منحت مؤسسة محمود درويش جائزتها السنوية للثقافة والإبداع لعام 2014، لكل من الفنان والرسام الفلسطيني عبد الحي مسلم، والشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي، وللمجلس الثقافي للبنان.

جاء ذلك في حفل أقامته المؤسسة، مساء أمس في متحف محمود درويش برام الله. وأعلن رئيس مجلس إدارة المؤسسة ياسر عبد ربه عن منح الجائزة للأبنودي ومسلم وللمجلس الثقافي، مبينا أن الأبنودي كرس روح الأصالة المصرية، ورفع الكرامة إلى أعلى ذروة لها، حمل راية فلسطين، موحدا بين فلسطين ومصر، فلا فرق عند الأبنودي بينهما.

وأضاف أن لجنة الجائزة قررت منحها لمسلم الذي رسم الحياة، وفلسطين، وصلتها بالأرض، والإصرار على حماية الأرض عبر البساطة والحلاوة والمباشرة، أما المجلس اللبناني فمنح الجائزة باعتباره من أبرز الأصوات التي دافعت عن حق فلسطين.

وتطرق عبد ربه إلى قرار مجلس إدارة المؤسسة وبالعمل مع وزارتي الثقافة والتربية والتعليم العالي والجامعات الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني، لإطلاق حملة تبدأ بمؤتمر وطني لإعادة صياغة المناهج الوطنية، بما يتناسب والرسالة الوطنية والثقافية التي خلفها الشهداء، وعلى رأسهم القائد ياسر عرفات.

وفي كلمة مسجلة عرضت عبر شاشة عرض في قاعة الجليل، بالمتحف، قال الأبنودي إنه يستحق هذه الجائزة لأنه يستحق درويش. واستذكر الأبنودي أيامه التي جمعته بدرويش، سواء خلال لقاءاتهما في القاهرة أو عمان، أو غيرهما من المواقع، وكيف أصبح درويش كفرد من أفراد عائلة الأبنودي وصديقا لكل أفرادها.

واعتبر الأبنودي هذه الجائزة تكريما ليس لشعره، وإنما لعلاقة الصداقة الطويلة التي امتدت بينه وبين محمود درويش منذ عام 1968 واستمرت حتى رحيله في 9 آب 2008.

وقال الأبنودي، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية حول منحه الجائزة: "كل جدران بيتي علق عليها صور لمحمود درويش، بجانب صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ونجيب محفوظ وحسنين هيكل، هذه الجدران تعبر عن العلاقات المزلزلة في حياتي".

وأضاف: "يعد محمود درويش من أكبر شعراء العربية في عصرنا الحديث، فقد عمل على تجديد القصيدة العربية بطريقة مذهلة، واستطاع أن يطوع قضية الحداثة التي هي أوروبية في الأصل ليكسبها طابعا عربيا أصيلا على غير هؤلاء الشعراء الذين استوردوا الحداثة، فجعلوا تلك الغربة الطويلة بيننا وبين أشعارهم".

ويعتبر الأبنودي أول "شاعر مصري" يفوز بجائزة محمود درويش للإبداع العربي بعد أن منحت عام 2010 للروائية المصرية أهداف سويف، مناصفة مع الشاعر والكاتب الجنوب إفريقي برايتن برايتنباخ.

أما الفنان مسلم؛ فقال إنه يتشابه ودرويش في أن كليهما ناضل من أجل قضية واحدة، وهذا بحد ذاته يعتبر حافزا استوحى من شعره أعمالا، كلوحة استمدها من قصيدة "مديح الظل العالي"، التي يقول فيها "شكرا للتي مدت ضفائرها .. لتحملني إلى سفني الأخيرة".

وتذكر الفنان مسلم يوم التقى الشاعر درويش في بيروت عام 1982، ومنحه الغراء ومنشار الخشب، ليستخدمهما في لوحاته.

وتتضمن الجائزة، في شقها المالي منح كل واحد من الفائزين مبلغ 25 ألف دولار أميركي.