وقعت مواجهات امس في المسجد الاقصى بين شبان فلسطينيين وشرطة الاحتلال قبيل بدء مناقشات في الكنيست حول السيادة على هذا الموقع المقدس. وقد أدانت الرئاسة استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد وما رافق ذلك من تصرفات تقوم بها شخصيات إسرائيلية رسمية بمشاركة غلاة المتطرفين. وحذرت من أن مثل هذه الاعتداءات لا تشكل خطرا على المقدسات فقط، بل تخلق مناخا سيؤدي إلى تزايد العنف والكراهية، وتحويل الصراع إلى صراع ديني خطير.
وطالبت الرئاسة، الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن مثل هذه الأعمال غير المسؤولة ووقف كل أنواع الاستفزاز الذي تقوم به مجموعات يمينية متطرفة لخلق وقائع مرفوضة، تعد خرقاً للقانون الدولي، وتحديا ليس للشعب الفلسطيني فقط بل للمجتمع الدولي وللراعي الأميركي.
وبينما أعربت مصر عن قلقها الشديد تجاه قيام الكنيست ببحث موضوع يتعلق ببسط سيادة اسرائيل على المسجد الاقصى، حذر وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، في بيان عاجل، إسرائيل من السماح للمتطرفين اليهود بتصدر المشهد السياسي ما يؤدي الى انفجار الاوضاع في فلسطين والمنطقة العربية ككل.
في غضون ذلك، قال الامين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح، إن مجلس الجامعة يعقد يوم غد الأربعاء، اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة ليبيا، لبحث التحرك العربي المطلوب في مواجهة الهجمة الاسرائيلية الشرسة على المسجد الاقصى والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
واعلن المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد ان الشرطة الاسرائيلية دخلت صباح امس الى باحة المسجد الاقصى في القدس القديمة لتفريق متظاهرين فلسطينيين قائلا "قواتنا دخلت الى الموقع واستخدمت وسائل تفريق التظاهرات اثر رشق فلسطينيين حجارة على زوار". واصيب رجلا شرطة جراء القاء الحجارة بينما اعتقلت الشرطة ثلاثة متظاهرين، بحسب الشرطة الاسرائيلية. وأصيب 15 مواطنا برصاص مطاطي واعتقل اربعة آخرين. وافاد شهود ان شبانا دخلوا متنكرين بثياب نسائية منذ مساء الاثنين الى داخل المسجد.
وقال الشيخ عزام الخطيب مدير عام اوقاف القدس لوكالة فرانس برس "منذ يوم امس (الاول) ونحن نطالب باغلاق باب المغاربة بسبب الاستفزاز والتصريحات من قبل بعض الجهات اليمينية".
وبحسب الخطيب فانه "في الساعة السابعة والثالثة والثلاثين (صباحا) دخلت الشرطة الى المسجد الاقصى مستخدمة قنابل الصوت بينما استخدم الشبان الحجارة".
وفي ما يتعلق بمناقشات الكنيست حول نقل السيادة في المسجد الاقصى قال الخطيب "نحن ننتظر ماذا سيحدث في جلسة الكنيست اليوم (الثلاثاء)"، مؤكدا ان "هناك اتصالات اردنية منذ عدة أيام مع الاسرائيليين لمنع اي تحرك من شأنه المساس بمكانة الاقصى".
ويتولى الاردن الاشراف على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.
واشار روزنفليد الى ان هناك "توترا شديدا" يسود قبل مناقشات مرتقبة في الكنيست حول مشروع تقدم به نائب لنقل الاشراف على الاقصى من الاردن و"بسط السيادة الاسرائيلية" الكاملة عليه. واكد ان "قوات الشرطة ما زالت منتشرة وجاهزة لمواجهة" اي تظاهرة جديدة.
وناقش الكنيست الاسرائيلي مساء امس مشروع قانون تقدم به عضو الكنيست موشي فيغلين، العضو المتشدد في حزب الليكود الذي يرئسه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ينص على "بسط السيادة الاسرائيلية" على المسجد الاقصى. وانتهى النقاش دون اجراء اي تصويت على ان يستأنف في وقت لاحق.
وقال فيغلين أمام قاعة شبه فارغة "لقد تخلينا عن آخر قطعة سيادة على جبل الهيكل. بامكان اي منظمة ارهابية ان ترفع علمها في حين لا اثر لعلم اسرائيلي"، حسب تعبيره. واضاف "وحدهم اليهود لا يحق لهم الصلاة على هذا الموقع".
من جهتها، اتهمت زيهافا غال اون زعيمة حزب "ميريتس" اليساري نائب الليكود واصدقاءه بـ"صب الزيت على النار" والعمل على نسف عملية السلام مع الفلسطينيين.
وسبق ان اعلن نتنياهو انه يعارض كليا هذا الاقتراح الذي يقول المعلقون ان ليس له اي فرصة في ان يعتمد بسبب عدم وجود تاييد كاف له. ويعتقد نتانياهو ان المناقشة ستغضب الاردن ومصر والفلسطينيين بينما تحاول الولايات المتحدة دفع اسرائيل والفلسطينيين الى توقيع اتفاق سلام في الشرق الاوسط.
وفي عمان، دعا حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين في الاردن وابرز احزاب المعارضة في بيان الحكومة الاردنية الى "تجميد" اتفاق السلام مع اسرائيل بسبب مناقشة هذا القانون. وقال البيان الذي نشر على موقع الحزب الالكتروني "إننا ندعو الحكومة إلى الاصغاء الى صوت الشعب الاردني الذي عبر مراراً وتكراراً عن مطالبته بتجميد العمل بمعاهدة وادي عربة وصولاً إلى إعلان بطلانها".
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الاقصى لممارسة شعائر دينية والمجاهرة بأنهم ينوون بناء الهيكل مكانه.