الرجوب: الوقت الآن ليس فقط لإعادة الإعمار بل لربطه بحل سياسي يمنع تكرار هذا الدمار
أدان منتدى تعاون الشباب الإسلامي بشدة العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، والذي أسفر عن استشهاد المئات من الأبرياء وجرح الآلاف منهم، إضافة لقمع المصلين في المسجد الأقصى، معربًا عن قلقه تجاه الشباب الذين يسكنون في المنطقة وأولئك الذين تشردوا وانفصلوا عن عائلاتهم.
جاء ذلك خلال حلقة نقاش سلطت الضوء على انتهاكات الاحتلال لحقوق الانسان بحق أبناء شعبنا، والتي نظمها المنتدى، اليوم الإثنين، بالشراكة مع التحالف الشبابي لحقوق الإنسان وجمعية كشافة الرسالة الإسلامية، عبر تقنية الاتصال المرئي.
وأكد المنتدى معارضته للأنشطة الاستيطانية غير الشرعية وعمليات المصادرة والتدمير واستخدام القوة المفرطة من قبل دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا رفضه لجميع الإجراءات من قبل الاحتلال الإسرائيلي فيما يتعلق بهدم منازل الفلسطينيين والمراكز الحيوية، وما نتج عنها من تشريد لأعداد هائلة من الفلسطينيين وبناء مستوطنات غير شرعية على الأراضي والممتلكات الفلسطينية.
كما أدان الاعتقالات غير القانونية للمواطنين الفلسطينيين والأطفال، والتي تعتبر جزءًا من سياسة العقوبات الجماعية المعتمدة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا المنتدى جميع الدول الأعضاء إلى ضرورة الحفاظ على التزامها بالوقوف إلى جانب القدس وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإدانة العدوان المتواصل لقوات الاحتلال الإسرائيلي وسياساته غير الشرعية على المناطق الفلسطينية بأقوى العبارات الممكنة.
وشدد على ضرورة إعادة التركيز على الدعم والصمود المطلق للشعب الفلسطيني، مطالبًا الدول الأعضاء بخلق وتمويل حزمة شبابية خاصة مكرّسة لتمكين الشباب الفلسطيني الذي أصيب أو تأثر من قبل الأعمال غير المشروعة للقوات المحتلة.
وفي كلمته خلال اللقاء، أعرب رئيس منتدى شباب التعاون الإسلامي طه أيهان، عن تضامنه مع أبناء شعبنا ضد عدوان الاحتلال المتواصل في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، والذي خلّف المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى، إضافة لهدم المئات من المنازل وتشريد أصحابها.
وقدم أيهان تعازيه الحارة لأسر الشهداء الذي ارتقوا جرّاء عدوان الاحتلال، كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى.
وأكد أيهان أن القضية الفلسطينية تحظى باهتمام كبير لدى منتدى شباب التعاون الإسلامي، مؤكدًا دعم وإسناد المنتدى استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقهم في الاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل إسرائيل.
بدوره، شكر رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفريق جبريل الرجوب، القائمين على تنظيم حلقة النقاش، مؤكدًا أنها تشكّل إعادة تأكيد على رغبتهم في الدفاع عن فلسطين ليس فقط كقضية للشعب الفلسطيني، وليس فقط كقضية للعالم العربي، وليس فقط كقضية للعالم الإسلامي، بل كقضية إنسانية.
وقال الرجوب "إن العدوان الأخير بدأ في القدس كقرار سياسي لبنيامين نتنياهو لضمان بقائه في السلطة، حيث استفز المتطرفون الصهاينة شعبنا في جميع أنحاء المدينة المقدسة، من باب العامود إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. لكن شعبنا قاوم ولم يسمح للاحتلال بإذلالهم".
وأضاف: "نحن أهل الأرض، نحن السكان الأصليون لفلسطين ولا نخطط للتنازل عن حقوقنا كما كان هدف الفصل العنصري الإسرائيلي. فلسطين لم تستسلم، وفلسطين لن تستسلم. فلسطين ستنتصر وفلسطين باقية وستتحرر فلسطين بعزمنا ودعمكم".
وتابع: "خلّف العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة 254 شهيدًا بينهم 66 طفلا، واختفت 9 عائلات كليًا من هذا العالم بسبب القصف الإسرائيلي.
وخلال نفس الفترة استشهد ما يقرب من 30 مواطنًا في الضفة الغربية إضافة لشهيدين في أراضي عام 48 إضافة لآلاف الجرحى والمعتقلين".
وأكد الرجوب أن الوقت الآن ليس فقط لإعادة الإعمار في غزة ولكن لربط ذلك بحل سياسي يمنع تكرار هذا الدمار في غضون عامين، مشيرًا إلى أن الحل السياسي يعني إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل، بما في ذلك بالقدس المحتلة، فضلا عن الوفاء بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بما يشمل ذلك 1.8 مليون مواطن فلسطيني داخل أراضي الـ48، وحقهم في الاعتراف بهم والتمتع بحقوق متساوية في سياق دولة تدعم المساواة للجميع بدلاً من السيادة الصهيونية أو الفصل العنصري.
ولفت الرجوب إلى أن الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري فيه لن يسقط ما لم يصبح وجوده مكلفًا، وأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لن يأتي من خلال تطبيع العلاقات مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، ولكن من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة وقانونية ضده، بما في ذلك حظر المنتجات من الشركات المتورطة مع الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العنصرية ضد شعبنا.
وأضاف الرجوب: "لقد تم إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي لحماية القدس، عاصمة فلسطين الأبدية، والتي تشكّل رمزًا يمثّل بلايين المسلمين والمسيحيين في جميع أنحاء العالم"، وطالب جميع الدول بتحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية، مجددا التأكيد أن "شعبنا لن يرحل، ولن يستسلم، وسيبقى يسير نحو القدس، حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها