لو رجعنا للإنتخابات عام 2006 وتذكرنا موقف الإنقلابيين لوجدنا إختلافاً جذرياً في مواقفهم التي تأتي حسب أهوائهم وليس حسب المصلحة الوطنية، فهم بعيدون عن الوطن ومصالحه بعد الأرض عن السماء.

كيف لا وبالإنتخابات الماضية قالوا نريدها حتى بدون القدس وذلك موثق على ألسنة مسئوليهم والناطقين الرسميين بإسمهم، لكن حركة فتح وعلى رأسها الرئيس أبو مازن قالوا حينها 'لا إنتخابات بدون القدس' وهذه قاعدة لا يمكن لأي وطني أن يخرج عنها. وبإصرار قيادة فتح و م ت ف تم إجراء الإنتخابات بمشاركة أهلنا وأحبتنا في عاصمتنا الأبدية مدينة القدس.

أما اليوم فأرى المعادلة قد تغيرت حسب أهواء الظلاميين بأنه لا يمكن إجراء إنتخابات إلا بمشاركة المقدسيين وهذا ما كنا ندعو له دائماً لأنه عقيدتنا التي لا يمكن لأحد أن يزحزحها حتى مصالح الكون، ولأننا دائماً بالطليعة ونسبق غيرنا بعقود وآلاف الأميال رغم 'الجزر' الذي تمر به حركتنا الرائدة وتأكيدي بأن ذلك الجزر لن يطول.

فليعلم القاصي والداني والعدو قبل الصديق بأن القدس بجميع مكوناتها هي زهرة مدننا ودرة التاج ولا يمكن بل من المستحيل أن نقبل أي إنتخابات أو حل نهائي بدونها وكفى الأقزام أن تتعالى على عمالقة الجبال، لأنكم بإنقلابكم الأسود على الشرعية وقتلكم لخيرة أبناء فتح وإعتقالهم وبتر أطرافهم وهدم البيوت وهتك الأعراض وجلب المصائب والمخدرات والحبوب والعقاقير المخدرة والعار الذي هو مستنقعكم، وليس من عادات وتقاليد أهلنا وأحبتنا في قطاعنا الصامد الذي أصبحتم فيه منبوذين وغير مرحب بكم وبانت حقيقة الدين والمقاومة التي تتغنون بهم صباحاً ومساءاً وهي مواد لإستعمال القنوات الفضائية فقط.

أما على أرض الواقع فحقيقتكم أنكم تجار حروب ونكبات لذلك علِمتُم حجمكم الطبيعي والذي لا يتعدى الـ 10% من الأصوات وحتى تلك الفئة التي لا تتعدى العشر فهم من المنتفعين من حركتكم أو متورطين بدماء الشعب بغزة هاشم، ولو كان غير ذلك فلماذا تمنعون لجان الإنتخابات من تحديث سجل الناخبين بالقطاع ليتسنى إجرائها في الموعد المتفق عليه؟

إن الخلافات التي تتنامى يوماً بعد يوم في صفوفكم لهي بشرى بإنقسامكم وإنقلابكم على أنفسكم فأنتم قوم لا تعيشون إلا كالديدان بالمياه الراكدة العكرة وتلك هي صِفاتكم والتاريخ يسجل والأجيال لن ترحمكم بما إقترفت أيديكم من قتل ودمار بقطاعنا الحبيب. ومن يعتقد بأن جرائمكم ستمر دون عقاب يكون مخطئ لأن شعبنا يتناسى ولكنه أبداً لم ولن ينسى لأن حجم الجرح الذي أثكلتم به خاصرته عميق جداً ولا يمكن للزمن أو طول الظلم أن يمحي آثاره فكفاكم لعباً بالوقت والعزف على وتر المقاومة التي نسيها شعبنا في غزة من طول فراقها.

فقفوا وقفة صدق ولو لمرة واحدة مع أنفسكم ومع من إنتخبكم سابقاً، ولمرة واحدة فقط وأعلنوا بأنكم فاشلين وليس أهلاً لقيادة مدرسة وليس شعباً بحجم الشعب الفلسطيني لأن من لا يقدر على توفير المتطلبات الرئيسية للشعب كالكهرباء مثلاً لا يكون أهلاً لقيادته.

إن الإنتخابات ستحصل عاجلاً أم أجلاً وسنرى وجوهكم المشئومة في اليوم التالي لإعلان النتائج، فنحن بالإنتخابات السابقة كفتح لم نخسر بل خسر أشخاص من فتح والدليل بأن القائمة الفتحاوية حصلت على 28 مقعد بفارق مقعد واحد عن قائمتكم وذلك في أسوأ ظروف حركة فتح وكان أيامها أحسن ظروفكم حيث أن الناس لم يجربونكم من قبل ونحن في ذلك الوقت لم نشتغل للإنتخابات إلا قبلها بإسبوع فقط. ناهيك عن الغرور الذي أصاب قاعدة الفتح حينها بأننا أكيد 'فائزون' ولم يذهب الكثيرون من أبناء فتح لمراكز الإقتراع وحتى من ذهب لم يأخذ معه ذويه ممن يحق له الإنتخاب وأعتقد بأن تلك غلطة لن تتكرر لأنها كلفتنا الكثير وأيقظت ضمائر كل الغيورين على فلسطبن ومستقبلها وأظن أن أهلنا وأحبتنا في الشتات أيضاً أصبحوا مدركين خطورة مشروعكم على القضية الفلسطينية.

رحم الله شهدائنا وشفى جرحانا وفك قيد أسرانا وحرر ديارنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.