الشاعرة الفلسطينية نهى عودة 

كتَبتُ العشقَ بجميعِ مَداخِلِه
ومَخارِجِه
وَفِقْهِهِ
مارستُ طقوسَ العبادةِ
بعنايةٍ مُشدَّدةٍ
أحببتُ اللهَ بطريقتي
تجوَّلتُ بين أرْوِقةِ البلادِ
أُناجي اختفاءَ غُربةٍ
لكنّي الوحيد الذي تمَكّنَ
منه اللجوءُ 
أوجَعَنِي حدَّ الغربةِ
لم يُعْطِ النَّصيبَ حقَّه
لم يُعطِ المُغادِرَ سوى تذكرةٍ
واحدةٍ
أنا 
كلُّ الأشياءِ المُبْهمةِ
مُذْ خُلِقتُ
أنا لم أنْجُ إلَّا مَرَّةً
مَرَّتَيْن 
وأختُمُها بِنَجاتي الحقيقِيَّةِ
اتّخذتُ جُدرانا لأُدّوِّن عليها 
كلَّ قيودِ الحروبِ
الخوفِ
المَتاهةِ
العشقِ
اللّجوءِ
ونسيتُ أقلامي في درجٍ
حرقوه
عند اشتعالِ حربِ إبادةٍ أعلنوها على وطني 
عند نكبةٍ أخرى
وما زلتُ
أفتِّشُ عن وجهك بين المارِّين
أتلْعثمُ في استخارةٍ
ستأتي بكَ خيرًا مُطلقًا
 تَيْهِي نقشْتُه على صخرةٍ ولم أكترثْ له
أسلمتُ قلبي وكنتَ دعائي 
مرَرْتُ بالفَقدِ
رَشقْتُ القهرَ
اسْتَعذَبْتُ الانتظارَ
فما كلُّ المدائنِ لها صوتٌ
فكيف أسمعُ هَمْسَكَ
مِن نوافذِ اغترابي؟