أعلن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الفريق جبريل الرجوب يوم أمس الأربعاء 2024/06/12، أن منتخبنا الوطني لكرة القدم سيخوض المرحلة الثالثة والحاسمة من تصفيات كأس العالم 2026 على ملعبه البيتي، في ستاد فيصل الحسيني ببلدة الرام شمال القدس المحتلة.

واستعرض الرجوب خلال مؤتمر عقده في مدينة البيرة، التحديات التي تواجه الرياضة الفلسطينية في ظل عدوان الاحتلال المتواصل، والإنجازات التاريخية التي تحققت في الآونة الأخيرة على مستوى المنتخب الوطني لكرة القدم، والمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس.

وشكر الرجوب، الدول العربية التي فتحت المجال أمام عدد من اللاعبين للاحتراف، ومنها الأردن وقطر والكويت ومصر وليبيا، وتعاملها مع اللاعبين الفلسطينيين كلاعبين وطنيين، لمساعدتنا على انتزاع بطاقة التأهل لأول مرة في تاريخنا إلى المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم، وللمرة الرابعة إلى نهائيات أمم آسيا.

وأكد الرجوب، أن هناك "300" ما بين لاعب وإداري وفني ومدرب وحكم ورئيس نادٍ استشهدوا، والعشرات لا يزالون مفقودين تحت الأنقاض، إلى جانب مئات المعتقلين والجرحى.

ولفت إلى أن كل البنية التحتية الرياضية في قطاع غزة تعرضت للتدمير الكامل من الأندية والملاعب والصالات الرياضية، حتى لم تبقَ هناك أي منشأة رياضية وكشفية لم يتم تدميرها.

وقال: "نلتقي اليوم لنشكل جسور بناء بين الحركة الرياضية الفلسطينية، وعمقنا العربي والإسلامي والدولي، لتوفير كل عناصر القوة والحماية للحركة الرياضية الفلسطينية، الحركة الملتزمة بالميثاق الأولمبي، وقوانين الفيفا، ورسالة الرياضة الإنسانية، القيمية والأخلاقية، وتشكيل وعي الإنسان الفلسطيني".

وأشار الرجوب، إلى استهداف العديد من الأندية في مخيم جنين، وطولكرم، والعيزرية، واستشهاد عدد من اللاعبين، وإصابتهم، واعتقالهم، بالإضافة إلى سياسة التضييق وخنق الضفة الغربية التي أدت إلى وقف كل الأنشطة الرياضية، وما يتبعه من ارتدادات على أداء اللاعبين.

وأضاف: "حاولنا منذ اليوم الأول من العدوان الحفاظ على حد أدنى من المشاركة القارية والدولية، من خلال المنتخب الوطني الأول والمنتخب النسوي، وإضافة برنامج لإعداد لاعبين أولمبيين لتمثيل فلسطين، مبينًا أن معظم لاعبي المنتخب الوطني الأول كانوا خلال الفترة الماضية خارج الوطن".

ودعا جميع اللاعبين وأحرار العالم إلى رفع "الكرت الأحمر" في وجه الأنشطة الرياضية في المستعمرات، واللاعبين المتورطين في جرائم الحرب ضد شعبنا.

وأوضح أن منتخبنا تأهل إلى المرحلة الثالثة والحاسمة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، وسيكون لنا حضور ملحوظ في هذه التصفيات، والمباراة الأولى ستكون على أرض فلسطين في القدس، وسنوجه دعوة إلى كل العالم ليشاركنا هذه اللحظة التاريخية.

ودعا إلى إعادة تثبيت "الملعب البيتي" لما يشكله من مصلحة للرياضة الفلسطينية، وتهيئة كل الظروف والأسباب، وخلق جو إيجابي حول منتخبنا الوطني.

وأكد الرجوب دور المرأة الفلسطينية في الرياضة وعبر المنتخب النسوي الفلسطيني، شاكرًا كل الدول والأندية واللاعبين الذين عبروا عن التضامن مع شعبنا في ظل ما يتعرض له من حرب إبادة وتهجير وتجويع وتعطيش.

وعلى الصعيد الأولمبي، قال: "نسعى ليكون هناك لاعبون يحملون المضمون الإنساني والسياسي والنضالي في منظومة الرياضة، من خلال مشاركتنا في الألعاب الأولمبية الشهر المقبل، وسنتفاعل مع كل اللجان الأولمبية المشاركة في هذا الحدث التاريخي".

وأدان الرجوب جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت كل ما يتعلق بقطاع الرياضة والكشافة، في ظل صمت مطبق، ووجود أندية وأنشطة رياضية في المستعمرات على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأشار إلى مطالبته بتعليق أنشطة الاتحاد الإسرائيلي، كمقدمة لطرد إسرائيل من الفيفا.

واستدرك، "في تقديرنا أن الجرائم التي ارتُكبت بحق الفلسطينيين، وسياسة التضييق على الحركة الرياضية، قد أسقطت أي حق قانوني أو أخلاقي لإسرائيل في المشاركة في الألعاب الأولمبية في فرنسا".

وتساءل الرجوب، "لاعب إسرائيلي يوجه صواريخ إلى أطفالنا في غزة، ولاعب جودو إسرائيلي آخر يزور جيش الاحتلال الذي يرتكب جرائم في غزة، ويشجعهم ويطلق تهديدات، هل هؤلاء يستحقون أن يكونوا في الألعاب التي لها علاقة بكل ما هو إنساني وأخلاقي؟".

وشدد على أنه آن الأوان لإخضاع مجرم الرياضة الإسرائيلي للمحاكمة التي تتعارض مع رسالة الألعاب الأولمبية.

وأكد أن المبادئ الرياضية الفلسطينية لا علاقة لها بالسياسة، وهي منظمة بقوانين وأنظمة ولوائح وفق الميثاق الأولمبي، وميثاق الفيفا، وأن الرياضة موحدة لكل الفلسطينيين، ودون تجاذبات سياسية، والاستمرار في تطوير رياضة فلسطينية أخلاقية وإنسانية في العالم.