أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الجوار المصري محمد بدر الدين زايد، أن ما ورد في برنامج "العاشرة مساء" الذي أذيع مساء يوم 16 آذار الجاري، لا يعبر عن رأي الحكومة والشعب المصري.

وقال زايد في رسالة وجهها، امس، إلى سفير دولة فلسطين في القاهرة، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية: "نود أن نؤكد أننا نشارككم الانزعاج لما ورد في هذا البرنامج الذي لا يعبر عن رأي الحكومة والشعب المصري، الذي يعطي أولوية كبيرة لعلاقاته مع الشعب والقيادة الفلسطينية الشقيقة".

وأضاف: "إلا أنه من ناحية أخرى، فإنكم تعلمون الظروف الخاصة بالممارسات الاعلامية الحرة في مصر في كثير من دول العالم، ونأمل انكم تشاركوننا الرأي في ثقتكم في موقف الحكومة والشعب المصري الراسخ في دعم الشعب والقيادة الفلسطينية في نضالهم المشروع لتحقيق الدولة الفلسطينية".

وأدان السفير المصري لدى فلسطين وائل نصر الدين عطية الإساءة التي وجهت إلى الرئيس محمود عباس عبر إحدى القنوات الفضائية المصرية الخاصة، معتبرا أن الإساءة للرئيس عباس هي إساءة لمصر.

وقال نصر الدين في تصريح خاص لــ"وفا"، امس، "ما ذكر (عبر إحدى القنوات الخاصة) لا يعبر بأي حال من الأحوال عن رأي الحكومة والشعب المصريين. كلاهما يثمن عاليا دور القيادة الفلسطينية، ويحترمان دائما خيار الشعب الفلسطيني في تحديد قيادته".وأضاف: القيادة الفلسطينية الحالية هي القيادة الشرعية، ومصر تقف وراءها بكل قوة، وخصوصا في المفاوضات وما تقوم به لإحياء عملية السلام".

وقال نصر الدين إن "ما حصل لا يعبر لا عن وجهة النظر الرسمية ولا الشعبية، نعلم جيدا الدعم الذي قدمه الرئيس محمود عباس لمصر بعد ثورة 30 يونيو، ومصر لن تنسى أبدا هذه الأفعال الطيبة".

وشدد السفير المصري على ارتباط مصر، حكومة وشعبا، بالقضية الفلسطينية "والتي هي اكبر بكثير من أفعال قد تحدث من البعض هنا أو هناك"، مؤكدا أن "ما حصل لا يعكس تبدلا في طبيعة العلاقات الرسمية المصرية الفلسطينية، ولا تغيرا في الرأي العام المصري".

وأضاف: "قد تكون هناك ممارسات سلبية حصلت من البعض أثارت غضب الشارع المصري، والحكومة تعمل باستمرار على توضيح أن هذه الأفعال لا تعبر عن الشعب الفلسطيني. هذه سحابة عابرة لن تؤثر على العلاقة الوثيقة بين الشعبين".

من جهة ثانية، قبض الأمن المصري على شخصين حاولا الاعتداء على المتحدث باسم حركة فتح احمد عساف في القاهرة بعد ظهر امس. وعلمت مصادر مفوضية الإعلام والثقافة بحركة فتح، ان الشخصين وهما محمد خليل محمود ابو طاهر(35 عاما) وعبد الهادي خالد ساق الله (27 عاما) اعترافا بتلقيهما أمر الاعتداء على عساف من مرسلهما.

وأشارت المصادر إلى انه تم تسليم المذكورين الى مركز شرطة عابدين في القاهرة بعد اعترافهما بتنفيذ الاعتداء على عساف الذي كان في طريقه لعقد مؤتمر صحفي في مقر وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية.

وقالت المفوضية، "إن عساف تقدم بشكوى رسمية للسلطات المصرية حول جريمة محاولة الاعتداء عليه".

يذكر ان المعتديين المذكورين حاولا قبل قرابة الشهرين تخريب حفل انطلاقة فتح بالقاهرة.

وأشاد المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، بالمواقف الرسمية لمصر الشقيقة واستنكارها للإساءات للرئيس عباس، من أحد الإعلاميين في إحدى القنوات الفضائية المصرية، مؤكداً أن العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والمصري أخوية راسخة.

وقال القواسمي في تصريح صحفي امس، إن حركة فتح والشعب الفلسطيني وقيادته شاركوا الشعب المصري فرحته العارمة بثورة 25 يناير و30 يونيو، ويدركون مكانة وأهمية أن تستعيد مصر دورها الإقليمي والدولي، لأن في ذلك مصلحة مباشرة للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة.

وفي تعقيبه على القضية المتعلقة بقناة "دريم" والإعلامي وائل ابراشي، قال القواسمي "نكن لهذه القناة الاحترام ولكن لا يمكن أن نصمت أو نتجاهل أي إساءة أو مس بالرئيس محمود عباس. الرئيس المنتخب ديمقراطياً من شعبه، وقائد حركة فتح التي أسست الهوية الوطنية الفلسطينية وأعادت للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية وجودها على الخارطة السياسية والجغرافية في الشرق الأوسط.

واستهجن القواسمي اللغة التي استخدمها ابراشي بخصوص المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، مؤكداً أن عساف هو قائد مسؤول في حركة فتح ويقوم بمهامه بتكليف من هذه الحركة.