي منظمات المجتمع المدني خصوصا، ان قيادة الانقلابالحمساوي تقف وراء الازمة من خلال نهبها لكميات كبيرة من البنزين والسولار على حساب مصالح المواطنين وتشغيل محطةالكهرباء والمستشفيات والمرافق العامة.
كما ان سياسة تهريب البترول من جمهورية مصر العربية عبر الانفاق، واستنزاف اموال الدعم المصرية، التي تقدمها الدولةالمصرية لدعم المواد الاساسية ومنها البنزين والسولارلصالح دعم المواطن المصري، رغم ان مصر تعاني من ازمة اقتصادية حادة منذ ما قبلالثورة واثناءها وما زالت لاسباب ليس هنا مكانها، وفي ذات الوقت تقوم سلطة الانقلاببجباية الضرائب من المواطنين في محافظات القطاع لصالح لصوص التهريب ومافياتالانقلاب من القوى المتنفذة في ميليشياتها، هذه السياسة فاقمت الازمة بعدما لاحقت السلطات المصرية الانفاقوالمهربين .
وفي الآونة الاخيرة حينما سعت السلطاتالمصرية للاسهام بحل ازمة الكهرباء من خلال ضخ البترول المطلوب للمحطة، اضافة لما قامت به السلطات المختصة فيوزارة الكهرباء بزيادة كمية الكهرباء الممنوحة للقطاع، وحرصامن السلطات المصرية على التخفيف عن المواطن الفلسطيني، طلبت من قيادة حماس في القطاعبالتوقف عن جباية ضرائب من المواطنين الفلسطينيين، حيث تجبي عن كل ليتر 2 جنيهمصري، اقترحت على (حماس) بالاكتفاء بنصف جنيه فقط، لكنها رفضت مما سيبقي الازمةتتفاقم، والمتضرر الوحيد منها، هو المواطن الغزي، الذي دفع الثمن مضاعفا قبل الانقلابواثناءه وحتى الأن، بسبب سياسات وجشع قادة المافيات الحمساوية.
ازمة الكهرباء في غزة بحاجة لتدخل القيادة الوطنية مع الحكومة المصرية، لانها هي المسؤولة عن حياة ومستقبلالمواطنين كان الانقلاب الاسود او لم يكن. وعلى قيادة السلطةوالحكومة ان تكف عن الحسابات الصغيرة والضيقة فيما يتعلق بازمة الكهرباء فيالقطاع، لانها ام واب الشعب العربي الفلسطيني . وعليها ايجاد الصيغ الابداعية معالحكومة المصرية والاتجاه الايجابي في حركة حماس، المعني بمصالح المواطنين، وخاصة اتجاه وتيارخالد مشعل لالزامالمعنيين في غزة بدفع الالتزامات المطلوبة والكف عن الصراخالمفتعل والكاذب للصوص والمهربين.