صولات وجولات قام بها إسماعيل هنية هنا وهناك حيث وصلت غزة إلى مرمرة الجريحة في بلادها كما قال  فخامته بمنطق أن أعطى نفسه والوفد المرافق له الوكالة المطلقة عن غزه دون سابق تفويض من عذاباتها  فالتعلق بها (غزة) يتأتى حسب الأهواء والمزاج الشخصي وعند الحاجة من اجل دغدغة العواطف وتمرير الأفكار على السذج من المستمعين والمشاهدين ولكن واقع الحال يشهد غسل اليدين الواضح بالكامل عن مرارة غزة التي تعيشها هذه اللحظات مع الظلام الدامس، إذ تستحق غزة دخول موسوعة جينيس كرقم قياسي في تحمل الأزمات ومشاق الحياة عبر تراكم المصائب والهموم على قلب المواطن الغزي والتي لا تأتي فرادى.

ضرب معاليه المواويل في الكويت ولاقى استحسانا رائعا في الأداء والشعب بغزة يولول من ضنك العيش وضيق الحال وانسداد الأفق ولا يجد إسماعيل هنية حرجا في ان يرد من على منبر رسول الله في قضية انقطاع الكهرباء بألا تضغطوا على حماس فهي لن تقدم تنازلات، في عبارة يشفق المرء من خلالها على هكذا عقول وعلى هكذا إمعان في ترسيخ سياسة الاستعلاء والظلم وتحقيق ما استعاذ منه رسول الله عليه الصلاة والسلام،  ألا وهو قهر الرجال فعن أي تنازلات وعن أي ترهات يتحدث هؤلاء المتسلطين؟ فالحصار لم يترنح إنما المترنح يصرخ ولكن صُمّت الأذان مع سبق الإصرار.

و آخر يظهر علينا بمنطق التبرير الأبتر من أية علاقة بالحقيقة من قريب وبعيد إذ يقول زهار حماس أن الازمة عالمية في اشارة واضحة لا لبس فيها في استخفاف العقول والضحك على الذقون لا بل في الاستهتار بمتطلبات شعب أثخنته الآلام والجراحات ليتم بعدها ترحيل الازمة وإلقاء اللائمة على الشقيقة مصر والخوض في قضايا التراجع عن الاتفاق حسبما أعلن مكتب هنية. فالسيد هنية يريد ان يحافظ على المنتج الوطني من القهوة التي لا تزرع في بلادنا بفرض رسوم تصل لأربعة ألاف شيكل للطن الواحد في حين يريد بكل ذكاء أن يضع تسعيرة الوقود المصري المطلوب بأرخص الأثمان ويكلف خزينة الدولة المصرية أموالا طائلة تحت سيف ترحيل ألازمات عليها وصناعة الكذب التي لا تكلف سيادته أكثر من خطبة لجمهور من المنتفعين والمضحوك على عقولهم من عباد التنظيم الحمساوي الذي يلقى استعطاف الاخوان المسلمين.

وعلى ذكر زهار حماس المشغول بتحصين اتفاق الدوحة ومطالبته بضمانات من كوكب المريخ فقد شاهدت معاليه على إحدى الفضائيات وهو يرفع سبابته إلى السماء مقسما بحماية القدس والأقصى معلنا الاستعداد في خوض التضحيات فتبادر الى ذهني سؤالا صغيرا وهو لماذا لم يطرح هذا الرجل فكرة تحصين الدفاع عن الأقصى ولماذا لم يطالب بضمانات خارجية تقضي بالكف عن الانتهاكات الصهيونية اليومية للمسجد وللمدينة المقدسة التي تئن بالجراح تحت مرئي ومسمع العالم بأسره بل ولماذا لم يمتطي صهوة حصانه؟

من المضحك المبكي أن نسمع القرار الجريء الذي قام به إسماعيل هنية ألا وهو وقف قطع المقطوع من الانتفاع بالكهرباء فالرجل نزل لأول مرة لهموم المواطن المغلوب على أمره فهل سيستمر هذا القرار و يكلل بفض الشراكة المفترضة ما بين وزارة ماليّته الشرهة والسائق المغلوب على أمره.

حركة حماس لا تخطئ ولكنها دوما ضحية المؤامرات من هنا وهناك وأما المواطن فعليه الدفع بالتي هي أحسن حتى وإن استبدل المشروع الإسلامي برمته بسيارات الكايا موتورز فالتغيير والإصلاح تحقق بالفعل لمن دخل في مشروع ذات الكعكة ذلك المشروع الذي يجعل من قطاع غزة كنزاً يدر المال في كل حين بصرف النظر عن طريقة استقطاعه وانتزاعه ومن هو الضحية في نهاية المطاف.

فيا أهلنا بغزة عليكم بالصبر، الصبر والرباط والمرابطة ودفع الفواتير المستحقة فورا وترخيص المرخص إن لزم الأمر والدفع بوجه حسن وبكل بشاشة ولا ضير إن تطلّب الأمر الوقوف بطوابير طويلة فخدمات حماس عانقت السماء !!!!!!فهل هذه هي غزة التي قهرت الظلم في ذاك الزمان؟

غابت عن المنابر شعارات الجهاد والاستشهاد وضرب الطوق والحصار حتى على المقاومة ولكن في هذه المرة من دعاة طريق ذات الكعكة، ولا زال الإصرار على الإبقاء على أسباب الحصار الصهيوني وترسيخ الفرقة في الجسد الفلسطيني الواحد من أجل المضي والمواصلة في طريق ذات الكعكة، فرحم الله شهدائنا الذين سقطوا وبكل صدق في طريق ذات الشوكة.