"زلزال سيُثقل كاهل نتنياهو وغالانت مع مرور الوقت ووصمةُ عار ستلاحقهما حتى القبر"، هكذا وصف مقال لصحيفة "الغارديان" البريطانية قرار المحكمة الجنائية الدولية المتعلق بمذكرتي الاعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الجيش السابق يوآف غالانت.
المقال أشار إلى أن القرار سيترك أثرا على المدى القريب في إسرائيل، حيث سيحاول نتنياهو وغالانت حشد الدعم من الرأي العام الإسرائيلي. ولكن على المدى البعيد، سيزداد ثقل الاتهامات ضد نتنياهو وغالانت وتتقلص المساحة الدولية المفتوحة لهما، فوصمة العار بأنك أصبحت متهما بارتكاب جرائم حرب، من الصعب محوها.
وعلى المستوى العالمي، يرى المقال أنه للمرة الأولى توجه اتهامات لحليف غربي بارتكاب جرائم حرب ومن مؤسسة قضائية دولية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة من المرجح أن تضغط على بريطانيا لرفض المصادقة على مذكرات الاعتقال، لكن هذا من شأنه أن يلحق ضررًا خطيرًا بمصداقية بريطانيا في أماكن أخرى من العالم، بخاصة أن رئيس حكومتها كير ستارمر يتمتع بخلفية متينة في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي.
وكانت واشنطن قد رفضت أوامر الاعتقال قائلة أنها ستنسق مع شركائها بمن فيهم إسرائيل بشأن الخطوات التالية، إذ ترجح بعض المصادر الإسرائيلية أن يقدم الكيان الإسرائيلي طلبًا لاستئناف قرار المحكمة الدولية.
ولكن على الرغم من عدم توقيع الولايات المتحدة على ميثاق روما وانضمامها إلى المحكمة الجنائية الدولية إلا إن تواصلها مع نتنياهو يحرجها، إذ يعتبر كاتب المقال أن المحكمة تلعب لعبة طويلة الأمد، فبمجرد إصدار مذكرات الاعتقال فهي تتبع الفرد حتى الموت، وإذا ذهب نتنياهو مرة أخرى إلى واشنطن للتحدث إلى الكونغرس بعد إصدار مذكرات الاعتقال، فإن هذا على الأقل يحرج الولايات المتحدة بشكل كبير ويجعل نفاقها واضحا جدا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها