في ظلّ أكثر مراحل تاريخنا صعوبةً وأشدّ المحطات خطورةً على قضيتنا الفلسطينية جاء انعقاد الدورة الـ٣١ للمجلس المركزي الفلسطيني، وسط مشاركة واسعة لجميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية - بإستثناء الجبهة الشعبية- والاتحادات والنقابات وممثلي الجاليات، لترسم خارطة الطريق السياسية والدبلوماسية والوطنية للمرحلة النضالية المقبلة. 

 

رسائل مهمة وعناوين عريضة برزت جليةً خلال الجلسة الافتتاحية لدورة المجلس المركزي عكست مدى النضج الوطني والحرص الكامل لدى حركة "فتح" وفصائلنا الوطنية المشاركة على تغليب المصلحة الوطنية العليا على كل ما سواها، والتوحد رغم الاختلافات في بوتقة وطنية موحّدة، للدفاع عن قضيتنا وشعبنا وحقوقنا الوطنية، وتوحيد الموقفِ الفلسطيني المتوائم مع تطلعات وآمال شعبنا المناضل، وتعزيز دور مرجعيتنا الوطنية، "م.ت.ف". 

 

هذه المواقف التي دأب على تأكيدها سيادة الرئيس محمود عبّاس، جدّد التشديد عليها خلال كلمته الوطنية في الدورة الـ٣١ للمجلس المركزي الفلسطيني، مؤكدًا أنَّ "مواجهة هذه التحديات تتطلب إنهاءً فوريًا للانقسام الداخلي في إطار الالتزام بالشرعية الدولية"، وداعيًا الفلسطينيين جميعًا لوضع مصلحة الوطن والشعب فوق أي اعتبار مهما كان، لأنَّ القدس وفلسطين فوق الجميع.

 

لقد لخّص سيادة الرئيس محمود عبّاس في كلمته الأولوية الوطنية التي يجب أن يلتفَّ حولَها شعبُنا وقواه الوطنية الفاعلة، ألا وهي تعزيز دور منظمة التحرير الفلسطينية بما تُجسّده من مرجعيةٍ وطنيةٍ شاملة، وتحديد آلية مجابهة عدونا الأوحد، الاحتلال الإسرائيلي، على الصعد كافةً، وعدم السماح بالإبقاء على الوضع القائم، مؤكّدًا أنّ "التحديات الوجودية التي تواجهنا اليوم تقتضي منا مواصلة الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، والعمل على تطوير مؤسساتها، والحفاظ على القرار الوطني المستقل، والتمسك بثوابتنا الوطنية المعتمدة في المجلس الوطني بالجزائر عام 1988". 

 

جملةٌ من القضايا الوطنية والسياسية الداخلية والخارجية طرحتها الكلمات ويناقشها المجلس الوطني في دورته الحالية، لرسم الخطوط العريضة للاستراتيجية النضالية المقبلة، ولا سيما لجهة تفعيل المقاومة الشعبية، وتحديد معالم الدبلوماسية الفلسطينية للمرحلة المقبلة، وترسيم طبيعة التعاطي والعلاقات السياسية الخارجية، وآلية مجابهة الاحتلال ومستوطنيه على الصعد كافةً. 

 

ونحن اليوم أمام هذا الاستحقاق الوطني، ومن عمق انتمائنا الوطني ومن موقعنا كأبناء لحركة "فتح" العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وقائدة المشروع الوطني نُعرب عن اعتزازنا بمشاركة الفصائل الوطنية التي آثرت تغليب المصلحة الوطنية العليا على كل ما سواها وفاءً لتضحيات الشهداء والأسرى والجرحى، وإدراكًا منها لخطورة المرحلة، ونؤكّد التفافنا التام حول سيادة الرئيس محمود عبّاس وكلمته الوطنية التي رسمت خارطة الطريق السياسية والدبلوماسية والوطنية للمرحلة المقبلة، مُعلنين تأييدنا الكامل لما يصدر عن المجلس المركزي من قرارات وتوصيات ومحددات واستراتيجيات نضاليةٍ في هذا السياق، نابعة من صلب مبادئ ومنطلقات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده، والعصية على كل محاولات الابتزاز والارتهان والتدجين.

عاش نضال شعبنا الفلسطيني 

عاشت منظمة التحرير الفلسطينية الممثّل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني 

عاشت "فتح" رائدة النضال وقائدة المشروع الوطني 

وإنّها لثورةٌ حتّى النّصر

إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان