في ظل العدوان الاسرائيلي: لمصلحة من إشغال لبنان الساحة المساندة للضفة وغزة بقضايا داخلية؟
غالبا ما يعلمنا التاريخ دروسًا وعبرًا، ومنها أن نجاح أي فرد او جماعة قد يكون دافعًا لاستهدافها، من قبل اولئك الذي عجزوا عن تنفيذ عملها ونشاطها او تخاذلوا في القيام به لأسباب ومآرب، فسعوا للنيل منها كي يخفوا خطاياهم وآثامهم.
وهذا هو حال "جمعية الخدمات الطبية" التابعة لحركة فتح، التي وقعت ضحية تقصير فاقع تغرق في وُحولِه جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، ويشهد الماضي القريب على محطات ومفاصل زمنية مثل جائحة كورونا والعدوان الاسرائيلي وغيره وغيره.
لم يكن يفترض أن يكون هناك تعارضًا بين عمل المؤسسات الحركية والرسمية، بل تكامل ودعم في المهام والمسؤوليات. وإن تعثرت إحداها تسندها الثانية، ولطالما كانت "حركة فتح" بأبنائها وفدائييها ومؤسساتها وقطاعاتها عامودا فقريا للعمل الوطني والاجتماعي والانساني الفلسطيني.
لكن استهداف جمعية الخدمات اليوم مع ما يقارب ال ٢٠٠ عامل في إطارها، يطرح علامات استفهام كبيرة حول من يروّج ويلفّق ويضلّل مسيرتها لضربها، فقط لانها كشفت تقصيره.
ألا تساهم العيادات المتنقلة الاسبوعية في المخيمات مع اطباء من مختلف التخصصات وتقديم الدواء المجاني ومتطلبات الاطفال والمسنين في تعزيز صمودنا؟ ألا تساهم الدورات التدريبية التي تقوم بها في مختلف المحافظات لفرق فلسطينية ولبنانية في تعزيز الوعي الصحي وسرعة الاستجابة للحالات الطارئة؟ ألا تؤمن فرص عمل لأطباء وطواقم إسعافية محرومون من العمل في لبنان بحكم القوانين التي تحد من المهن التي يعمل فيها ابناء شعبنا في لبنان؟!
لا يجب أن يسود القلق من هذه المهام الانسانية إلا في حال كانت اياد سوداء تؤجج الشائعات والاستهدافات لشطبها وبالتالي ضرب صمود اهلنا في لبنان او إشعال غضبهم وهم الذين يشكلون ساحة اساسية في الدفاع عن اهلنا في غزة والضفة بوجه حرب الابادة المتواصلة للبشر والحجر من قبل العدو الاسرائيلي، وتشهد ساحات وازقة المخيمات على الحراك الشعبي المتواصل وصوت الشتات الصارخ دعما لحقوق شعبنا. لمصلحة من إسكات هذا الصوت وإشغاله بقضايا داخلية؟
وانطلاقا من كل هذا، فإن استهداف سفير دولة فلسطين اشرف دبور المدافع عن حقوق شعبنا وفي مقدمتها تعزيز صمودهم، هو استهداف للمخيمات وللاطر التنظمية وابناء الحركة بمختلف قطاعاتها، وهو ما ظهر جليا في الساعات الماضية عبر هذا الغضب الشعبي والتنظيمي عبر عشرات البيانات والمواقف الرسمية، ليعكس مرة جديدة التلاحم بين القيادة والقاعدة الجماهيرية ويثبت للقاصي والداني اننا كلنا في مركب واحد ولن نسمح للظلاميين بتحقيق اجندات اسرائيلية سوداء.
التعبئة الفكرية لحركة فتح - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها