خلف ذلك السور.. قلبٌ نشأ على صوتٍ يترددُ دائمًا "الأرض لنا"، طفلٌ تربى أن فلسطين هي الجوهرة الثمينة وأن المسجد الأقصى هو الشريان النابض للقدسِ وما يُحيطها من منغّصات إسرائيلية مستمرة.
قصة "خلف السور" ليست سلسلة قصصية عادية، إذ تركت كاتبة القصة للأطفال إتاحة الفرصة لعنان خيالهم بربط عنوانها بأحداثِ المسجد الأقصى، وكيفية حثهم على الدفاع عن الأقصى وتحفيز طاقاتهم على المواجهة والغضب في وجه المحتلين.
أحبّت الكاتبة أن تنقل واقع المدينة المقدسة وتفاصيلها الدقيقة بالصورة للأطفال المقدسيين، حيث تُجسد القصة أحداثًا حقيقة يعيشها المسجد الأقصى تتمثلُ في الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، حتى يتمكن الطفل المقدسي من فهم الاحتلال بطريقةٍ صحيحة، وكي لا يُصبح الانتهاك مشهدًا عاديًّا ويمرُّ مرور الكرام.
المربية المقدسية مريم أبو اسنينة، صاحبة قصة "خلف السور"، أطلقت مؤخرًا سلسلتها القصصية للأطفال عن المسجد الأقصى، وافتتحتها بقصة "خلف السور"، حيث بدأت بكتابة القصص منذ عام 2019.
و"أبو سنينة" كاتبة ورسامة، وُلدت في بلدة سلوان بمدينة القدس، وحاصلة على شهادة بكالوريوس التربية والشريعة الإسلامية من جامعة القدس المفتوحة، وأم لطفلين "أمير، وبيبرس".
لم تكن المُربية الفلسطينية غائبة عن تلقين أطفالها للمعاني الوطنية، بل كانت وما زالت طوال الوقت ملتصقة بالعلم والتعلُّم، من أجل تنشئة أطفالٍ يُحبون الوطن في ظل وجود محتل يسعى إلى انحراف تفكير الأجيال الناشئة، فما زالت الفلسطينية شريكة حقيقية لوطنها.
"خلف السور.. حبٌّ وسلام، حربٌ واحتلال، طفولة واعية حقها العيش بأمان" عن ذلك تقول مريم أبو اسنينة، إن أحداث القصة تدور داخل المسجد الأقصى، إضافةً إلى إتاحة الإجابة لأسئلة الأطفال من خلال أسلوب شيّق يعتمد على زرع قيم الرباط لدى الطفل المقدسي من خلال تنويع الأسلوب القصصي المحبب للأطفال.
وتضيف "أبو اسنينة، أتحتُ الفرصة للأطفال بإطلاق عنان خيالهم بربط عنوان القصة بالأحداث الجارية في الأقصى والقدس، موضحةً أنها استهدفت بالقصة المربين بتعزيز القيم الدينية وتوضيح بعض المفاهيم الغائبة عن تنشئة الأطفال؛ حتى ينشأ جيل واعٍ بمستقبل حافل بالقدوات التي يحتذى بها.
وتؤكد أن القصة تعدُّ شكلًا من أشكال الصمود أمام مخططات الاحتلال الرامية إلى تغييب وتجهيل الطفل المقدسي عن واقع "الأقصى"، مُشيرةً إلى افتقار أدب الأطفال لمثل هذه القصص الموجّهة التي تستطيع تصحيح مفاهيم الأطفال عن القضية الفلسطينية وأهمية الرباط على أبواب الأقصى.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها