نسأل الدكتور محمود الزهار, ما هيالضمانات التي ستقدمونها للشعب الفلسطيني, بأنكم ستحترمون نتائج الانتخابات القادمةوتعيدون « السلطة المخطوفة» لمنظمة التحرير الفلسطينية اذا جاءت رياح الانتخابات بغيرما تشتهي سفن مشروع «اخوانكم»؟!

فلو ان أحدا في منظمة التحرير أو السلطةالوطنية أو حركة فتح أراد البناء على الافتراضات, والسير على سكتها, لوقف ليبرمان برفقةنتنياهو على ذروة جبل المكبر ليراقبوا بشماتة سقوط المجموع الوطني الفلسطيني المريعنحو الهاوية, فالأصل أن القائد حافظ لعهوده وضامن لاتفاقياته, ويعتقد باحترام الموقعمعه على الاتفاق, ويثق, أما اذا حدث انقلاب أخلاقي فهذا شأن المنقلب, لكن المؤمن العاقللا يلدغ من الجحر مرتين.

استصغرت قيادة حماس بغزة رئيس مكتبهاالسياسي, وقزمت مكانته إثر توقيعه على اعلان الدوحة, لكن اسلوبهم المتبع كالمثل « ضربةعالحافر وضربة عالسندان» باتت نشازا تشمئز منه الأسماع, عدا تبادل أدوار اشبه « بلعبالعيال» لا يمكن تفسيره سوى على عقلية الاستصغار للشؤون الوطنية الاستراتيجية والحساسة,واستصغار شأن قائد حركة تحرر الشعب الفلسطيني ورئيسه المنتخب, الذي يتعالى على جراحالاتهامات والافتراضات الباطلة من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني العليا, اذ يأتي ناطقاعلامي باسم حماس ليقول ان بامكان الرئيس ان يبدأ المشاورات وبما انه لم يبدأ فهو يتحملمسؤولية عدم تشكيل الحكومة!!( الله..الله) وكأن الرئيس ابو مازن لم يعقد اتفاقا رسميامع رئيس مكتبهم خالد مشعل. أو لكأنهم لا يعلمون ان رئيس سياستهم هو من طلب راجيا الرئيستأجيل تشكيل الحكومة, لأنه بالعربي الفصيح غير مقتنع بمبررات « اخوانه» الرافضين للاعلان,وأنه يخجل من مجرد طرحها على مسامع الرئيس لأنها ليست من عائلة المنطق اطلاقا!.

ما زال الرئيس ابو مازن ينتظر ردارسميا من رئيس المكتب السياسي لحماس, اذ قاربت مدة الاسبوعين على الانتهاء وهي المدةالتي طلبها مشعل لاقناع قيادة حماس في غزة بضرورة تنفيذ اعلان الدوحة الذي وقع عليهالى جانب الرئيس ابو مازن الموثق بشهادة امير قطر حول تشكيل حكومة المستقلين برئاسةابو مازن حسب بنود الاعلان, فمشعل كان قد طلب من الرئيس تأجيل هذا الموضوع لمدة اسبوعين,لأنه لم يستطع استيعاب المنقلبين عليه, المتقلبين بمواقفهم من مشروع المصالحة والوحدةالوطنية حسب اتجاهات رياح التيار الايراني, وعلامات تقدم دبابات الأسد في معاقل الثورةالشعبية السورية, فوافق الرئيس, لأنه يدرك ان المصالحة قرار, والأمانة تقضي قيادة الناسالى بر الأمان.

بات واضحا حجم وعمق المأزق الداخليالعاصف بحماس, اذ يحاول الناطق الاعلامي المدافع عن وجهة نظر تيار ما من تياراتها المتصارعةأخذ صلاحيات رئيس المكتب السياسي, فيدلي اسماعيل رضوان بتصريح, فيعارضه البردويل, ثميخالفهما ابو زهري, في معمعة تصريحات خلت من المصداقية في التعبير عن موقف موحد لحماس,لكن احدا لا يستطيع اخفاء أو مسح نبرة الصراعات الحمساوية ذات النكهة الانقلابية.

لم يتبق لناطق من حماس الا اعلان اقالةخالد مشعل بضربة وقائية كما فعل الناطق باسم حزب النور السلفي بمصر الذي اقال « بضربةاستباقية» النائب أنور البلكيمي قبل اقرار الحزب اقالته, فالنائب كذّب وادعى انه تعرضلعملية اعتداء وسرقة 100 الف جنيه, فيما حقيقة الأمر أنه قد أجرى عملية تجميل لأنفه,فلا اعتدى عليه احد ولم يسرقه أحد وانما خسر كل شيء وكسب انفا اجمل. فماذا ستفعل حماسبعد كل فرص التجميل التي حظيت بها قيادتها الموافقة والرافضة على حد سواء...؟؟!!.