بمشاركة جماهيرية حاشدة من أبناء شعبنا في المخيّمات والتجمعات الفلسطينية في منطقة صور، نظّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في منطقة صور ومخيّم البرج الشمالي والهيئة العامة للمتقاعدين العسكريين الفلسطينيين في لبنان ومنطقة صور، وعائلة الشهيد الرائد رشدي عبدالرزاق محمود عمر "كاسترو" وأهالي مخيّم الشهداء البرج الشمالي، حفلاً تأبينيًّا للشهيد اليوم الجمعة ١٠-٦-٢٠٢٢ في قاعة الشهيد عمر عبد الكريم في مخيّم البرج الشمالي. 

 

وتقدم الحضور عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، والقائد العسكري والتنظيمي لحركة "فتح" في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله، وعضوا قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان أبو إياد الشعلان ويوسف زمزم، ومسؤول الهيئة العامة للمتقاعدين العسكريين العميد أبو مصطفى فضل، وقيادة وكوادر الحركة، وضباط وجنود الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صور ومخيم البرج الشمالي، وممثلو الفصائل الفلسطينية، وممثلو الأحزاب والقوى اللبنانية الوطنية والإسلامية، وعدد من رجال الدين الأفاضل، والشخصيات الاعتبارية والفاعليات الاجتماعية الفلسطينية واللبنانية.

 

بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد كاسترو وأرواح شهداء الثورة الفلسطينية والأمتين العربية والإسلامية، وتحدّث عريف الحفل الأستاذ محمد خضر عن مناقب الشهيد كاسترو الذي عاش مناضلاً مقاتلاً من أجل تحرير فلسطين وعودة أبنائها اللاجئين، والذي حلم أن يكون مثواه في وطنه، ولكن مشيئة الله كانت أن يدفن إلى جانب من سبقوه من شهداء الثورة الفلسطينية في مقبرة الشهداء بمخيّم البرج الشمالي. 

 

وأضاف خضر: "كل الشكر والتقدير للإخوة في المجلس الثوري لحركة" فتح" ممثلاً بالأخ الحاج رفعت شناعة، ولقيادة الأمن الوطني الفلسطيني ممثلةً بالاخ اللواء توفيق عبدالله، وقيادة حركة فتح في إقليم لبنان ممثلةً بالاخ أبو إياد الشعلان والأستاذ يوسف زمزم، وقيادة الهيئة العامة للمتقاعدين العسكريين ممثلة بالأخ العميد أبو مصطفى فضل، وقيادة وكوادر حركة "فتح" في منطقة صور وشعبها التنظيمية، وممثلي فصائل هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صور، وممثلي الأحزاب والقوى اللبنانية الوطنية والإسلامية، وأبناء شعبنا الفلسطيني في مخيم البرج الشمالي وفي المخيمات والتجمعات في لبنان". 

كما شكر الدفاع المدني الفلسطيني، وكل من قدم واجب العزاء والمواساة إن كان بالحضور شخصيًا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الهاتفي. 

 

من ثم كانت تلاوة عطرة لآيات بينات من القرآن الكريم تلاها الأخ أبو محمد الشيخ علي عن روح الشهيد وكل شهداء وأموات المسلمين. 

 

كلمة حركة "فتح" وهيئة المتقاعدين العسكريين ألقاها العميد أبو مصطفى فضل قال فيها: "لا أعرف من أين أبدأ وأنا أقف في حضرة الشهداء، فكيف إذا كان الشهيد هو أبو محمد كاسترو ابن طولكرم الذي التحق بحركة" فتح" (قوات العاصفة) شبلاً، فالشهيد من جيل يكفيه فخرٌ أنه ناضل وقاتل إلى جانب أبطال معركة الكرامة وفي مقدمتهم الشهيد الرمز ياسر عرفات والأمير أبو جهاد الوزير وأبو إياد صلاح خلف وكل الأبطال الشهداء منهم والأحياء، شهيدنا أبو محمد كاسترو من جيل الرواد والفدائيون الاوائل الذين عاشوا فدائيين وقضوا على طريق التضحية والفداء من أجل تحرير فلسطين".

 

وأضاف: "إنّ هؤلاء الفدائيين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، الفدائيون، الذين ينطبق عليهم قول الشاعر (نحن الذين إذا ولدنا بكرة كنّا على ظهر الخيول أصيلا)، هم أبناء "فتح" والثورة الفلسطينية، وبدمائهم أعاد الشهداء للقضية الفلسطينية خاصيتها ومجدها ووضعوا فلسطين وقضيتها على خارطة العالم، بل أصبحت فلسطين بتضحياتهم الرقم الأول والرقم الصعب في المعادلة الدولية ومن فلسطين ينبعث السلام ومنها تبدأ الحروب، نلتقي لتأبين أبو محمد كاسترو في مخيم الشهداء البرج الشمالي وكل مخيماتنا مخيمات الشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن فلسطين وعن هويته الوطنية، من أشبال الـ"آر.بي.جي" في مخيّم الرشيدية إلى الأبطال الذين كسروا هيبة جيش الاحتلال الصهيوني عند مداخل مخيم البص عام 1982، ونحن في أجواء الذكرى الأربعين للاجتياح الصهيوني للبنان نستذكر تلك البطولات العظيمة التي نفذها أبناء حركة "فتح" والقوات المشتركة اللبنانية الفلسطينية، دفاعًا عن الثورة الفلسطينية وعن عروبة لبنان الشقيق، فكيف إذا كان مخيم الشهداء البرج الشمالي مخيم الشهيد مرعي أول الشهداء، والبلجيكي، والشيخ حمود، والقائد الكبير أبو رياض بركة، وأبو علي دلى، وهنا كانوا ومن هنا انطلق الفدائيون والقادة من مخيم الشهداء البرج الشمالي ومنهم الشهيد نعيم وجواد وشريف وبلال الأوسط وأبو علي عمر عبد الكريم والحاج توفيق ومهاجر وأكرم بكار والمئات المئات من إخوانكم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل فلسطين، برج الشهداء الذي تحطمت على مداخله غطرسة الجيش الصهيوني ودمرت دباباته وأسر ضباطه وجنوده".

 

وتابع فضل: "في البرج الشمالي تجد في كل بيت وكل عائلة شهيدًا، لهذا أطلقَ عليه برج الشهداء، وقد سقط أكثر من مئتي شهيد في اليوم الأول والثاني للاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982.

 

هذه هي "فتح" هذه هي منظمة التحرير الفلسطينية، مشروعنا مشروع مقاومة فعلي، الرئيس يقاوم والشعب يقاوم والحجر والشجر يقاوم ولا نزال نقاوم ونناضل بكل أساليب النضال والمقاومة حتى النصر والتحرير والعودة واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

 

وبعدها كانت موعظة دينية من وحي المناسبة ألقاها فضيلة الشيخ علاء المحمود.