أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إقليم جنين منطقة الشهيد زياد العامر، واللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين، وفعاليات المدينة والمخيم، وذوو الشهداء والأسرى المحررين وجماهير غفيرة من جنين ومخيمها جنين، اليوم الأربعاء، ذكرى يوم الأرض الخالد، والذكرى العشرين لمعركة مخيم جنين معركة العز والبطولة "معركة نيسان"، وذلك في مهرجان جماهيري كبير أقيم في مخيم جنين.

وقبيل المهرجان انطلقت مسيرة كشفية جابت شوارع المخيم تجاه مقبرة الشهداء، وتم وضع أكاليل من الزهور، وحمل المشاركون خلالها صور الشهداء، ورفعوا الأعلام الفلسطينية وتوجهت المسيرة إلى مخيم جنين، الذي نفذت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي المجزرة البشعة، ضد المواطنين العزل، في نيسان/ أبريل من العام 2002، وذلك بمشاركة محافظ جنين أكرم الرجوب، والعميد حلمي نزال مدير جهاز الأمن الوقائي، نائب قائد منطقة جنين المقدم محمد بزور، ورئيس اللجنة الشعبية ممثلين عن المؤسسات الرسمية والفعاليات الشعبية .

ودعا الرجوب، في كلمة له بالمهرجان، إلى التمسك والحفاظ على إرث الشهداء والأسرى وتضحياتهم، مشددا على أن المؤسسة الأمنية لن تسمح بالعبث بنضالات وتضحيات وبصمود أهالي جنين ومخيمها، وعلى ترسيخ الوحدة الوطنية على الأرض لكي يتمكن شعبنا من النضال والمقاومة والتصدي لكافة المؤامرات التي تحاك بمشروعنا الوطني التحرري، وأنه لن يسمح لأحد بمقدرات وتضحيات المخيم، داعيا الى تعزيز القيم الثورية والأخلاق والانتماء لوصايا الشهداء والأسرى، وأن نبتعد عن سياسة التخوين.

كما شدد على ضرورة العمل على تعزيز الوحدة الوطنية والابتعاد عن التجاذبات السياسية والتي تصب في أجندة خارجية، والعمل على نبذ الخلافات.

وأكد رئيس اللجنة الشعبية محمد الصباغ، ومسعد عمار في كلمة ذوو الشهداء ألقاها، وهزاع السعدي في كلمة الأسرى المحررين، أن معركة مخيم جنين هي معركة الدفاع عن الكرامة، وهي معركة الصمود والبطولة والتضحية، والتصدي لآلة الحرب الإسرائيلية.

وأشار المتحدثون إلى أن معركة المخيم تشير إلى عجز الاحتلال عن النيل من صمود المقاومة، وقيامه بقتل المدنيين وتدمير الممتلكات، حيث نسفت وجرفت مئات المنازل، وحولت الجرافات أحياء بكاملها إلى أكوام من الأتربة والغبار، بالإضافة إلى عمليات الإعدام التي نفذت بحق المقاومين وحتى بحق النساء والأطفال العزل.

واستذكر المتحدثون شهداء المجزرة من محافظة جنين ومن المؤسسة الأمنية، وشهداء يوم الأرض الخالد، الذين جاهدوا بأنفسهم وإرادتهم، وواجهوا بصدورهم العارية آلة الحرب الإسرائيلية.

كما استذكروا الأسرى المرابطين خلف القضبان، مؤكدين أنه لا سلام دون إطلاق سراحهم جميها، وأن المعركة مع إسرائيل متواصلة، دفاعا عن الأرض، ومقاومةً للجدار العنصري، ومحاربةً للمساعي والإجراءات الهادفة إلى تهويد القدس، العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، وأشاروا إلى أن حق العودة حق مقدس، فردياً كان أو جماعياً، ولا تنازل فيه.

وحذر الصباغ كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات شعبنا في المخيم من خلال إثارة الفوضى والفلتان، وأنه لن يسمح لأحد بأن يعبث بالتاريخ النضالي لمخيم جنين ولتضحيات الأسرى والشهداء، مشددا على وحدتنا الوطنية، ومؤكدا أن السلاح هو نحو الاحتلال، وأن مسؤولية الجميع التصدي للعابثين.

 وكان المهرجان قد افتتح بآيات من الذكر الحكيم، والوقوف دقيقة صمت وحداد، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، والنشيد الوطني، وتخلله فقرات فنية تراثية من غناء ودبك لفرقتي إطفال جمعية كي لا ننسى، ومركز النشاط النسوي، وتكريم ذوي 192 شهيدا استشهدوا منذ عام 1972 حتى اليوم