العنف, القمع, التنكيل والابادة مناهجاعتمدتها الأنظمة الدكتاتورية في العالم لتثبيت اركان سلطاتها.. لكن الدكتاتوريين الذينتبنوها فشلوا في احباط الروح المعنوية للجماهير, واجتثاث ايمانهم بحقوقهم في الحريةوالكرامة الانسانية بعد استنفاذهم كل الاسلحة الفتاكة لتطبيقها, وتلذذهم بمشاهد الدماءالانسانية المسفوكة, الا انها كانت عوامل لنمو التطرف والتشدد, واضطرار لجوء المظلومينالى اساليب عنفية لردع الظالم... فوقع المناضلون من اجل الحرية بالوسائل السلمية بيننيران الدكتاتوريين والمتطرفين, وانحشروا بين طرفبن حشد كل منهما ما يلزم من قدراتوطاقات بشرية كوقود في معاركه ضد الآخر .

يلجأ المظلومون الى العنف اضطرارا.. فيستغله المحترفون, حتى يحتل دورة الحياة الطبيعية, فيعززونه بالفتاوى, كما عززهمبتكروه الدكتاتوريون بالخطاب الوطني والقومي, فالمستخدمون للدين اعتبروه سبيلا وممرااجباريا لنيل مقعد في الجنة !! فيما اعتبره الدكتاتوريون المستترون بالدولة والقانونأنه السبيل الأقصر والأسلوب الأسرع لحسم معركة الدفاع عن الدولة .. دولتهم طبعا!!.

ينتفض المظلومون لمقاومة الدكتاتورية,بالقلم, بالصورة, بالابداع, بالتنظيم, بالتوعية, بالتظاهرات, بالصرخة الهادفة, باليافطات,بالصورة ينشرون أفكارهم التحررية, يناقشون, يحترمون الراي الآخر, وحق الآخر في الحياة,يثبتون للعالم انهم اهل الحرية المخطوفة بقوة السلاح والارهاب المادي والفكري في باستيلاتومعتقلات الدكتاتوريين.

يمضي الدكتاتوريون, بالرصاص, بالدبابات,وابتداع الرسائل الاعلامية, ينصبون اعمدة المشانق, ومنصات المحاكم الصورية, ويوقعونسلفا أوامر الاعدام الفورية, الميدانية منها أو تلك المنفذة بالتعذيب, فتهم الخيانةبالتخابر مع العدو الاستراتيجي «الحرية» ثابتة, فترمى بالرصاص حتى الموت باسم الشعب!! فحق الانسان بالحياة مرهون «بفرمان» من الدكتاتور.

يقول صاحب وجهة نظر, ان لم نواجه عنفالدكتاتور بعنف فهل تراه يرتدع او يكف شره عنا, فيرد صاحب منطق, لكن سلاحه اقوى وأمضى..لكنك اذا بلغت من الدكتاتورية في منهجك ما هو اعتى من دكتاتوريته فقد تغلبه وتفوز..لكن يجب ألا تنسى أنك في هذه الحال ستخسر الانسان, فنحن بذلك نؤصل الدكتاتورية ونجذرها,ونعيد تخليقها في المعاني, ولغة الحياة, ثقافتنا, سلوكنا, أفكارنا,اعمالنا ومناسكنا,حتى في اكلنا وشربنا وأنفاسنا !. فيسألك ما العمل؟!..

تعيش الدكتاتورية حيث تموت مكارم الأخلاق,تنتعش على جفاف منابع العلم والمعرفة , ترفع أعمدة سجونها, من صروح الثقافة التي خربناهابايدينا, تزدهر حيث تتضاعف الأنا ويتضاءل الاخاء, وعندما تنسحب المروءة من النفوس منكسرة,وعندما تسقط في الوهن الارادات, تحتل مكانتها المصالح المصنوعة في قوالب الدكتاتوريينبأحجام متعددة .

نتحرر من الدكتاتورية عندما نرد للدكتاتوررغيف الخبز المغمس بدماء اخوتنا في الوطن, وعندما نشهر ونجهر باننا ضد الدكتاتور وأفعالهوعسكره وانسابه وزبانيته وشياطينه ومن استغل عنفهم وارهابهم ليفتح دكانة ارهاب. عندمايبلغ الوجع قلوبنا, ويصير الألم محفزا لبحثنا عن انسانيتنا اذا راينا صورة رضيع فيحضن امه تحت الركام... فابحثوا عن الصورة رجاء.