بينما يستعد وزير خارجيتنا رياض المالكي لزيارة محكمة الجنايات الدولية لكي يقدم الشكر والتنسيق والدعم للسيدة بن سودا رئيسة محكمة الجنايات الدولية إسنادًا باسم كل داعمي القانون الدولي في العالم لأنها تحلت بشجاعة من الطراز الأول على قرارها الحاسم بفتح تحقيق في إسرائيل في قضايا تورط في ارتكاب جرائم حرب ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وضد أرضه ومقدساته وتراثه الإنساني، وهذا ما انتظرناه طويلًا ولم نفقد الأمل بـأنه سيأتي ذات يوم،وهاقد جاء هذا اليوم على يد (بن سودا) التي سيسجل اسمها التاريخ،لأنها لم تخف من الضوضاء السطحية السخيفة التي افتعلها نتنياهو عندما اعلن الحرب الشعواء في العالم كله ضد محكمة الجنايات الدولية لكن تهديداته لم تنف خوفه، بل أكدت أنه شبه مذعور،ومن المعروف أنه حين تحين لحظة الاعتراف بالحقيقة فإنه لا أحد يعرف حجم جريمة المجرم مثلما يعرفها هو ويعرف فظاعة ما ارتكبت يداه، وإليكم المثال الأبشع في التاريخ الإنساني كله،وهو أن القرار رقم 181 الذي أنشأ إسرائيل في عام 1947 لم تعترف به إسرائيل حتى الآن، وهي تصاب بالهلع الجماعي حين يطرح البعض ضرورة الاعتراف به، ناهيكم عن الاعتراف ببقية قرارات الامم المتحدة،ومجلس الأمن وآخرها القرار رقم 2334 الذي يعتبر الاستيطان غير شرعي ولن يكون.

الوقت يداهم نتنياهو وهو يستمر في الاحتلال والعدوان بكل أشكاله بسرعة جنونية بما فيها قراره بالقطار الخفيف الذي يرسم صورة القدس ضمن الخيال الإسرائيلي الذي لايستطيع أن يعيش لحظة متوافقًا مع القانون الدولي مطلقًا.

لكن المفاجأة التي لا تقل خيبة هي أن أميركا في عهد رئيسها الجديد جو بايدن رفضت هي الأخرى قرار محكمة الجنايات الدولية ما يطرح السؤال عالميًا: هل صحيح أن أميركا فيها رئيس الآن غير دونالد ترمب، أم أن ما يشاع ليس إلا أكذوبة ملونة؟؟

الشعب الفلسطيني صابر أكثر من الصبر نفسه، لكنه لايفقد الأمل ولا يفقد الثقة في نفسه، والحقيقة لا يمكن إخفاؤها.