اذا أردتم أن يبقى الرئيس قوياً ومتمسكاً في مواقفة الثابته فكونوا حوله ولا تطعنوه من الخلف بشعاراتكم وعباراتكم التي لا تغني ولا تسمن من جوع، الموقف صعب وحجم الضغوطات كبير والادارة الاميركية تضغط بكل قوة وحزم ويشاركها كل حلفائها واصدقائها في العالم بمن فيهم بعض الاطراف العربية التي تساهم في الضغط بشكل مباشر وآخرون بشكل غير مباشر وبعد أن اتضحت صورة اتفاق الاطار الذي تقدمت به الولايات المتحدة عبر مبعوثها جون كيري الذي صاغ بنوده على الطريقة الاسرائيلية بحيث تم رفض هذه المقترحات ورفض أي تلاعب حول أسس العملية السلمية وقراراتها المبنية على حدود الرابع من حزيران 1967. القدس لا تعني بيت حنينا ولا تعني العيزرية ولا ابو ديس، والحدود كاملة مع الاردن دون انتقاص والمستوطنات الى زوال واللاجئون عائدون الى بيوتهم التي هجروا منها وعلى هذا الاجماع الوطني تفاوض القيادة الفلسطينية في واقع متعثر وحساس وغاية في الخطورة حيث إن الادارة الاميركية تحاول فرض اجندة جديدة على مقياس حليفتها (اسرائيل) وهي تلوح تارة بالدبلوماسية وأخرى بالتهديد والوعيد وعلى كلتا الحالتين تم ابلاغ المبعوث الاميركي برفض أية تسوية غير قائمة على عودة كافة الحقوق التي أقرتها قرارات الشرعية الدولية.
وفي هذا الاطار فإن محاولات الضغط الاميركية لم تتوقف بل قد تكون أقوى في الأيام المقبلة وسوف تشتد خاصة بعد اللقاء المقرر عقده بين الرئيس محمود عباس والرئيس الاميركي باراك اوباما في منتصف الشهر الحالي والذي سيكون بمثابة ضغط اميركي مباشر وعلى أعلى المستويات ويفجر العملية برمتها اذا ما أصرت الولايات المتحدة على مواقفها المنحازة للاحتلال.
وفي ظل هذا الواقع ووسط هذه الايام العصيبة فإن المطلوب فلسطينياً هو الالتفاف حول مواقف القيادة التي تمثل الاجماع الفلسطيني وعدم التجني عليها كثيراً ببعض الاكاذيب هنا او هناك، لأن عبارات التجني والتخوين هي طعنات مباشرة من الخلف وهي استعراض للعضلات زائف وكاذب في الوقت الذي يجب ان يكون فيه دورنا هو تعزيز صمود القيادة وثباتها على المواقف التي تمثل الاجماع الوطني الفلسطيني، فلا تكونوا سيوفاً تطعن من الخلف وكونوا أوفياء للوطن والقضية وشاركوا في دعم حقنا وتقويته امام كل هذه الضغوط وهذه السياسات التي تحاول استغلال كل الفرص لادخال الفتنه وتعزيز الانقسام لاضعاف مواقف القيادة مستفيدة من ذلك لتنفيذ مشاريعها ومخططاتها.